السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تحياتي الطيبة وبعد.. أولاً أنا عايزة حد يقف جنبي ويخرّجني من التجربة اللي أنا بامرّ بيها والأزمة الصعبة؛ من حب ضاع وتأنيب ضمير وحاجات كتير. أنا حبيت شخص واتعاهدنا إننا نكمّل حياتنا سوا ونبنيها إحنا الاتنين ونشتغل ونساعد بعض، وبعدين خرجنا سوا، وكل حاجة كنت باعملها معاه في حياتي، وسيبت أصحابي، وهو كان كل حاجة، وماكنتش باخبي عنه أي حاجة.. وهو ساعدني في إني أرتدي الحجاب الشرعي وأحفظ القرآن والصلاة في مواعيدها، وهو ماكانش بيصلي إلا نادراً.
المهم مسك إيدي، وبعدين طلب إني أعمل معاه حاجات مش كويسة؛ فرفضت؛ لكن حصلت بعض التجاوزات.
بعد فترة بدأت حياتنا تتغير ونتخانق كتير، بعدها حاولت أهدّي الموقف عشان المركب تمشي، وكان بيغلط فيّ وبيشكّ، ويسجّل مكالماتي مع زمايلي البنات؛ مع إنه عارف سلوكي وعارفني؛ بس باترجم ده بخوفه عليّ، وده طبعاً مش خوف؛ بس كنت باستحمل.
لحد ما في يوم حصلت حاجة مع زميلتي إننا اتكلمنا سوا على الإيميل وهزّرنا في حاجات عيب؛ ماينفعش بنات مؤدبة تتكلم فيها؛ بس كان هزار كلام، وأول مرة أتكلم أصلاً مع حد في الحاجات دي.
المهم طبعاً هو بيسجّل المكالمات، وقرأ الكلام وأخده ضدي، قلت له: أنا معترفة بغلطي، والمفروض إني ماكنتش أتكلم بالكلام ده لأنه عيب؛ سواء هزار أو جدّ، وربنا بيسامح ويقبل التوبة. لكن هو رفض، وقال لي: إحنا مش هينفع نكمّل مع بعض لأني مش هانسى لك الموقف ده، وهافضل فاكره، وأنا عشان بحبك مش هاقدر أكون لكِ. قلت له: طيب ما أنا سامحتك كتير وإنت عملت حاجات أكتر من دي؛ لأنه عرف بنات وستات، وعمل معاهم حاجات مش كويسة وحرام.. وهو عارف إني ماعرفش حد لا قبله ولا بعده، وعشان كده اختارني من البداية.
أنا مجروحة أوي، وحاسة إني وحشة عشان كده هو سابني، وأنا والله ما كده، وهو اللي عرّفني الحاجات دي، وعمري ما سمعتها من حد تاني؛ حتى هو لما كلّمني فيها أول مرة أنا كنت مستغربة، عشان كده قال لي: أنا كنت بادوّر عليكِ من زمان، إنت أم أولادي.. وبعدين يسيبني مجروحة!!
أنا تعبت، وجت لي جلطة في رجلي، وطلبت منه يقف جنبي، قال لي هاقف جنبك كأخ، قلت له: لأ، أنا عندي إخواتي ربنا يخلّيهم لي.
عايزة حد يرشدني للخير، أنا واثقة إن ربنا معايا ومش هيتخلى عني أبداً.
B.G
صديقتنا العزيزة.. أقدّر ما تمرّين به، وألتمس لك بعض العذر فيما تعانين؛ ولكن لماذا لا نكون أقوياء ونقف مع أنفسنا وقفة جادة ونواجهها بالحقيقة ونكفّ عن خداعها؟
أنت تعلمين منذ البداية أنه أخطأ في حقّ نفسه وحق ربه حين طلب منك أن تُخطئي أنت أيضاً في حق نفسك وفي حق ربك، إلى هنا كان يجب أن تكوني قوية كفاية لتُعلني أن هذه قصة دخل فيها الشيطان؛ وبالتالي فإن مصيرها هو الفشل؛ لأن مفهوم الحب قد تحوّل عندئذ إلى مسار آخر، ومن الصعب أن يعود إلى مساره النظيف بعد أن تورّط في الوحْل.
لكنكِ ضحكْتِ على نفسكِ وخُدعتِ بخداع الحب.. ولما أخذ منك هذا الفتى بعض التنازلات بدأ الشكّ يثور داخله كأي رجل شرقي؛ فأخذ يسجّل مكالماتك ويحسب عليك خطواتك، ويفتش في أسرارك.. ولا أدري كيف سمح لك عقلك أن تتركي شاباً لم يرتبط مع أهلك بأية كلمة ولم يقدّم ما يدلل على كونه رجلاً في حياتك؛ كيف تسمحين له أن يتحكم في حياتك بهذه الطريقة المهينة، ويسيطر عليك بهذا الشكل الفج؟!! إنك ربما لا تقبلين أن يسجّل لك أخوك مكالماتك؛ فكيف تسمحين لشاب غريب أن يفعل ذلك؟ تقولين باسم الحب! وهل هذا حب؟! هذا شكّ وربما استمتاع منه، وربما لعبة ظريفة.. وجَدَكِ مطيعة فقال ولِم لا؟
لم يكن يحبك منذ البداية؛ ولذا انتهز أول حجة وجدها ليقول لك إنه ليس لك.. وخيراً فعل بذلك؛ فهو لم يكن رجلاً بالمعنى المطلوب؛ بدليل أنه لما وقعتِ في محنة لم يقف إلى جوارك؛ بل تخلى عنك لأنه لا شيء في قلبه تجاهك.
أنت من سمح له بأن يهينك وأن يعاملك بهذه الطريقة؛ هذا خطؤك الحقيقي الذي يجب أن تستغفري منه، وأن تحاولي أن تُصلحيه، وستصلحينه حين تمنحين عقلك زمام القيادة، وتضعين العاطفة في مكانها الصحيح؛ فالحياة ليست عواطف منفرطة متفلتة لا رابط لها ولا جامح لها؛ بل يجب أن يكون العقل من فوق كل ذلك مسيطرًا.
فكّري أنكِ الآن أفضل من ذي قبل، واعلمي أنك اكتسبت من هذه التجربة الفاشلة ما يمنعك من الفشل في تجربة مقبلة؛ فأصّري على أن تنْبَني على نور وعلى حقائق، لا على أوهام وخيالات وقصص سينمائية لا تتعدى الخيال.
تقرّبي من ربك يا صديقتي، واسأليه أن يلهمكِ رشدكِ وأن يوفقكِ للصواب، وابحثي عن مغزى جديد لحياتكِ يمنحها قيمة حقيقية.. يسّر الله لك الأمور، وأوضح لك الخير من الشر، ورزقَك الخير كله آمين.