أنا عندي مشكلة تخصّ أخت جوزي؛ أبوها لسانه وحش ومعاملته وحشة، وكان السبب في فسخ خطوبتها أول مرة. ودلوقتي هي مرتبطة بواحد كويس أوي، وبيعرف ربنا، وبيحبها، وبقالهم مع بعض 3 سنين؛ بس أمها وأبوها رافضين لأنه خريج خدمة اجتماعية وهي صيدلة؛ لكن هو بيشتغل ومرتبه كويس جداً، وجاب الشقة وابتدى في تشطيبها.
هو زهق وكره أهلها، ودلوقتي متقدم لها زميلها في الشغل؛ دكتور تحاليل، وهي معجبة جداً بيه؛ بس فيه مشكلة: إنها خايفة تسيب اللي معاها، يقوم أبوها يعمل مع العريس ده نفس اللي عمله مع اللي قبله، يبقى كده خسرت اللي بتحبه وخسرت اللي متقدم لها.
بجد أنا باكره حمايا، وباتمنى موته، وربنا يسامحني.. أرجوكم إدوني حل لأن التاني مستني رأيها.
S.S
صديقتنا العزيزة.. جميل إنك تحبي أخت زوجك وتتعاطفي معاها ومع مشكلاتها؛ لكن الأجمل إنك تعرفي إن أبوها يعرف مصلحتها، ويتمنى لها كل الخير؛ مش الخير وبس؛ وخصوصاً إن رأي الأم كمان من نفس رأي الأب.
وموضوع طول لسان الأب، أو إن رأيه لا يوافق رغبات أولاده، أو إنه في نظركم سبب فشل خطبتها الأولى.. إلخ، مش سبب كافي في الحكم على هذا الرجل بالظلم، ولا بتمنّي الموت والعياذ بالله.
ولو ناقشنا كلامك صديقتي، ستكتشفين أن أخت زوجك أحبت شخصاً بينها وبينه فارق اجتماعي كبير؛ فهي متعلمة أكثر، وهذا يُفسد العلاقة الخاصة بعد الزواج؛ حيث يُفقد الزوج أول صفاته كزوج وهي الكفاءة في العلم والثقافة، وما يترتب عليها من وضع اجتماعي، ومن مستوى اقتصادي؛ هذا بالإضافة إلى أنها الوسيلة التي تقرّب وجهات النظر، وتخلق التفاهم العقلي الذي يستمرّ باقي العمر، بعد ما يبرُد التفاهم النفسي ويبرد معه الحب.
فالزواج يا صديقتي تفاهم بين عقلين على مستوى واحد من العلم والعقل، وليس على أساس الحب الذي ينتهي بالزواج؛ وإن بقي لفترة فإنه يبقى بارداً، ثم يتحول للعشرة التي هي في الأصل عقل، وليس على أساس الشقة وأنه جاهز، وكلام مَن لا علم ولا تعليم لهم؛ على طريقة "مايعبش الراجل غير جيبه"، ونسوا عقله وعلمه الذيْن يختار بهما دينه وخُلُقه وكل مفردات حياته.
وكون أخت زوجك على علاقة بشخص تعلم تماماً أن أهلها سيرفضونه لأنه ليس على مستواها العلمي، ولا مستواها الاجتماعي، تبقى بتتسلى بوقتها وبوقت هذا الشخص؛ لأنها أدرى الناس برأي أبوها وأمها في مسألة هذا الشخص.
ولِتتأكد هي من ذلك، عليها أن تخترع قصة مشابهة وتحكيها لأهلها وتسمع ردّ فعلهم؛ حتى توفّر على نفسها وعليه الإحراج.
وكمان تفاتح أمها إن زميلها الطبيب يرغب في التقدم لها، وأنها تخاف ردّ فعل أبيها، وتطلب منها أن تقف معها وتساعدها؛ يعني من الممكن أن تصل لما تريد بالقرب من أمها، وبطلب المعقول على طريقة "حتى تطاع فاطلب المستطاع"؛ يعني هي أدرى بأبيها وما يرضيه لمصلحتها؛ بمعنى: لو هو بالفعل رجل ظالم، كان خِلِص منها، وهي ونصيبها.
والقسمة والنصيب صديقتي هي الأهم في موضوع أخت زوجك؛ فلو كان لها نصيب في خطيبها اللي اتفسخت خطبتها عليه، كانت تزوّجته؛ فما يجمعه الرب لا يُفرّقه العبد.. هذا من ناحية.
من ناحية ثانية صديقتي، لازم تعرفي إنت وأخت زوجك إن النصيب بِيَد الله وليس بيد البشر، وكل ما عليها إنها تتقرب لربنا سبحانه وتعالى بالصلاة، والدعاء، والاستخارة بالذات؛ حتى يرضى رب العالمين عنها ويوفّقها للخير.
صديقتي يجب عليك أن تستغفري على رأيك في جدّ أولادك، وعن أمنياتك تجاه رجل عاقل ومحترم والدليل: أنه أبو زوجك اللي بتحبيه، وقبلتِ تشاركيه حياته، وكمان عشان وافق عليك لأنك نِعْم الزوجة اللي كان يتمناها لابنه؛ حتى لو قال عكس كده؛ فالمهم هو إنك بالفعل زوجة ابنه برضاه مش غصب عنه.