كثير من المهاجرين نجحوا في بناء حياة جديدة تعتبر نموذجا مشرفا.. ولعل كندا من أكثر البلاد التي شهدت هذا اللون من التجارب. وبالطبع، فإن هذه الخطوة ليست ضربة حظ، وإنما هناك مجموعة من العوامل المتشابكة التي يمكن على أساسها أن يقول الشاب أن أمامه فرصة حقيقية ومحددة تمكنه من خطو هذه الخطوة الخطيرة والمهمة في حياته. كندا، عروس أمريكا! يرى أ.سامي أندرو الخبير في شئون الهجرة إلى كندا أن الشخص الذي يقوم باختيار كندا كبلد يهاجر إليها لا بد أن يكون بالضرورة قد قرأ كثيرا عن هذا البلد أو لديه سبب واضح لاختياره كندا تحديدا للسفر إليها" "بالطبع كندا بلد جميلة ومصنّفة كأحسن بلد يعاش فيها في العالم لمدة 11 سنة وفقا لتقارير الأممالمتحدة، وبالتالي؛ فأنا لا ألوم أي شخص يختار كندا للهجرة هناك؛ ولكن أي شاب يبحث عن الهجرة لا بد أن يستعد جيدا لهذه الثقافة الجديدة".
حذار من الكانتونات! ويستطرد أ.سامي أندرو محذرا من التكتل في بلد المهجر قائلا: "بعد وصول المُهاجر إلى ذلك البلد الجديد من المهم له أن يحاول أن ينفتح على المجتمع وعلى السكان دون محاولة التقوقع والعيش في نفس الجالية التي يوجد مهاجرون من نفس جنسيته؛ أي يجب أن يحاول أن ينفتح على المجتمع دون أن يتنازل عن ثقافته؛ الانفتاح ولكن مع الاندماج، بأن يأخذ من الثقافة أفضل ما فيها".
تعظيم سلام للمصري! "نسبة عالية جدا من المصريين في كندا يحتلون أماكن كثيرة في التدريس الجامعي، ويحتلون أماكن مرموقة في مجال الطب.. ولهم سمعة جيدة، ولأن المصريين بالذات ليست لديهم فرصة للتسلل للبلاد -كما هي الحال بالنسبة لدول المغرب العربي- فأغلب المصريين الموجودين في كندا وصلوا بطريقة شرعية وكانت شروط الهجرة تنطبق عليهم، وهي في الأصل شروط صعبة، ولذلك فإنهم بالتالي يصبحون كوادر جيدة وخلفياتهم الثقافية ممتازة".
وما السفر لكندا بالتمنّي؛ ولكن وفق هذه الشروط "لا يمكن لأي شخص يرغب في الهجرة أو السفر إلى كندا أن يسافر هكذا بمنتهى السهولة؛ ولكن يتم انتقاء الأشخاص المهاجرين لكندا طبقا لاحتياجاتها من الوظائف والأشخاص.. وتأخير الرد على قبول الهجرة يرجع إلى الوقت الذي تأخذه الحكومة الكندية في مراجعة الأوراق القادمة من كل أنحاء العالم، وفي السابق كانت الهجرة تأخذ سنوات لفحص الأوراق؛ لأن الكثيرين من المتقدمين كانوا من غير المتعلمين أو غير مطابقين للمواصفات، أما الآن فالحكومة الكندية وضعت ضوابط واشتراطات معينة منها أن تدرج وظيفة طالب الهجرة في قائمة الوظائف المطلوبة، وأن يكون طالب الهجرة حاصلاً على مؤهل عالٍ، وهذه القائمة تتغير كل عام في نوفمبر، ومن المهن المطلوبة فيها: المحاسبون، والعاملون في المجال الطبي، والهندسة، وأساتذة الجامعة، والطباخون وغيرهم.. لكن يشترط المؤهل العالي، ويمكن الدخول على الإنترنت من خلال هذا الموقع http://www.cic.gc.ca/ لمعرفة الشروط وتفاصيل التقديم للهجرة".
شروط الهجرة لكندا "الساعي إلى الهجرة لكندا يجب أن يراعي عنصرين هامين.. الأول: أن ترد وظيفته في قائمة الوظائف التي تحتاجها كندا والثاني: أن ينجح في تجميع النقاط المؤهلة (67 درجة).. وبالنسبة لموضوع النقاط هناك 5 بنود أساسية تمنح نقاطاً لطالب الهجرة: •السن: فعلى سبيل المثال السن من 19 إلى 48 يمنح 10 درجات أي: 10 من 10. •المؤهل العالي: مثلا البكالوريوس يمنح 20 من 25، والدرجة العلمية من ماجستير ودكتوراه تمنح 25 من 25، وهذا يجعل نظريا أن لا أحد يستطيع التقديم للهجرة إذا لم يكن حاصلا على مؤهل عالٍ. •الخبرة: وتعطى 21 نقطة. •الزواج: ويمنح 5 نقاط. • اللغات: وتحدد عن طريق امتحان في اللغة الإنجليزية أو الفرنسية. ويمكن استخدام بند اللغات في تكملة الناقص من البنود الأخرى؛ لأنها مهارة قابلة للتنمية".
كندا عروس أمريكا: ندوة الشباب وأحلام الهجرة (2) صور مشرقة راجي: راجي –شاب مصري ينهي أوراقه للهجرة إلى كندا- روى لنا حكايته مع الهجرة والأسباب التي دفعته إليها قائلا: "الحكاية بدأت عندما هاجر كل أصدقائي ؛ ففكرت أن أعمل مثلهم وأهاجر، وبالفعل قدمت الأوراق ومرت فترة طويلة وتزوجت ثم أنجبت زوجتي؛ لكن بعد فترة شعرت بأني مخنوق من أشياء حاجات كثيرة في مصر، ووقتها جاءتني فرصة أسافر دبي، واستمر الحال بي هناك سنة ونصف.. والمفاجأة أني وجدت المصريين هناك عايشين بنظام وسعداء جدا، وكل ما كنت أنزل أجازة اكتشف أن الظروف بتسوء أكتر من الأول، وكل ما كانت تحصل لي حاجة أتصل بمستر سامي أندرو لأنه كان ماسك ملف الهجرة الخاص بي، 4 سنين ونصف، لغاية ما أخذت الهجرة لكندا".
"حصل مرة إني كنت مسافر، وطلبت من مراتي إنها تجدد رخصة العربية، وبعد ما خلصت كل الأوراق قالوا لها: ليس من حقك استخراج شهادة المخالفات، فيجب على صاحب السيارة أن يأخذها بنفسه.. لكن الغريب أنهم قالوا لها اطلبيها من على النت وأي حد هيستلمها!!، أما في كندا فالأمور مختلفة".
ويستطرد راجي قائلا: "الضغوط االتي نتعرض لها هي اللي تجبرنا على التفكير في الهجرة.. سأقول لكم حاجة تانية من الحاجات التي تؤيد كلامي.. كنت استخرج جواز سفر ابني، فقالوا لي: فيه غلطة في الاسم و عليك إصلاحها، وللمصادفة كانت لي واسطة في السجل المدني، فرحت صلحتها؛ بس طلبوا مني إني أجيب شهادات الميلاد القديمة، وفشلت طبعا إني أجيبها، فقالوا لي: روح اعمل مذكرة تقول فيها إنهم فقدوا. ولما رحت القسم علشان يعمل لي مذكرة بفقد خمس شهادات، قال لي: هاعمل لك فقد لشهادة واحدة فقط؛ لغاية ما دخلت للمأمور مرتين لأستخرج الشهادة في نفس اليوم. ولما رجعت للجوازات تاني رفضوا ياخدوها مني لأني جبتها بسرعة، وما رضيوش يعملوا لي جواز السفر إلا لما دخلت للظابط وقلت له: إني عندي واسطة. لأنهم كانوا في الأول فاكرين إني زوّرتها".
"في كندا، على العكس.. ممكن أقول أنا ساكن هنا، وكلامك صح عندهم إلى أن يثبت العكس.. هنا بيكدّبونا إلى أن يثبت العكس.. لكن برضه بنحبها".
كندا عروس أمريكا: ندوة الشباب وأحلام الهجرة (2) هايدي: هايدي -حرم أ.سامي أندرو وصاحبة تجربة السفر لكندا في أكثر من مناسبة- أكدت أنها تشعر بالفروق الجوهرية في التعليم والحياة والمعاملة: "أنا عكس مستر راجي تماما، أنا أحمل همّ المواصلات وتعليم الأولاد ودخول مصلحة حكومية، لكن في الخارج هناك معاملة أحسن.. نصل لمناصب أعلى وإحنا صغيرين في السن.. الأولاد بيتربوا أحسن.. المدارس الحكومية هناك أحسن من المدارس الخاصة هنا. الواحد هنا مش عارف مستقبله إيه بعد ما يتخرج؛ لكن أنا طبعا لظروف الشغل هنا ما قدرتش أقعد أكتر من شهر ونصف.. لكن كانت كل حاجة مختلفة وما كنتش عايزة أرجع. التعامل مختلف من أول ما دخلت المطار، وكأني طفلة بيخافوا عليها، لدرجة إنهم في المطار رأوا العنوان الذي أخطأت في كتابته؛ فدخلوا على الإنترنت كي يتأكدوا من العنوان حرصا على ألا يقودني سائق التاكسي لمكان غلط.. لو عايزة أخلّص ورق، باقعد في غرفة مكيفة، وبييجي موظف ياخدني من إيدي".
الشباب وأحلام الهجرة (1) الشباب وأحلام الهجرة (3) إضغط لمشاهدة الفيديو: إضغط لمشاهدة الفيديو: إضغط لمشاهدة الفيديو: