أنهى سيد خطاب -رئيس جهاز الرقابة على المصنّفات الفنية- جدلا واسعا دار في الوسطَيْن الفني والإعلامي طيلة الأسبوع الماضي حول الفيلم الأمريكي - الإماراتي المشترك "اللعبة العادلة"، والذي كان مِن المقرر أن يتم عرضه يوم الثلاثاء الماضي، لكن الرقابة أجّلت منحه تصريح العرض بلا مبرّر. وقال خطاب في لقاء مطوّل مع برنامج "استوديو مصر" على قناة نايل سينما مساء أمس (الخميس): "إن الفيلم حصل على تصريح بالعرض، وأن التصريح لم يضمّ أي ملاحظات؛ لأن الفيلم ينتصر لقضايا العرب، ولا يسيء لهم حسب ما روّج البعض ممن طالبوا بوقف عرضه". وأضاف أنه مِن المقرر أن يُعرض الفيلم في مصر للجمهور يوم الأربعاء القادم، منوّها بأنه يُقدِّم موضوعا متميّزا، ويعرض وجهة النظر العربية في قضية الغزو الأمريكي للعراق بدعوى وجود أسلحة دمار شامل. وضمّ البرنامج إلى جانب رئيس الرقابة المنتجَين: محمد حسن رمزي، وهشام عبد الخالق، والإعلامية فريدة الشوباشي، والناقد عصام زكريا، الذين ناقشوا طويلا فكرة "التطبيع" التي تم وصم الفيلم بها؛ بسبب ظهور ممثلة إسرائيلية هي ليزار شارهي في دور ثانوي خلال الأحداث؛ حيث اعتبروا التطبيع تهمة مطاطة بلا تعريف محدد حتى الآن. وربط عصام زكريا بين اتهام الفيلم والممثل خالد النبوي المشارك فيه بالتطبيع، وبين اتهام مهرجان أبو ظبي السينمائي مؤخرا بالتطبيع؛ بسبب منحه جائزة لمنتجة إسرائيلية، قائلا: "إن على النخبة المثقفة مِن إعلاميين وسينمائيين وأدباء العمل على إيجاد تعريف واضح للتطبيع، بدلا مِن إطلاق الاتهامات في كل الاتجاهات بلا ضوابط". وشهد اليومان الأخيران صدور بيانَيْن مِن غرفة صناعة السينما واتحاد النقابات الفنية، يُطالبان فيهما الرقابة بمنع عرض الفيلم؛ بسبب أنه يُروِّج للتطبيع الذي ترفضه كل الكيانات الثقافية المصرية، معلنين رفضهم التام للفيلم، ولأي فيلم يضمّ ممثل إسرائيلي. وأظهرت تلك البيانات أن المؤسستَيْن المصريتين حريصتان على الضلوع بدور فيما يخصّ التطبيع دون أن يكون لها دور في تحديد مفهومه، كما أن الجميع نازع جهاز الرقابة في صلاحياته القانونية، وطالب بالمنع دون حتى أن يطلب مشاهدة الفيلم أو يعرف فحواه. بينما التمس رئيس الرقابة العذر لمن طالبوا بالمنع بلا حق، إلا أن المنتج والموزّع محمد حسن رمزي قال في البرنامج: "إن منيب شافعي رئيس غرفة صناعة السينما، وممدوح الليثي رئيس اتحاد النقابات الفنية -اللذان لم يُشاهدا الفيلم- أصدرا بيانات رافضة له، بناءً على غيرتهما على السينمائيين المصريين، وحرصا مِن الوقوع في فخ التطبيع، وأن هذا موقف أعضاء الغرفة، وكل أعضاء النقابات رغم أن القرار النهائي للرقابة وحدها". وتَعرض قناة نايل سينما منذ أكثر من شهرين بشكل متكرر تقريرا مصوّرا حول أعمال الممثل خالد النبوي من إنتاجه الشخصي، ويُركّز على دوره في فيلم "اللعبة العادلة"، لكن القناة لم تتناول الأزمة طيلة الأسبوع الماضي الذي ثار فيه الكثير مِن الجدل، إلا في حلقة أمس التي تم فيها الإعلان عن التصريح بعرض الفيلم. وتدور أحداث الفيلم الذي كتبه جيد وجون بيتروثويسرد حول معلومات استخباراتية اعتمدت عليها الإدارة الأمريكية السابقة في تبرير غزو العراق، بترويج مزاعم حول برنامج صدام حسين النووي، ويقوم بالبطولة فيه شون بين، وناعومي واتس، بينما يُجسِّد خالد النبوي شخصية عالم نووي عراقي يكشف الأكاذيب الأمريكية، والفيلم من إخراج دوج ليمان. عن وكالة الأنباء الألمانية