أنا عندي مشكلة بيني وبين صاحبتي، أو بمعنى أصح دي أكتر من أختي.. هي اتخطبت، ومابقيتش معايا زي الأول خالص، ولما قلت لها، قالت لي: أكيد لازم أعمل كده، ومستحيل أرجع زي الأول تاني، وكمان لازم أحسّسك إني مش هاعاملك كده عشان أما أتجوز هاسافر بره. مع الأسف صاحبتي دي كانت معايا 24 ساعة؛ أكل، وشرب، ونوم.. وموضوع انشغالها عني ده مضايقني أوي، ومش عارفة أعمل حاجة، وبافكر فيه على طول. يا ريت ألاقي حل للمشكلة دي؛ بس أنا مش عايزة أخسرها، وهي كانت بتحبني جداً أكتر من نفسها، وبتخاف عليّ. Khokhadode صديقة "بص وطل" العزيزة.. الصداقة بين الناس شيء عظيم، يمكن أن نُطلق عليه الأخوّة في الدين أو في الإنسانية، وقد تكون الصداقة في بعض الأحوال أفضل من أخوّة الدم؛ حيث يفهم الصديق صديقه ويقف معه في السراء والضراء، دون الشعور بالغيرة التي تكون بين الإخوة في بعض الأحيان. لكن يا صديقتي، للصداقة -كما للأخوة ولكل العلاقات الإنسانية- حدود وفواصل، لا يجب أن نتخطاها بشكل من الأشكال؛ حتى لا تنقلب لضدّها، كما حدث معك ومع صديقتك، دون سبب؛ إلا أنكما نسيتما حواجز الصداقة، وصارت العلاقة أربعاً وعشرين ساعة، وهذا لا يحدث أصلاً بين الإخوة ولا حتى بين المتزوجين. ولأنكما تجاوزتما كل حدود الصداقة، وأصبح ما بينكما شيئا لا اسم له، تألمتِ أنت من خطبة صديقتك بدلاً من أن تفرحي لها، وتعذري أسبابها الجديدة؛ حيث دخل حياتها خطيب تستعد معه نفسياً ومادياً بالجهاز وخلافه؛ ليكونا في بيت واحد إن شاء الله.. والعاقبة عندك وعند كل البنات في المسرّات إن شاء الله. ولو فكّرت صديقتي بالعقل، وحطيتِ نفسك مكان صاحبتك، وكنت إنتِ اللي اتخطبتِ، تفتكري هيكون تصرّفك زي تصرف صاحبتك، ولا كنت هتسيبي خطيبك وتقعدي مع صاحبتك؟ ولا كنت تبقي إنتِ وخطيبك وصاحبتك سوا على طول، وكأن مافيش خطوبة ولا حاجة؟! ولا تعملي زي ما هي بتعمل معاكِ بالضبط؛ يعني تتشغلي بخطيبك، وتتمني لصاحبتك إن ربنا يبعت لها ابن الحلال اللي تتشغل معاه هي كمان؟ أكيد كنتِ هتعملي زي صاحبتك، وتتشغلي بخطيبك؛ لأنه مش معقول تسيبي خطيبك وتقعدي مع صاحبتك، وكمان مش ممكن تخلّي خطيبك يقعد مع صاحبتك؛ لأن فيه خصوصية بين الخطيب وخطيبته، وكمان مايصحّش يحصل بين الأصدقاء حاجات تافهة زي إن الخطيب يتكلم مع الصاحبة بطريقة تغِير منها الخطيبة.. أو.. أو.. إلخ. لذلك صديقتي، فصاحبتك على حق، وإنتِ المفروض تقدّري وضعها، ويكون علاقتك بها على قد علاقتها هي بك، وعلى قد ما يسمح وقتها وظروفها.. دي حاجة. والحاجة الثانية إنك تحاولي تشغِلي وقتك بهواية أو بشغل، أو تتعلمي حاجة تنفعك؛ حتى لو كانت صنع الطعام والحلويات.. المهم تشغِلي نفسك بأي شيء يشغل وقتك ويسلّيك. وكمان تسألي ربنا في صلاتك ودعائك إنه ييسر لصاحبتك حياتها، ويتمّم لها بخير، ويرزقك إنتِ كمان بالعريس ابن الحلال اللي يسعدك ويفرّح به قلبك. ولا تنسي صديقتي إن الصداقة هي إنك تفرحي لصاحبتك، وإنها لازم تحسّ بفرحتك دي؛ بدل ما تحسّ بزعلك عشان الظروف اتغيرت.