أوّل حاجة أحب أشكر فريق عمل "بص وطل" على مجهودكم في حل مشكلات القرّاء.. أنا عندي 28 سنة، والحمد لله باشتغل في وظيفة كويسة، أنا عارف إني اللي هيقرأ رسالتي هيقول عليّ ندل وخاين، بس والله العظيم أنا نيتي سليمة، أنا بحب أخت صاحبي، مع العلم إني ماشفتهاش؛ بس كذا مرة ألاقيها بترد عليّ في التليفون لما آجي أكلّم صاحبي. من حوالي سنة ونص لمّحت صاحبي إني عاوز أشوف أخته عشان أخطبها بس هو طنّش، استنيت شهر وكلمته صراحة كانت المفاجأة إنه هو هرب مني، واتحجج بإن أنا وأخته مش ملائمين لبعض، بعدها زعلت منه شوية بس رجعت أكلّمه تاني؛ لأنه بصراحة طيب، وخدمني في حاجات كتير، وقتها فكّرت شوية لسبب رفضه قلت في نفسي يمكن عشان أنا في مرة قلت له أنا عاوز أتجوّز بنت أصغر مني ب4 أو 5 سنين ممكن تكون أخته أصغر مني بسنة أو من سني وهو مارضاش يقول، رجعت قلت له أنا مايهمنيش السن أهم حاجة تكون كويسة. في الوقت ده خطر في بالي فكرة إني أكلم أخته، وأتعرّف عليها؛ بحيث لما آجي أكلم صاحبي ماقولوش إني عاوز أتعرف على أختك عشان أخطبها، ساعتها هاقول له أنا عاوز أخطب أختك. وفعلا بعد محاولات عرفت أوصل لإيميلها، طبعا هي في الأول انزعجت شوية وقعدت تسألني أنا مين، كانت فاكرة إنه مقلب من صاحبتها، بس أنا ماقلتلهاش أنا مين، بس قلت لها إني معجب بيها، كل اللي طلبته منها إني عايز أشوفها، رفضت وقالت ما دام عاوز تشوفني يبقى تيجي البيت، ألحيت عليها رفضت برضه، بس خلال الفترة كانت بتحاول تعرف أنا مين، لغاية ما قالت لي أنا عرفتك وفعلا عرفتني؛ لأني من غير ما أحس قلت لها على مكان سكني، وسني، والأماكن اللي أنا باتردد عليها، وأنا برضه سألتها عن سنها، وطبعا المفاجأة إنها توأم صاحبي مش أصغر من صاحبي زي ما هو قال لي، بس عادي أنا السن بالنسبة لي مش ضروري. بعدها كنت خايف؛ لأنها ممكن تقول لأخوها، ساعتها هاخسر صداقته، بس اللي حصل العكس صاحبي بيتكلم معايا عادي خالص، قلت لنفسي أحاول مرة تانية أفتح معاه الموضوع لمّحتله على أخته برضه طنشني. وقتها فكّرت إني أروح لها مكان شغلها، بس قلت بلاش عشان كده هاعمل لها شوشرة.. المشكلة إني من جوايا حاسس إن البنت دي نصي التاني، ومش قادر أصرف نظر عن الموضوع. أنا مش عارف أعمل إيه؟ winning صديقنا العزيز.. لقد صنعت لنفسك مشكلة من لا شيء.. والحقيقة أنك أربكت الموقف كله، في حين أنك لو تحليت بقليل من التروّي، والتفكير الهادئ، واستشارة أُولي الخبرة لما احتجت إلى أن تخلق كل هذه البلبلة في بيت صديقك، وتعرض صداقتكما أولا وعلاقتك بهذه الفتاة ثانيا للخطر. لم يكن يجدر بك من البداية أن تطلب من صديقك أن ترى أخته قبل التعارف، وماذا يضرّك لو طلبت إليه زيارة عائلية رسمية لهم، ساعتها ربما كان الموقف كله سيتغيّر؛ أولا على مستوى شخصيتك؛ حيث يبدو أن صديقك بحكم صداقتكما يعرف عنك الكثير، ويعرف مواصفاتك في زوجة المستقبل، من خلال حكاياتكما سويا، وحديثكما الذي بالتأكيد يحتلّ مساحة من لقاءاتكما، وبالتالي كوّن صورة لمواصفاتك رأى أنها لا تنطبق على أخته، لكن هذه الصورة التي نتحدث عنها في جلساتنا الخاصة ربما لا تكون نفس الصورة الواقعية التي نقبل بها، فأنت تتحدث لكن عند التحرك بالتأكيد أنت مستعدّ لاستبدال صفات بصفات والتنازل عن أشياء لصالح أشياء، هذا هو الطبيعي، ولكن صديقك رمى الموضوع كله وراء ظهره.. ولذا ما كان يجب عليك من البداية أن تطالبه بهذا، بل تطلب خطوة جادة واضحة، ووقتها سيكون الطرفان كلاهما مستعدَيْن للتفاهم في إطار واضح. وربما معرفته ببعض صفاتك التي لا يفضّلها جعله ينهي الموضوع من قريب بعيدا عن العائلة التي ربما قد لا توافق رأيه، المهم أنه يبدو أنه شاب بسيط لا يتسم بالحكمة والحذر. نعود إلى خطئك الثاني وهو حديثك مع أخت صديقك دون علمه فهذا خطأ بيّن لا يحتاج إلى مزيد من الشرح والتوضيح.. كان الأَوْلَى بك أن تضغط على نفسك ولا تستجيب لهذه الرغبة. الخطأ الثالث والأهم هو ما أنت على وشك الوقوع فيه، وهو أنك نسجت من خيالك قصة وصفات وأحلام وتقول إنها نصك التاني وفتاة أحلامك على أي أساس؟؟ فقط على أنها كانت ترد عليك في التليفون كلمة أو اثنين استطعت من خلالهما أن تحكم عليها، إنه الوهم يا عزيزي.. لا أحكم أنا عليها، ولكني أؤكّد لك أن ما أنت فيه من تخيل وإسباغ صفات الكمال عليها فأنت معرّض لصدمة كبيرة، فوهم الحب الذي تعيش فيه الآن هو داخلي منك أنت تغذية داخلية بوجود المثال كامل الأوصاف، تحبها وتشعر أنك لا تستطيع أن تستغني عنها، وحين ترد عليك في الهاتف دون حتى أن تسمع صوتك تشعر بأنها تبادلك الحب وتهتم لأمرك كما تهتم أنت لأمرها، وتتخيّل أنها تفهم نظراتك ومغزى كلماتك في حين أنها فتاة عادية جدا كأي فتاة -هذا حتى يثبت العكس- وستتقبّل منها أشياء وأشياء أخرى ترفضها، فلا تتكئ إلا على الحقيقة، ولا تثق إلا فيما يؤكّده الواقع بقرائن حتى لا تتعرّض لصدمة كبيرة. أنت رجل ناضج عاقل واعٍ يجب أن تُفكِّر في مستقبلك بجدية وبواقعية أكبر، ولهذا فلا تدع الأحلام والأوهام تسيطر عليك.. اتفق مع صديقك على موعد تحضر فيه أسرتك إلى بيتهم للتعارف، وبعدها قرّر وسط مداولة مع أسرتك ماذا ستفعل في الخطوة التالية.. المهم أن تجرد قلبك من الأحلام وتعتمد على الحقائق فقط.. وفّقك الله ورزقك ببنت الحلال التي تقرّ بها عينك ويرضى بها قلبك.. آمين..!!