في هذا القسم الجديد سنحاول تقديم روعة وغموض الطبيعة بصورة مختلفة؛ حيث سنقدّم صُوَراً تُعبّر عن غرائب الحياة البرّية؛ سواء كانت قديمة أو حديثة نسبياً مع شرح تفصيلي لها. شهد مركز رعاية Sanaga-Yong لقرود الشمبانزي في الكاميرون العام الماضي، واحداً من أندر المواقف التي جمعت بين قرود مجموعة من الشمبانزي في حزن تامّ وصمت مُطبق؛ احتراماً لموت واحدة من أكبر القرود الموجودة في المركز سناً.
وقفت قرود الشمبانزي خلف السياج تُشاهد بأسى تام القِرْدة المتوفاة "دوروثي" (في أواخر الأربعينيات) جراء سكتة قلبية؛ مما أدخل رفاقها في القطيع في حالة من الحزن والأسى.. الصورة كانت معبرة بقوة عن مشاعر القرود التي لفّت أيديها بعضها حول بعض في إشارة إلى تماسكهم واتحادهم في هذه المحنة؛ حيث وقفوا يشاهدون "دوروثي" موضوعة في عربة يدٍ تحملها إلى مثواها الأخير.
الحزن والأسى كانا جزءاً رئيسياً من تكوين هذه المحمية أو مركز الحماية منذ البداية؛ إذ إن أغلب هذه القرود هي في الحقيقة يتيمة؛ حيث قُتِلت أمهاتها؛ نتيجةً للصيد الجائر.
وحتى وقت قريب كان العلماء ينكرون على الحيوانات اتسامهم بمشاعر مماثلة لمشاعر البشر، على غرار "الحزن"، وكانوا يَعزون هذه المشاعر إلى "تشبيه ساذج" لإلصاق صفات بشرية بالحيوانات؛ ولكن العلم مع الوقت أثبت العكس، عبر مراقبة ثدييات مثل الأفيال، وطيور مثل الغربان (التي تقوم بعمل طقوس لموتاها أقرب للجنائز).