حقّقت سوريا مفاجأة من الطراز الثقيل بفوزها بهدفين مقابل هدف أمس (الأحد) على المنتخب السعودي المرشّح دوما للقب بطولة كأس آسيا، وذلك في إطار الجولة الأولى بالمجموعة الثانية للبطولة التي تستضيفها قطر، لتتصدّر المجموعة بعد التعادل الإيجابي بين اليابان والأردن بهدف لمثله. ورغم الفارق الكبير بين منتخب سوريا الغائب عن البطولة القارية منذ عام 1996، والذي تشارك للمرة الخامسة فيها وخرجت من الدور الأول في جميع مشاركاتها السابقة، وبين المنتخب السعودي المتوّج باللقب ثلاث مرات وخسر النهائي في ثلاث مرات أخرى؛ فإن أبناء دمشق أثبتوا جدارتهم على ملعب نادي الريان ليحصدوا ثلاث نقاط غالية في طريقها للتأهل للمرة الأولى للدور الثاني. ورغم السيطرة النسبية للمنتخب السعودي في الشوط الأول من المباراة، خاصة في الدقيقة 24، انفرد ناصر الشمراني بالمرمى السوري تماما، لكنه أضاع الكرة بشكل غريب. ونجحت سوريا في التقدُّم في الدقيقة 38 عبر عبد الرزاق الحسين الذي سدّد تصويبة قوية ارتطمت في رأس اللاعب عبد الله شهيل لتتهادى في شباك الحارس السعودي وليد عبد الله. ومع مرور ربع ساعة من الشوط الثاني أدرك تيسير الجاسم التعادل للأخضر برأسية قوية استقرّت داخل المرمى السوري في الدقيقة 60. ولم يتأخّر الرد السوري كثيرا؛ حيث تقدَّم من جديد بهدف ثانٍ عن طريق عبد الرزاق الحسين وبنفس طريقة الهدف الأول بعد أن اصطدمت الكرة بأسامة هوساوي في الدقيقة 63. وبهذا تتصدّر سوريا المجموعة الثانية برصيد 3 نقاط، وخلفها كل من اليابان والأردن برصيد نقطة، بينما تقبع السعودية -التي تأهلت لنهائي 2007 وخسرت من العراق- في المركز الأخير بدون رصيد. وبهذا الانتصار تكسر سوريا العقدة السعودية، وتُحقّق الفوز الأول لها على الأخضر بعد الهزيمة في مناسبتين من قبل في نسختي 1984 و 1988. ويعدّ هذا الفوز الأول لسوريا على الفريق السعودي منذ 35 عاما في أي مباراة رسمية. يُذكَر أن المنتخب السعودي تُوّج بلقب كأس آسيا ثلاث مرات: 1984 و 1988 و 1966، كما فاز بالمركز الثاني في البطولة عام 1992 و 2000 و 2007، بينما عانده الحظ في بطولة 2004 وخرج من دور المجموعات. ويتقاسم المنتخب السعودي مع نظيريه الإيراني والياباني الرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب الآسيوي برصيد ثلاثة ألقاب لكل منهم. وتأهل الأخضر إلى كأس آسيا 2011 تلقائيا ودون خوض التصفيات بعد وصوله المباراة النهائية للبطولة الماضية، عندما خسر أمام نظيره العراقي الذي تُوّج باللقب القاري للمرة الأولى في تاريخ. وفي المقابل، يمتلك المنتخب السوري تاريخا حافلا، ولكنه يفشل دائما في تحقيق الإنجازات؛ حيث يحظى الفريق بسمعة طيبة على الساحتين العربية والآسيوية، ولكنه لم يتأهل من قبل إلى نهائيات كأس العالم كما فشل في عبور الدور الأول (دور المجموعات) في أربع مشاركات سابقة بكأس آسيا. عن وكالة الأنباء الإسبانية (بتصرُّف)