أنا عمري 27 سنة، وحاصل على بكالوريوس تربية رياضية، وشغال والحمد لله، وعايش لوحدي في القاهرة من سنة 2000 حتى الآن، وما عنديش أصحاب في القاهرة، وأصحابي من أيام الجامعة خلاص كلهم اتجوزوا، وقليل لما بنشوف بعض. خُضت 4 تجارب حب قبل كده، وكلها فشلت، في كل مرة كانت البنت تسيبني فجأة وبدون سبب.. وبعد كده بقت متعتي إني أصاحب البنات.
لكن لما وصلت لعمري ده، ابتديت أفكّر في الجواز زي ما أصحابي اتجوزوا.. ابتديت ألتزم وأواظب على الصلاة والعبادة، وبطّلت الحاجات إياها اللي كنت باتفرج عليها، واتقدمت فعلاً لأكثر من واحدة؛ لكن برضه اترفضت بسبب إقامتي في مصر؛ لأني من الصعيد، ولينا عادات معينة في الجواز.
والدتي بتفرض عليّ أتجوز من عائلات معيّنة ورافضة أي واحدة من بره البلد؛ بحجة إنها مش من قبيلة الأشراف وما نعرفش عنها حاجة.. حاولت أقنعها أكتر من مرة لكن -مع الأسف- ما فيش فايدة، والنتيجة إني بقيت مُحبَط ومكبوت، وبقت حياتي مختصرة في صلاة في المسجد وفُرجة على الجنس على الإنترنت.
أنا مخنوق من نفسي، وكل ما أنوي أتوب أرجع تاني، ومكبوت أوي ومش عارف أتخلص من شهوتي ورغبتي دي إزاي، وما حدش يقول لي أصوم؛ لأنه مش بيجيب معايا نتيجة، وإذا استمرّت شهراً أو اتنين ما فيش فايدة، ويا ريت لو فيه علاج طبي يلغي الرغبة دي يكون كويس لحد ما والدتي تحنّ عليّ وتقرر تجوّزني.. يا كده يا إما أتجوز أي واحدة تعجبني من اللي أنا أعرفهم من زمان وأحط والدتي قدام الأمر الواقع.
أنا في حيرة شديدة جداً مش عارف أرضي نفسي ولا أرضي والدتي ولا أرضي ربنا؟ أنا عارف إن الجواز مسئولية؛ بس أنا إن شاء الله قدّها، وآسف للإطالة.
mitkedo
عزيزي.. أقول لك بالترتيب.. أولاً: تُرضي الله، وثانياً: تُرضي والدتك، وهكذا عندما تصل إلى إرضاء الله ووالدتك، تصل تلقائياً إلى ثالثاً: وهو الرضا عن نفسك وبشدة.
عزيزي كيف تحجر على ردّي وأنت تطلب مساعدتي، بقولك "ما حدش يقول لي أصوم؛ لأنه مش بيجيب معايا نتيجة وإذا استمريت شهر ولا اتنين ما فيش فايدة".. صدقني لو كان هذا مبدأك في الحياة (أن تصادر على أي حلّ لمشاكلك بدون محاولة منك لإصلاح أخطائك)؛ فبالتأكيد "ليس هناك أية فائدة"؛ ولكني فعلاً لن أطلب منك الصيام.
إلا أنني سوف أقول لك اقرأ معي قول الرسول صلى الله عليه وسلم، كاملاً واعقله.. ماذا قال عليه الصلاة والسلام؟ "يا معشر الشباب، من استطاع الباءة؛ فليتزوج؛ فإنه أغضّ للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وِجَاء".
ومن الواضح أنك لا تستطيع الصيام؛ ولكنك بالتأكيد تستطيع الزواج، وقادر عليه؛ بصرف النظر عن ما لديك من المشكلات؛ فأنت -كما هي العادة- تلجأ للأسهل؛ تلجأ للأفلام الجنسية، التي بكل أسف لا يمكن اعتبارها وسيلة فعلية لتفريغ الرغبة؛ بل هي في حد ذاتها وسيلة رخصية للإثارة؛ وهكذا فبدلاً من محاولة التغلّب على رغبتك هذه وتطويعها حتى يأذن لك الله بالزواج؛ فأنت تستثير ذاتك وتزيد من رغبتك ومن سقوطك في هذه الهوة.. والغريب أنك تصلّي في الجامع.
بالله عليك ما هذا التناقض الرهيب، وهو تناقض لا تقع به وحدك؛ بل الكثير من الشباب؛ فها أنت لا تستطيع الصيام ولكن الله أعطاك البديل وهو ما تستطيع به الزواج، وبما أنك تستطيع الزواج؛ فالواجب أن تتزوج؛ ولكنك تعقّد الأمور؛ ففي حديث آخر يوضّح مَن تتزوج، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "تُنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها؛ فاظفر بذات الدين تربت يداك".
لذا طبّق هذه القاعدة سواء على فتاة ترضاها والدتك من الصعيد، ولا يوجد ما يمنع هذا.. أما لو كان المبرر هو أنهم هم من يرفضونك؛ فاجلس مع والدتك، ووضّح لها أنك تريد أن تُحصن ذاتك، وأن عائلات الصعيد لا يوافقون عليك، وحاول إقناعها بأن تبارك ارتباطك بفتاة من خارج بلدكم؛ ولكن يجب وقتها أن تُجيد الاختيار؛ فلا يمكن لشاب يريد الإقدام على الزواج وتكوين أسرة أن يتكلم عن اختيار شريكة حياته بهذا الاستهتار، وأن تُقبل على الزواج بأية فتاة كنت تعرفها سابقاً؛ وكأن غرضك فقط أن تجد سبيلاً لإطفاء الشهوة، لا زوجة تبدأ معها أسرة وحياة.
عزيزي أرضِ ربك بترك مشاهدة أفلام الجنس، ثم أرضِ والدتك بأن ترى من تريد تزويجك بها؛ فربما تكون هي من قال عنها الرسول صلى الله عليه وسلم "ذات الدين"، وقد جعلها الله نصيباً لك، ولن يكون ثمة أفضل منه إن شاء الله.. وإن لم تكن على هواك؛ فأنت قد أرضيت والدتك وكنت طوعاً لها.. وربما عندما تطيعها تطاوعك هي الأخرى، وبشيء من التفاهم تزوّجك من تريد ولكن عليك أن تحسن الاختيار.
وبإذن الله سوف تُرضي نفسك بأن تكون من اختارتها لك والدتك أو من تختارها على أسس سليمة، هي أفضل النساء وأقربهم إلى قلبك وعقلك؛ ما دمت قد سِرت في الطريق القويم.
