أنا عندي 20 سنة وبادرس.. اتعرفت على واحدة على النت من سنة وشهرين، وكنت طالع من تجربة حب فاشلة؛ بس الحمد لله خلصت.. في الأول ماكانش الحب خالص في دماغي، تقريبا كنت كرهت الحب، بس جت البنت دي بجد هوّنت عليّ جامد أوي، واتعرفنا على بعض، وأخدنا أرقام موبايلات بعض؛ للارتياح اللي شفناه مع بعض، وبعد شوية حبتها وصارحتها بحبي ليها، وهي كمان صارحتني بحبها لي، ووالدتها كانت تعرف كل حاجة، وطلبت إني أشوفها وهي وافقت؛ بس في وجود والدتها. رحت شفتها وعجبتني، واتعرفت على والدتها، وكانت المقابلة في مطعم عشان والدها ماكانش يعرف حاجة عن النت والعلاقات اللي ممكن تتم عليه، والنت بالنسبة له تخاريف. المهم اتعرفت على والدتها وارتاحت لي، والحمد لله الاستخارة جابت نتيجة، وكلنا ارتحنا لبعض، وقرأنا فاتحة السنة اللي فاتت في الصيف، وانبسطنا؛ بس بعد عناء شديد مع والدتي؛ إني إزاي أخطب وأنا طالب لسه، بس الحمد لله أقنعتها وتم الموضوع. أخوها بقى ماكانش طايقني من أول ما دخلت بيتهم، ونزل وهو عارف إني جاي أتقدم لأخته.. ومن يومها وهو في عناد شديد معايا، مش عايزها لي، تقريبا زي ما يكون سرقت أخته منه؛ بس مافيش أي سبب مقنع. مش دي المشكلة، المشكلة إن بعد مرور سنة وشهرين كل ما أزعلها تقفل في وشي الموبايل.. أنا والله باعترف إني بجد لما بازعل مش باعرف أنا باقول إيه ولا باعرف أفكر، وهي بتستحمل بس ليها طاقة، ولما طاقة استحمالها تخلص بتنفجر. أنا بجد مقتنع إني بابقى غلطان؛ بس أول ما بتقفل في وشي، على طول باروح لها، وباقول لها معلش، وهي مش بترد على الموبايل، بجد مش باتعب لما بازعلها؛ بس باتعب أوي لما أكون عايز أعتذر لها وما ألاقيهاش. أنا خايف حد يفرق بينّا، ولما باسألها: لو حد قال إني مش ليكي هترضي تتجوزيني غصب عن أهلك؟ وشوية أقول لها: أنا لو ماقدرتش أجيب البيت الكبير اللي كل واحدة تحلم بيه هترضي نتجوز على قدنا؟ تقول لي: آه هارضى. بجد أنا مش عارف أتهنى وأستمتع بخطوبتي بسبب المخاوف دي.. بجد أنا قرّبت أصدق إني أدمنت المخاوف. k&m صديقنا العزيز.. لا تُكثّر المشكلات من حولك، ولا تصعّب على نفسك الأمور، لقد لمست في رسالتك أنك فعلا تحب أن تُعدّد المشكلات، وتُشعر نفسك بالتوتر، وتملأ جوانبك بالشحن السلبي.. لا تغضب مني؛ ولكن في رسالتك وجدت نقاطا كثيرة تضعها في خلفيتك الذهنية، ولا يبدو لها أي أثر في حياتك؛ ولكنك تعتبرها مشكلات. فمع أن خطبتكما قد تمت على خير والحمد لله؛ إلا أنك تعتبر أن علاقتكما حين بدأت على النت وكان والدها يعتبرها خطأ مشكلة؛ في حين أن الأمر قد انتهى.. وكذلك أخوها اللي بتقول إنه مش "طايقك"، ولم توضح تأثيره في الأحداث.. وكذلك خوفك من أن تتركك خطيبتك وهي مع ذلك توافق أن تعيش معك وفق ظروفك!! فأين المشكلة؟ مافيش مشكلة. المشكلة الحقيقية يا صديقي فيك أنت، في تضارب المشاعر عندك، وفي التداخل الشديد الذي بداخلك، ربما بسبب ضغوط الحياة عليك، أو بسبب الظروف المادية واستعدادات الزواج، أو بسبب خوفك من الفشل.. كل هذا يا صديقي مجرد هواجس؛ هواجس يقذفها لك الشيطان حتى تظل محلك سر؛ ولكن الواجب عليك يا صديقي هو الإقدام وتجاهل كل ذلك، والاستمرار في رحلة الكفاح من أجل أن يجمعك مع حبيبتك التي تحبها وتحبك بيت واحد. لا تنشغل يا صديقي سوى بمستقبلك، ولا تترك نفسك فريسة لهواجسك وظنونك وأحكامك التي ليست أكثر من ظنون. أما بالنسبة لموضوع أن فتاتك تُقفل الموبايل وهي تكلمك؛ فأريدك أن تفكر في سبب هذا، ربما تطيل عليها في المكالمة أكثر من اللازم، ربما تتصل بها في أوقات غير مناسبة، ربما تكرر الكلام بشكل يجعلها تملّ.. المهم أن تفكر في أسباب ذلك، وأن تغير من طريقة تعاملك معها؛ حتى لا تضطرها لأن تفعل شيئا يغضبك. جيد أنك تعذرها بأن لها طاقة؛ ولكن الأفضل ألا تجعلها تستنفد هذه الطاقة أثناء الحديث معك، وليكن حديثك لطيفا محببا إلى نفسها، ولتجعلها تنتظر هذه اللحظات التي تكلمها فيها، ولتجعل لك في قلبها منزلة عزيزة؛ وذلك يأتي بالإقلال من الزيارة، والإقلال من الاتصال إلا للمهم.. وليكن كل اتصال منك بإنجاز جديد تُنجزه في طريقك؛ فليس هناك شيء أقدر على الإقناع من الإنجاز الفعلي، وأنت شاب جادّ ودخلت من الباب وأردت أن تقيم علاقة شرعية سوية، وهو ما يؤكد حُسن نيتك وجديتك وحسن تربيتك؛ فعليك أن تسعى للتقدم وأن تُقنع الجميع بك من خلال خطوات فعلية، لا من خلال تفكير وتقييم وحوارات جوفاء لا طائل من ورائها. خلاصة القول.. اعمل واجتهد لتتزوج فتاتك، ولا تُسرف على نفسك في الظنون والأوهام واختلاق المشكلات.. وفقك الله وأعانك، وقضى همك، وجمعك مع قرة عينك.. آمين.