يبدو ان بنفيكا البرتغالي الذي خسر امس الاربعاء نهائي الدوري الاوروبي (يوروبا ليج) لكرة القدم امام اشبيلية الاسباني بركلات الترجيح، كان على وشك ان يكون صاحب "اجمل" سجل لفريق خاسر في تاريخ كرة القدم حسب نبوءة مدربه السابق بيلا جوتمان الذي لعن عملاق مدينة لشبونة لمئة عام. وبنفيكا ليس بحاجة الى عالم نفس وانما الى عالم في السحر، فهو خسر امس النهائي الاوروبي الثامن على التوالي وهذا بحد ذاته رقم قياسي. ويتقدم بنفيكا في هذا المجال على يوفنتوس الايطالي الذي خسر 8 نهائيات اوروبية لكنه في المقابل فاز في 6 اخرى مقابل اثنين فقط للفريق البرتغالي، وهو يشبه بحدود معينة اميركا كالي الكولومبي الذي خسر نهائي كأس ليبرتادورس في المرات الاربع التي خاضها ثلاث منها متتالية (اعوام 1985 و1986 و1987 اضافة الى 1996). وكتبت صحيفة "ابولا" البرتغالية اليوم "بنفيكا يعزز وضعه الغريب". وعنونت صحيفة "ريكورد" بدورها "اللعنة" مرددة كلمة الانحطاط التي اوردتها جميع الصحف البرتغالية. وكتبت الصحيفة "اللعنة تعود الى المدرب جورجي جيزوس الذي لم يستخدم كل ما كان بين يديه". وبنفيكا ليس محظوظا، وقد اهدى الاسطورة اوزيبيو الذي توفي في 5 يناير الماضي، لقبين في بطولة الاندية (دوري ابطال اوروبا) لهذا النادي الذي ابكى 250 الف منتسب وملايين المشجعين حول العالم. وهذه العناوين تعود الى عامي 1961 و1962 عندما كان يشرف عليه المدرب المجري بيلا جوتمان الذي رحل غاضبا ولعن النادي كما يفعل حراس الهيكل بالموقد من اجل ملوك فرنسا: "بنفيكا لن يفوز باي من الكؤوس الاوروبية لمئة عام". وهذه اللعنة مستمرة منذ 62 عاما حيث فشل اوزيبيو ورفاقه في احراز اللقب الثالث على التوالي بخسارتهم امام ميلان الايطالي 1-2. وبدأت اللعنة تترسخ اكثر فأكثر مع خسارة بنفيكا في بطولة الاندية الاوروبية عام 1965 امام انتر ميلان الايطالي صفر-1، ثم في عام 1968 امام مانشستر يونايتد 1-4 بعد التمديد. وتعزز هذا الامر بالفشل ثلاث مرات جديدة عام 1983 امام اندرلخت البلجيكي (1-1 ذهابا وصفر-1 ايابا)، ثم في 1988 امام ايندهوفن الهولندي (صفر-صفر وبركلات الترجيح 5-6)، وفي 1990 امام ميلان (صفر-1). لكن منذ العام الماضي، بدأت الحكاية تتحول الى ما يشبه السحر فخسر مرتين متتاليتين في الدوري الاوروبي (كأس الاتحاد الاوروبي سابقا) امام تشلسي الانجليزي 1-2 عام 2013، وامام اشبيلية امس بركلات الترجيح (الوقتان الاصلي والاضافي صفر-صفر). واعتبر رئيس الاتحاد البرتغالي للعبة فرناندو جوميش "انها خسارة غير عادلة وفظيعة ومؤلمة". من جانبه، رأى قائد بنفيكا المدافع البرازيلي المخضرم لويزاو ان فريقه "افتقد الى قليل من الحظ. كل خسارة تحمل معها المتاعب، لكننا لن نعاني منها طويلا لان امامنا فرصة التركيز على نهائي آخر في مسابقة كأس البرتغال الاحد ضد ريو آفي ويجب ان نفوز".