يحفل تاريخنا العربي بكثيرٍ من النوادر والطرف والفكاهات، التي تخبرنا عن ظرفاء العرب وحكمائهم أيضاً.. نتخير بعضاً منها لنقرأه سوياً؛ علّها ترسم بسمةً على شفاهكم، وتنقل لنا ولكم لمحات من زمانهم. *********** فائدة الذباب! كان الخليفة المنصور في مجلسه، وقد تكاثر عليه الذباب حتى ضايقه وأضجره؛ فقال: - انظروا من بالباب من العلماء. فقالوا: - يوجد "مُقاتل بن سليمان". فطلب دخوله؛ فلما أشرف عليه، ابتدره المنصور سائلاً: - لماذا خلق الله الذباب؟ فقال "مقاتل": - لكي يُذّل به الجبابرة! *********** صبي عاقل سأل "الأصمعي" -وهو من أساطين الأدب والشعر- صبياً من الأعراب: - هل يسرّك أن يكون لك خمسة آلاف درهم وأنت أحمق؟ قال الصبي: - لا. - ولمَ؟ لأني أخشى أن أجني جناية يذهب بها مالي، ويبقى بها حمقي! *********** مختلس ظريف اختلس أحد الموظفين مالاً؛ فوقف بين يديّ الوالي يُحاسبه: - يا عدو الله.. أكلت من مال الله؟ - فمال من آكل إذا لم آكل مال الله؟ والله لقد راودتُ إبليس أن يعطيني فلساً واحداً؛ فما فعل! *********** العدالة جيء بأعرابي متّهم، ومعه دليل براءته، وهو يقول: - هاؤم اقرأوا كتابيهْ. فقيل له: - إنما يُقال هذا يوم القيامة. فقال الأعرابي: - هذا والله شرّ من يوم القيامة.. إن يوم القيامة يُؤتى بحسناتي وسيئاتي، وأنتم جئتم بسيئاتي وتركتم حسناتي! *********** ورطة قرأ الشاعر الكبير "الفرزدق" قصيدة له على صبيّ يُدعي "الكميت بن زيد"؛ فوجده قد أُعجب بها، فسأله: - هل أعجبتك يا بني؟ - نعم يا عماه. - هل يسرّك أن أكون أباك؟ - أما أبي فلا أريد به بدلاً، ولكن يسرني أن تكون أمي! وكان "الفرزدق" يقول بعدها: ما مرّ بي مثلها (أي تلك الورطة).