أعلن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "ويفا" اليوم (الأربعاء) أنه ينتظر تقرير مراقبة لمباراة إيطاليا وصربيا في المجموعة الثالثة من التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى بطولة الأمم الأوروبية (يورو 2012) في أوكرانيا وبولندا، قبل أن يقرر فتح ملف انضباطي حول اللقاء الذي توقّف بعد ست دقائق من انطلاقه؛ بسبب أعمال شغب جماهيري. وبدأت المباراة التي كان يستضيفها ملعب "لويجي فيراريس" في جنوة متأخرة نصف ساعة عن موعدها المقرر؛ بسبب سلوك "الهوليجانز" الصرب، الذين خاضوا معركة بإطلاقهم صواريخ وحجارة على المحلات الواقعة وسط المدينة وضد قوات حفظ النظام. وبعد الحديث مع قائدي الفريقين، قرّر الحكم الأسكتلندي كريج طومسون إيقاف المباراة، بعد مرور ست دقائق على انطلاق اللقاء عقب لمس أحد الصواريخ الحارس الإيطالي إيميليانو فيفيانو. وكان الجمهور الصربي قد أشعل الشماريخ، وألقى بها إلى أرض الملعب فور نزول لاعبي فريقه على ملعب جنوه، بالإضافة إلى تهشيم الشباك الأمنية التي تفصل الملعب عن المدرجات. وأكّدت وسائل إعلام إيطالية أن "الهوليجانز" الصرب أطلقوا حجارة على حافلة منتخب بلادهم، وأصابت إحداها الحارس فلاديمير ستويكوفيتش الذي لم يتمكّن من خوض اللقاء. وقال تشيزاري برانديللي -المدير الفني للمنتخب الإيطالي- إنه شعر بأن أمرا ما سيحدث قبل بدء اللقاء، عندما رأى ستويكوفيتش يلجأ إلى غرف لاعبيه "وهو يموت رعبا". وأفادت الشرطة اليوم أن تلك الأحداث أسفرت عن إصابة 16 شخصا بجروح طفيفة، من بينهم بعض أفراد الشرطة العسكرية الإيطالية، واعتقال 17 آخرين.. ومن بين المعتقلين "إيفان بوجدانوف" (30 عاما) الشاب الموشم والملثم، الذي اعتلى سور الملعب وحرض "الهوليجانز" الصرب على إلقاء أشياء نحو أرضيته. وجاءت صورة "بوجدانوف" -زعيم جماعة ألتراس يطلق عليها "نمور أركان"- الاسم الذي كان يحمله مجرم الحرب الشهير خلال الصراع في يوغوسلافيا السابقة، على صدر كل الصحف الإيطالية الرياضية الصادرة اليوم، لوصف حالة الفوضى التي حدثت أمس في جنوة. وعثرت القوات على "بوجدانوف" داخل غطاء محرك الحافلة التي كانت ستعيد الجماهير الصربية إلى بلادها. من جانبها، أدانت وزيرة الرياضة الصربية سنيزانا ماركوفيتش ساماردزيتش في وقت متأخر مساء أمس (الثلاثاء) أعمال الشغب الجماهيري التي أجبرت المسئولين على إلغاء مباراة صربيا. وقالت ساماردزيتش في بيان: "تسببت مجموعة من الأشخاص الذين أعلنوا أنهم مشجّعون صرب، في حرج لصربيا كلها وليس لأنفسهم فحسب.. ستجوب مشاهد العنف التي وقعت في جنوة العالم كله، مما سيمثّل خزيا كبيرا وصفعة قوية لسمعة الرياضة الصربية التي بنيت بالجهد والمثابرة". وأكدت ساماردزيتش أن "الدولة يجب أن تقضي بشكل حاسم على مرتكبي مثل هذه الأشياء.. وأن تُنهي العنف في الملاعب الرياضية".