كشف باحثون ألمان عن أنهم ربما عالجوا رجلاً من عدوى فيروس نقص المناعة البشرية، وهي تقارير -إن صحت- تُشكّل تقدماً علمياً كبيراً؛ ولكن ليس بالضرورة تقدماً في عملية العلاج؛ وفقاً لخبراء. ففي دراسة نُشرت الأسبوع الماضي في مجلة Blood، عالج الباحثون في جامعة Charite في برلين، رجلاً مصاباً بفيروس نقص المناعة المكتسبة، إلى جانب سرطان الدم النخاعي الحاد، عن طريق محو نظامه المناعي بجرعة عالية من العلاج الكيميائي والإشعاعي، وإجراء عملية زرع خلايا جذعية له. وخلال وقت عملية الزرع، التي حدثت في فبراير عام 2007، توقف المريض عن تناول الأدوية المضادة لفيروس الإيدز، وبعد 13 شهراً، عقب تعرضه لانتكاسة في سرطان الدم، خضع لجولة ثانية من العلاج، تلاها زرع خلايا جذعية أخرى من المتبرع نفسه. وتبين أن الخلايا الجذعية الثانية حَوَت جينات موروثة نادرة، جعلت منها مقاومة طبيعية لعدوى فيروس نقص المناعة البشرية؛ ووفقاً للباحثين -الذين قادتهم الدكتورة كريستينا ألرز- فإنه من المفترض أن فيروس نقص المناعة البشرية سوف ينتعش مع مرور الوقت؛ لكن ذلك لم يحدث. وبعد ثلاث سنوات ونصف من الأدوية المضادة لفيروس الإيدز، لم يُظهر المريض أي علامة لمرض سرطان الدم، أو فيروس نقص المناعة البشرية، واستعاد جهازه المناعي الصحة، وقال الباحثون في نتائجهم الختامية: "نتائجنا تشير بقوة إلى أن الشفاء من فيروس نقص المناعة المكتسبة تحقّق لهذا المريض". من جهة أخرى، قال الدكتور مايكل ساج أستاذ الطب ومدير جامعة ألاباما في برمنجهام: "ربما يُعدّ هذا علاجاً؛ لكنه يأتي بكلفة مرتفعة.. فبالنسبة لهذا المريض فقد حدث استقبال خلايا ممنوحة، سبقه محوٌ تام لجهاز المناعة، ومن ثم زرع لنخاع العظم". وأضاف في اتصال عبر الهاتف أن العلاجات المرتبطة بمحو الجهاز المناعي خطرة جداً؛ موضّحاً: "هناك تعقيدات تجعل من نتائج العملية غير مُرضية.. وفي عدد من الحالات، تحدث الوفاة". عن CNN