انتخب المجلس الوطني التأسيسي في تونس مساء اليوم (الإثنين) الطبيب والمعارض التونسي منصف المرزوقي (66 عامًا) رئيسًا للجمهورية. وشارك في عملية التصويت 202 من مجموع أعضاء المجلس البالغ عددهم 217، حيث صوت 153 من الذين شاركوا في عملية التصويت لصالح المرزوقي وثلاثة ضده فيما وضع 44 من ممثلي أحزاب المعارضة أوراقًا بيضاء في صندوق الاقتراع وتحفظ اثنان عن التصويت، وفقًا لوكالة الانباء الألمانية.
وترشح 9 أشخاص آخرين -غير معروفين على الساحة السياسية في تونس- لمنصب رئيس الجمهورية إلا أن المجلس الوطني التأسيسي رفض قبول ترشحاتهم؛ بسبب عدم مطابقتها لشروط الترشح القانونية.
وأوضح متحدث باسم المجلس أن المترشحين التسعة لم يقدّموا ضمن ملفات ترشحهم -ومثلما ينص عليه القانون المعمول به- وثيقة ممضاة من 15 من نواب المجلس يزكون فيها ترشح كل واحد منهم إلى رئاسة الجمهورية، مشيرًا إلى أن أحد المترشحين لم يبلغ السن القانونية للترشح والمحددة ب35 عاما على الأقل.
وقال مصطفى بن جعفر -رئيس المجلس الوطني التأسيسي- إن المرزوقي سيتسلم مهام رئاسة الجمهورية بعد أن يؤدي غدًا اليمين الدستورية.
وأضاف أن الفصل التاسع من "القانون المؤقت لتنظيم السلطات العمومية" الذي صادق عليه المجلس الوطني التأسيسي يوم السبت الماضي يلزم المرزوقي بالتخلي -قبل تولي رئاسة الجمهورية- عن مهامه الحزبية.
ويرأس المرزوقي حزب المؤتمر من أجل الجمهورية (يساري عروبي)، ويصبح بذلك خامس رئيس في تاريخ تونس منذ استقلال البلاد عن الاستعمار الفرنسي في 20 مارس 1956.
يُذكر أن منصف المرزوقي الذي زاول تعليمه العالي في فرنسا، يحمل درجة الدكتوراه في 3 تخصصات طبية هي الأعصاب والطب الباطني والطب العام وله عدة مؤلفات طبية باللغتين العربية والفرنسية.
وكان المرزوقي من أبرز معارضي الرئيس التونسي المخلوع، وقد ترشح المرزوقي لانتخابات الرئاسة سنة 1994 إلا أنه لم يتمكن من المشاركة فيها؛ بسبب عدم تمكّنه من جمع العدد المطلوب من التوقيعات التي يتعين الحصول عليها. وقد تم اعتقال المرزوقي خلال نفس العام (1994) على خلفية نشاطه السياسي، ليقضي 4 أشهر سجنا في زنزانة انفرادية، ولم يتم الإفراج عنه إلا بعد أن تدخّل الزعيم الجنوب إفريقي نيلسون مانديلا.
وتولى المرزوقي رئاسة "الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان" (1989-1992). وأسس سنة 1993 "الهيئة الوطنية للدفاع عن مساجين الرأي" في تونس.
وأسس سنة 1997 مع مجموعة من الحقوقيين التونسيين "المجلس الوطني للحريات"، وقد تم اختياره خلال نفس العام أول رئيس للجنة العربية لحقوق الإنسان (1997-2000)، كما أسس في إبريل 2001 حزب المؤتمر من أجل الجمهورية الذي لم يتم الاعتراف به إلا بعد الإطاحة بزين العابدين بن علي.
دفعته التضييقات الأمنية إلى مغادرة البلاد نهاية 2001 نحو فرنسا حيث عمل أستاذا محاضرا في الطب بجامعة باريس.
يعتبر مراقبون أن المرزوقي كان خلال السنوات العشر الأخيرة أنشط معارض لبن علي خارج تونس، ورغم بعده عن البلاد فقد استعمل شبكة الإنترنت والقنوات الفضائية العربية والفرنسية لتأليب الرأي العام التونسي ضد نظام بن علي الذي كان (المرزوقي) يعتبره "قوة احتلال داخلي" يجب تخليص البلاد منها.
وعاد المرزوقي إلى تونس يوم 18 يناير أي بعد أربعة أيام من هروب بن علي إلى السعودية، وكان أعلن عشية عودته إلى تونس أنه سيترشح إلى الانتخابات الرئاسية.
وحصل حزبه المؤتمر من أجل الجمهورية على ترخيص للعمل القانوني في مارس 2011 .