على الرغم من إطلاق سراح ستة سجناء ونقلهم إلى جزيرة بالاو، فإن سجن القاعدة البحرية الأمريكية فى جونتانامو بكوبا لا يزال يحوي بين أسواره 215 معتقلا، مما يشير إلى صعوبة تنفيذ خطط الرئيس الأمريكي باراك أوباما بإغلاقه قبل 22 من يناير المقبل. ففي تقرير أعدته وكالة الأنباء الأسبانية، بمناسبة مرور عام على تولي باراك أوباما الرئاسة الأمريكية (في الرابع من نوفمبر)، اتضح أن وزارة العدل الأمريكية كانت قد أعلنت الأسبوع الماضي عن إرسال ستة أشخاص من عرق اليوجور الصيني إلى جزيرة بالاو بالمحيط الهادئ، وأنهم وصلوا جميعهم فجر أمس الأحد الى الجزيرة، بعد رحلة استغرقت 17 ساعة على متن طائرة عسكرية، وبرفقتهم ثلاثة محامين أمريكيين. وكان المفرج عنهم قد تم اعتقالهم ضمن مجموعة تضم 22 شخصا في باكستانوأفغانستان، عقب هجمات 11 سبتمبر، حيث أكدوا لدى اعتقالهم أنهم لجأوا إلى أفغانستان هربا من الاضطهاد الديني في الصين، فيما اعتبرت الولاياتالمتحدة أنهم كانوا يتلقون تدريبات في المعسكرات الإرهابية، وقامت بنقلهم إلى جونتانامو في يونيو عام 2002. وعلى الرغم من أن السلطات الأمريكية أكدت مؤخرا أن المعتقلين من اليوجور لا يمثلون تهديدا للأمن القومي، وصدر قرار بتبرئتهم من الصلة بالإرهاب، فإن مستقبلهم ظل في طي المجهول لوقت طويل، بعد أن رفض العديد من الحكومات استقبالهم تجنبا للمشاكل مع بكين، التي تعتبرهم إرهابيين، وكانت ترغب في عودتهم الى الصين، وهو الأمر الذي قوبل بالرفض من جانب واشنطن، خشية تعرضهم لعمليات انتقامية. وقد يتسبب اختيار بالاو لاستقبال المفرج عنهم في إثارة غضب الصين، ولا سيما بعد أن كانت الجزيرة إحدى الدول ال23 التي اعترفت باستقلال تايوان عن العملاق الأسيوي.
عراقيل قضائية وكان أحد القضاة الفيدراليين بمنطقة كولومبيا (في العاصمة الأمريكية) قد أصدر حكما في أكتوبر من العام الماضي يسمح بإطلاق سراح السجناء ونقلهم للأراضي الأمريكية، وهو القرار الذي قوبل بطلب استئناف في الحال. وكسب المعارضون لانتقال السجناء إلى الولاياتالمتحدة في فبراير قرار الطعن المقدم، بدعوى أن القضاة الفيدراليين ليسوا مخولين سلطة التدخل في قانون الهجرة، لتصل القضية في النهاية إلى المحكمة العليا، التي سيتوجب عليها اتخاذ قرار بشأن ما إذا كان القضاة الفيدراليون لديهم السلطة في تحرير السجناء الذين لا يشكلون تهديدا على الأمن الداخلي في الولاياتالمتحدة. وقد وافق القضاة حتى الآن على طلبات مثول 52 شخصا أمام العدالة، تقرر إرسال 10 منهم إلى بلدان أخرى، ففضلا عن هؤلاء الستة الذين استقبلتهم بالاو بالأمس، تم نقل أربعة آخرين إلى برمودا في يونيو الماضي. ولم يتم حتى الآن إرسال أي من السجناء الذي تم إطلاق سراحهم الى الولاياتالمتحدة، في قضية لا يزل حلها معلقا، وتبدو حاسمة في خطط الرئيس الأمريكي لإغلاق المعتقل. ومهما كان قرار المحكمة العليا، فإن إمكانية انتقال السجناء الى الأراضي الأمريكية تلقى معارضة من الكثيرين من أعضاء الكونجرس، سواء في صفوف الجمهوريين أو الديموقراطيين. وكان البرلمان الأمريكي قد قرر منذ بضعة أيام الإبقاء على حظر إطلاق سراح بعض السجناء داخل الولاياتالمتحدة، في وقت أجاز فيه إمكانية انتقالهم لمحاكمتهم أمام المحاكم المدنية أو العسكرية فقط. ومن المتوقع أن تعلن حكومة أوباما في منتصف الشهر الجاري عن أي من المعتقلين البالغ عددهم 215 في جونتانامو سيمثل للمحاكمة مدنيا أو عسكريا، ليتوجب عليها بعد ذلك النظر بجدية في مسألة تحرير الآخرين.