أنا بحب "بص وطل" أوي، وباشكر كل الأعداد والموقع كله.. أنا متابعاه من زمان من قبل ما يتغير شكله، ومتابعة تقريباً كل المشاكل واستفدت منها. أنا عندي مشكلة كبيرة، أكبر مشكلة في حياتي؛ لأنها تخصّ مستقبلي العلمي والعملي..
أنا بحب واحد زميلي ومرتبطين بقالنا أكتر من سنة، علاقتنا لا تتعدى التليفونات للاطمئنان على بعض؛ لأننا في نفس الجامعة بس مش عاوزين حد يعرف قبل ما نرتبط رسمي.
المهم، أنا طموحة جداً، وكل حلم حياتي إني أشتغل في مكان كويس وأبقى حاجة كبيرة؛ من ناحية إني أبقى حققت حاجة، وكمان لأن والدي نفسه يشوفني حاجة كويسة وموفّر لي كل حاجة تساعدني على كده: فلوس وكورسات وأي طلبات تانية.
المهم، حبيبي مش موافق أبداً إني أشتغل حتى قبل ما نتجوز بيخاف عليّ جداً وقلوق بدرجة مش طبيعية، وده بيسبّب بينّا مشاكل كتير.
المهم أنا قصاد ضغطه عليّ وتخييره ليّ بين علاقتنا وبين الشغل -وخاصة إني نزلت تدريب الفترة دي زي الشغل بالظبط- اختلفنا واتخاصمنا فترة طويلة، ورجعنا لبعض لما أنا اتنازلت وقلت مش هاشتغل بس هاكمّل التريننج، وهو وافق.
بس أنا مش سعيدة، وحاسة إني بافرّط في حلم حياتي، وبالغي شخصيتي وحلمي وطموحي.. أنا عارفة إني ممكن أفشل، وممكن ما ابقاش حاجة تستاهل إني أضيّع أول حب في حياتي، وأضيّع حد بيحبني كده؛ بس مش عارفة ليه مترددة.. حاولت أقنعه وما عرفتش أبداً.
أرجوكم قولوا لي حل.. أنا شخصيتي مش ضعيفة والله؛ مع إني باضعف قدامه؛ بس مش هاين عليّ أفرّط في كل ده، وبرضه مش قادرة أنسى حلمي اللي ضيّعت عشانه وقت وجهد وفلوس كتير، وفي الآخر أسيبه كده.
Koko
التفاهم هو كلمة السر التي تحتاجينها يا صديقتي للوصول إلى الحلّ الذي يريحك ويرضيكِ بإذن الله؛ فرفْض الزوج لعمل زوجته أصبح موضة عدد من الشباب هذه الأيام؛ بسبب الخوف من عدم قدرتها على تحمّل مسئولية البيت والعمل معاً، وبالتالي ينعكس في تقصيرها في البيت وفي حقه؛ لكن من واقع نماذج حية رأيتها بعيني كان التفاهم هو البطل الوحيد؛ فهناك شباب كانوا يرفضون عمل زوجاتهم رفضاً قاطعاً؛ ولكن بعد الزواج، وبعد أن رأوا قدرتهن على الموازنة، وبقليل من التنازل منهم؛ استطاعت الزوجة أن تكمل عملها مع عدم تقصيرها في بيتها، كما أن هناك نماذج أخرى كانت الزوجة نفسها هي من ترفض العمل؛ ولكن بعد الزواج وجدَتْ وقت فراغ قاتل أثّر بالسلب على حياتها وعلى معاملتها مع زوجها؛ فشجعها بنفسه على العمل.
وهناك آخرون لم يكونوا يمانعون في عمل زوجاتهم؛ ولكن واقع الحياة أو الظروف غير الملائمة للعمل جعلتهن يخترن من أنفسهن المكوث في المنزل، وخاصة في حالة وجود أطفال صغار يحتاجون لرعاية واهتمام والدتهم.
وأنا هنا لا أرفض إطلاقاً أن تتنازلي عن طموحك العملي أو عن جزء منه في مقابل حفاظك على بيتك، وأن تساهمي في بناء أسرة سعيدة ستعوّضك -إلى حد كبير- عن النجاح العملي؛ لكن ما أريد قوله لك هو أنه لا بد أن تكوني مقتنعة بأي اختيار تختارينه، وعلى فتاك دور قوي في إقناعك؛ فإذا اعتاد في كل موقف أن تكون كلمته هي المسموعة لمجرد أنه الرجل؛ فنصيحتي أن تعيدي التفكير في هذه العلاقة؛ فصحيح أنه الرجل وله القوامة؛ لكن هذا لا يعني على الإطلاق إلغاء رأيك أو عدم احترامه لتفكيرك؛ فمن المفترض أن يتّخذك شريكة لحياته لا تابعاً له دون حيلة أو إرادة يتمتع بها.
اعذريني.. قد تكون حجته في رفض عملك غير مقنعة؛ فصحيح أنه من الجميل أن يخاف عليك، وأن يحرص على توفير الأمان لك؛ لكن من قال إن العمل ذئب مفترس سيلتهمك، كما أن مبدأه في الخوف قد يمتدّ لأي موقف آخر غير ذهابك للعمل؛ مثل أنه سيمنعك أن تخرجي بمفردك حتى لو لشراء طلبات المنزل أو زيارة أحد أفراد أسرتك، أو عندما يكرمك الله تعالى بأبناء يحتاجون ذهابك معهم في أي طلب؛ فهل معنى هذا أنه سيقوم هو بكل هذه المشاوير، وسيصحبك في كل زيارة؟ أم أن مبدأه في الخوف سيكون من عملك فقط على أساس أنك لن تُقابلي أي أخطار سوى في الذهاب أو الإياب من العمل؟!
رأيي أن الثقة فيكِ وفي حكمتك لا بد أن تكون وسيلة ضغط منك عليه لإقناعه بأنك قادرة على الحفاظ على نفسك، وأن خوفه المبالغ فيه يمكن تفسيره على أنه شكوك فيكِ وفي أخلاقك أو قدرتك على تحمّل مسئولية نفسك؛ فقولي له إذا لم تكن واثقاً في قدرتي على الحفاظ على نفسي؛ فكيف ستأمنني على بيتك؟
تفاهمي معه بهدوء وبالعقل، وجهّزي حججاً منطقية، وطمْئنِيه إلى الجو العام المحيط بعملك، واحرصي على أن تقلّلي من المخاطر فيه؛ فلا سهر لوقت متأخر، ولا البقاء في مكتبٍ بمفردك، ولا أن يكون مقرّ العمل بعيداً جداً عن منزلك، ولا عدم توفّر وسيلة نقل آمنة.. وغيرها من طرق تستطيعين أن تطمئنيه بها عليكِ؛ فإذا اقتنع كان بها، وإذا لم يقتنع فعليه أن يُبرهن على قوة منطقه بحجج منطقية وواضحة تُقنعك؛ حتى تصلا -إن شاء الله- لحل وسط.