من المعروف أن ممارسة الرياضة بشكل منتظم تُحسّن الحالة المزاجية للإنسان، وتساعد على إنقاص الوزن، وإذا أردت سبباً إضافياً يدفعك للبدء بالتمارين البدنية؛ فهو أن ممارسة الرياضة بانتظام تساعد في درء نزلات البرد والإنفلونزا؛ وذلك وفقاً لما توصّلت إليه دراسة حديثة. ففي الدراسة التي نُشرت في دورية "الطب الرياضي" البريطانية، قام باحثون بمتابعة نحو ألف من الأشخاص البالغين، من مختلف الأعمار، لمدة 12 أسبوعاً أثناء فصلَيْ الشتاء والخريف عام 2008؛ حيث مارس المشاركون تمارين رياضية معتدلة، مثل الركض أو ركوب الدراجات أو السباحة، لمدة 20 دقيقة على خمسة أيام أو أكثر أسبوعياً. ووجد العلماء أن ذلك الفريق قد أصيب بالبرد أو الإنفلونزا لمدة خمسة أيام فقط، في المتوسط؛ مقارنة ب8.5 يوم بين الذين يمارسون التمارين الرياضية مرة واحدة في الأسبوع أو أقلّ. كما أن أعراض المرض تكون أقلّ حدة بواقع نحو 40%، عن الذين نادراً ما يمارسون التمارين الرياضية. ويرى "ديفيد نيمان" -بروفيسور علوم التمارين الرياضية والصحة- أن ممارسة التمارين الرياضية تعزّز جريان خلايا الدم البيضاء.. وقال "نيمان"، الذي أشرف على الدراسة: إن زيادة النشاط المناعي، الذي يتولد بممارسة الرياضة فقط، يستمر نحو ثلاث ساعات؛ إلا أن أثرها التراكمي يحافظ على صحة الرياضي المنضبط أكثر من سواه. ويرى فريق آخر من العلماء، أن الأشخاص الذين يمارسون التمارين البدنية بانتظام هم فئة تميل -عادة- لاتباع نمط حياة صحي بشكل عام؛ ولذلك فهم أقلّ عُرضة للإصابة بالمرض. ولا تقتصر فوائد الرياضة على الصحة الجسدية بل العقلية كذلك؛ إذ يطوّر حالياً "جاسبر شميت" -أخصائي الطب النفسي الأمريكي- نظاماً جديداً للعلاج النفسي الخاص بمكافحة الاكتئاب، من خلال التركيز على الرياضة البدنية فحسب، للتغلب على المرض الذي يصيب مئات ملايين الأشخاص حول العالم. وأشار "شميت" إلى أنه يعتمد على بيانات سبق أن ظهرت في دراسة أجرتها جامعة "ديوك" عام 1999، أكّدت خلالها أن المكتئبين الذين انضمّوا لبرنامج تمارين سويدية، قد تحسّنوا بنفس مقدار المرضى الذين تناولوا عقار "زولوفت" الذي تبلغ مبيعاته السنوية ثلاثة مليارات دولار. عن CNN