ضمن فعاليات اليوم الثاني لمهرجان الإسكندرية، التقى الروائي الكبير إبراهيم عبد المجيد بجمهور مهرجان تبادل الكتب؛ حيث أدار محمد مفيد -مدير موقع دار الكتب- لقاءً مفتوحاً بينه وبين الشباب بمكتبة الإسكندرية؛ أعرب عبد المجيد عن إعجابه بالفكر الشبابي الجديد مشيراً إلى أن هناك ثورة حاليا في عالم الكتابة، وبخاصة فى عالم المواقع الإلكترونية والمدونات وأشاد بتجربة الكثير من المواقع مثل موقع "بص وطل" وموقع دار الكتب، وأشار إلى أن ذلك يعكس حالة اجتماعية ونفسية نتيجة عدم البوح أو الكبت الذي يعاني منه الشباب، وانتقد عبد المجيد بعض الكتاب الكبار الذين يعتبرون كتابات الشباب تافهة، لافتاً إلى أهمية دور النقاد والصحافة في تقييم تلك الأعمال. واعتبر عبد المجيد الطفرة التي يشهدها سوق مبيعات الكتب الشبابية نجاحاً لتلك الكتابات. ووصف الحراك الثقافي في مصر بأنه "حالة جميلة من الكتابة"؛ خاصة وأن الشباب يطوّر ويجدد ويخلق قراءً جددا. وأشار إلى أن المدونات أصبحت على مفترق طرق؛ لاسيما وأن بعض الكتابات تكون دون المستوى، وعلى الجانب الآخر هنالك كتابات تستحق القراءة؛ إلا أنها أحياناً تعبّر عن حالة من الشيزوفرينيا في المجتمع؛ حيث يكون الأشخاص أكثر حرية في الكتابة والتعبير. وانتقد أيضاً اعتبار بعض دور النشر أن المدونات تمثل الكتابة الجديدة والتي يجب أن تسود المجتمع، رغم أن كل مجتمع فيه أذواق عديدة ومتنوعة ولا يرضيها أو يشبعها هذا النوع من الكتابات؛ معتبراً أن المدونات ضد التاريخ الجمالي للفن، قائلاً: "إن الحياة تقوّم نفسها، بأيدي النقاد". وتحدث عبد المجيد عن تجربته مع المدونات والإنترنت، وقال: روايتي "في كل أسبوع يوم جمعة" هي نتاج تصفح وقراءة لما يكتب في هذا العالم الافتراضي، وبدأت في كتابة الشخصيات والتي بدأت تتطور وتنمو لتفرض نفسها؛ حتى إن شخصية الصحفية "مريم" جعلت من نفسها البطلة؛ رغم أنني كنت أسند لها دوراً ثانوياً. وفي نهاية حواره أضاف بأنه يتمنى ألا يكون للمؤسسات الثقافية الحكومية وجود في المشهد الثقافي المصري، وأن تتولى المؤسسات الأهلية هذا العبء؛ إلا أنه حلم صعب المنال. في المساء أقيمت ندوة للمتألقين إسلام ندا ومصطفى محمد أمين؛ حيث ناقشا مع جمهورهما أحدث إصداراتهما في سوق الكتاب وأدار الندوة مصطفى الحسيني مؤسس موقع دار الكتب، والذي قام بتقديم الكاتب إسلام ندا بوصفه من مؤلفي أدب الخيال العلمي والذي يعاني من ندرة مؤلفيه؛ رغم انتشاره بين القراء كما قدم الكاتب مصطفى محمد أمين بوصفه روائياً شاباً قدم رواية شديدة التماسك قام خلالها بتقديم صورة درامية لمجموعة من الأصدقاء تربطهم علاقات شديدة التماسك في رؤية سينمائية لهذا الجيل عبر عدة قصص متشابكة تحكي تفاصيل العلاقة, وتحدث المؤلف إسلام ندا عن طريقة كتابته لقصصه؛ مشيرا إلى أنه يستمد أفكار قصصه عبر الاطلاع الكثيف على المستجدات العلمية لافتاً النظر إلى أن أدب الخيال العلمي يعتبر من أصعب أنواع الأدب على المؤلفين؛ حيث إنه يتطلب الاطلاع الكثير والمستمر بشكل دوري, ثم تحدث مصطفى محمد أمين عن تجربته في كتابه رواية "إستيميشن"، والتي نُشرت مطلع العام الحالي؛ حيث تحدث قائلاً: إنه خاض الكثير من الصعاب من أجل كتابة الرواية التي تعبّر عن واقع جيله؛ خاصة أن الشباب الحالي متهم بالسطحية والتخاذل؛ مؤكداً أنه قد قام بكتابة الرواية على عدة مراحل زمنية تقدر بثلاث سنوات. بص وطل على التغطية الحصرية لليوم الثاني بمهرجان الإسكندرية * دنيا الأدب اضغط على الصورة لمشاهدة الجاليري: