أيام قليلة ويبدأ العام الميلادي الجديد 2011 وتنطلق بعده احتفالات الكريسماس، والتي يستفيد منها عدد من أصحاب الأنشطة التجارية والمهن المختلفة، ويعتبرون الأمر موسما و"بيزنس" بالنسبة لهم، يحاولون تحقيق أعلى الأرباح من ورائه، مُستغلّين حرص المصريين على بعض العادات التي يتمسّكون بها في مثل هذه المناسبة؛ مثل الإقبال على شراء الهدايا وأشجار الكريسماس، وكذلك الحلويات بجميع أنواعها، والأسماك، علاوة على المسلّيات وغيرها. أشجار الكريسماس "بص وطل" حاول رصد أوضاع المهن الرائجة في موسم رأس السنة؛ وكانت البداية في منطقة درب البرابرة بالعتبة، حيث تفرّغت العديد من الورش التي تعمل في صناعة مستلزمات سبوع المواليد، للعمل في تصنيع أشجار الكريسماس البلاستيكية، وهو ما أكده هاني مصطفى –أحد أصحاب الورش- حيث أوضح أن هناك أكثر من 150 ورشة تعمل في صناعة أشجار الكريسماس؛ لأن الإقبال عليها مضمون في هذه الفترة، قائلا إن الورشة الواحدة تُنتج ما يقرب من 300 شجرة يوميا، يتم توزيعها على جميع محافظات الجمهورية، حيث تعتبر المنطقة هي المورد الرئيسي لهذه البضاعة. 7 آلاف جنيه أرباح وأضاف عبد المجيد محمد -عامل بإحدى الورش- أن أرباح الورشة الواحدة تصل إلى 7 آلاف جنيه خلال الشهر الأخير من العام، ويتراوح سعر الشجرة الواحدة بين 5 جنيهات وحتى 400 جنيه حسب حجمها وحجم الزينة ولمبات الإضاءة المُعلّقة بها، لتباع داخل محالّ الهدايا بعد ذلك بزيادة حوالي 20%، مشيرا إلى أن الأشجار ذات الأحجام الصغيرة والمتوسطة عادة ما يكون زبائنها من الأهالي، أما كبيرة الحجم فتقبل عليها الفنادق وبعض المؤسسات. عرائس "بابا نويل" أغلبها مستوردة من الصين بابا نويل محالّ الهدايا أيضا تستعد لاحتفالات رأس السنة بزيادة بضاعتها، خاصة المتعلقة ب"بابا نويل"؛ حيث يشير إبراهيم مشالي -صاحب محل للهدايا بمنطقة العباسية- إلى أنه يشتري كميات كبيرة من عرائس "بابا نويل"، وأغلبها مستوردة من الصين، ويتراوح سعر العروسة الواحدة ما بين 15 و 500 جنيه حسب الحجم أيضا، كما أنه يتم بيع "زعبوط" أو غطاء رأس "بابا نويل" أحمر اللون وحده ب10 جنيهات، علاوة على أقنعة "بابا نويل" التي لا يتعدى سعر الواحد منها 7 جنيهات، كاشفا أن أرباح صاحب محل الهدايا قد تصل إلى 3 آلاف جنيه خلال الأسبوع الذي يسبق بداية السنة الميلادية الجديدة. اللمبات الملوّنة كما تشهد محالّ الأدوات الكهربائية رواجا ملحوظا خلال الفترة الحالية؛ لأن العديد من الأسر تحرص على شراء أشرطة اللمبات الملوّنة؛ لتعليقها داخل منازلهم أو في البلكونات، كنوع من البهجة ببداية العام الجديد، وقد أوضح حسن الشافعي -صاحب محل أدوات كهربائية بالسيدة زينب- أنه يقوم ببيع شريط اللمبات الواحد بحوالي 20 جنيها، ويزيد السعر حسب زيادة أعداد اللمبات الموجودة به، وقال إن حجم البيع قد يصل إلى 300 جنيه يوميا في هذه الفترة. باعة الأسماك يحاولون زيادة كميات الأسماك الموجودة لديهم أسماك البلطي والبوري والجمبري وفي مجال المأكولات فإن أسواق الأسماك والفاكهة والحلويات والمسلّيات تشهد إقبالا كبيرا أيضا، فيشير أيمن سعد -بائع أسماك بسوق العبور- إلى أن الباعة يحاولون زيادة كميات الأسماك الموجودة لديهم خلال هذه الفترة؛ بسبب بدء الإقبال الكبير على عملية الشراء، والتي تزيد بنسبة 200% عن الأيام العادية، وذلك بالنسبة لجميع الأنواع؛ خاصة البلطي والبوري والجمبري، حيث يصل سعر كيلو البلطي إلى حوالي 20 جنيها، والبوري إلى 40 جنيها، أما الجمبري فيتعدى سعره 120 جنيها، والبائع الواحد قد يبيع حوالي 100 كيلو جرام يوميا من الأسماك. التورتة وكعكة الفاكهة وتقوم محالّ الحلويات أيضا بعمل استعدادات خاصة قبل انتهاء العام الحالي وبداية العام الجديد، وهذا ما أكده أحمد نور الدين -مدير أحد محالّ الحلويات الشهيرة بمنطقة وسط البلد- مضيفا أن التورتة بجميع أنواعها تشهد إقبالا غير عادي، وكذلك كعكة الفاكهة وفطيرة القرع، علاوة على الأنواع المختلفة من الشيكولاتة، ويزيد حجم المبيعات بنسبة 100% وكذلك تشهد الأسعار ارتفاعا ملحوظا؛ وذلك بسبب ارتفاع أسعار السكر وهو العنصر الرئيسي في صناعة الحلويات، مشيرا إلى أن نسبة الأرباح تتراوح من 5 إلى 10 آلاف جنيه يوميا خلال الأسبوع الأخير من العام. الفاكهة تلقى رواجاً ملحوظاً في احتفالات المصريين برأس السنة الإقبال على الفاكهة الفاكهة أيضا تلقى رواجا ملحوظا في احتفالات المصريين برأس السنة، خاصة إقبالهم على الموز واليوسفي، فيشير عادل فرج -تاجر فاكهة بمنطقة مصر القديمة- إلى أنه يقوم بتخزين كميات كبيرة من الفاكهة داخل الثلاجات، حتى يستفيد من زيادة أسعارها في احتفالات رأس السنة، حيث تحرص الأسر المصرية على شرائها، وتزيد الأسعار بنسبة 50% فيصل سعر كيلو اليوسفي أو البرتقال إلى 5 جنيهات، والموز إلى 8 جنيهات، أما التفاح فيقفز سعره إلى 15 جنيها، ولذلك فالتاجر يحقق أرباحا تتعدى 2000 جنيه خلال فترة احتفالات رأس السنة الميلادية. الديك الرومي الديك الرومي أيضا يكون ضيفا على الموائد في احتفالات الكريسماس خلال شهر يناير من العام الجديد، وقد حرصت العديد من محالّ الطيور على زيادة الأعداد الموجودة منه في محالّها، ويتوقّع عدد من التجار زيادة الإقبال على الشراء، رغم أن سعر الديك الواحد قد يصل إلى 200 جنيه. لبّ وسوداني يحرص المصريون أيضا على تناول المسلّيات من اللب والفول السوداني أثناء احتفالاتهم برأس السنة الميلادية، ولذلك فالأمر يُعتبر موسما لتجار هذه البضائع، ومنهم علاء زكريا الذي قال إنه عادة ما يبيع أكثر من 70 كيلو جراما من المسليات خلال يوم رأس السنة فقط، ولذلك فإنه يحقق مكسبا يتراوح من 1000 إلى 1500 جنيه في هذا اليوم، ليس نتيجة زيادة الأسعار، ولكن لزيادة حجم الكمية التي يبيعها. ما سبق ليس كل الأنشطة أو الأشخاص المستفيدين من احتفالات رأس السنة؛ فهناك أيضا الفنادق والمطاعم الكبرى، بخلاف بورصة المطربين التي تشهد قفزات هائلة خلال هذا الموسم.