بعد تسعة أعوام على هجمات 11 سبتمبر تكشفت بعض الحقائق رغم بقاء جزء كبير من السر في أغوار الكتمان.. الأستاذ يسري فودة حاول في إحدى حلقات برنامجه آخر كلام على قناة ON t.v كشف بعض الحقائق والأسرار بالحوار مع شخصيات متميزة من العالم العربي والغربي، كانت هذه الحقة الثرية التي نعرضها اليوم.. بدأ الحوار بتساؤل من الأستاذ يسري فودة حول دعوة قسّ كنيسة فلوريدا إلى إحراق القرآن وهو الشخص الذي أجمع العالم كله أنه موتور، ويسعى إلى شهرة رخيصة، ثم تراجعه عن موقفه، هل نتوقف أمام هذا الحادث أم نطوي هذه الصفحة ونتخطّاها؟ وقد أقر بعض الحضور بأن القرآن الكريم له عظمته ومكانته، ولا إسلام بدون القرآن، ولا مسيحية بلا قرآن ولا يهودية بلا قرآن؛ لأن القرآن ذكر هذه الأديان وعظّمها وشرّفها، فاليهودي قبل أن يتمسك بيهوديته يجب أن يتمسك بالقرآن الذي ذكر يهوديته، كذلك الأمر بالنسبة للمسيحي، وما فعله هذا القسّ يدل على أن العالم يحتاج إلى أن يتعرف على الإسلام. المسلمون في فلوريدا لا يعانون أي مشاكل وقد علّق أحمد المهداوي -رئيس مجلس إدارة الهدي الإسلامي في فلوريدا- رداً على تساؤل عن شعور المسلمين بالتهديد من دعوة القسّ، بأن المسلمين في ولاية فلوريدا لا يشعرون بأي تهديد، وأن هذا الرجل منبوذ من الجميع سواء المسيحيين أو اليهود في هذا البلد وفي أمريكا؛ فكنيسته أفلست، وقد حاول بيع بعض ممتلكات الكنيسة الممنوحة من الدولة، وقامت الأخيرة بسحبها منه. كما أكد "المهداوي" أن حملة القسّ لم يكن الهدف منها بالأساس وقف بناء المركز الإسلامي في منطقة "جراوند زيرو"، بل كانت حملة تستهدف الإسلام والأقلية المسلمة في أمريكا لتهميشها. أربعة أشهر أضاعوا مجهود تسع سنوات أما الأستاذ نهاد عوض -من مجلس العلاقات الإسلامية (كير)- فقد أكّد أنه خلال السنوات التسع منذ أحداث 11 سبتمبر كانت هناك حالة مستمرة من الجدل والنقاش والتعريف بالإسلام، ولكن هذا التصعيد المفاجئ في فلوريدا عكّر صفو ما بُذل خلال السنوات التسع، وهذا التصعيد عمره لم يتعدَّ الأربعة الأشهر ، فهناك مؤسسات أُنشئت حديثاً تكافح الوجود الإسلامي، وهم من شغلوا رأي الإعلام بهذه القضية، وحاولوا ربط الإسلام كدين بأحداث الحادي عشر من سبتمبر، ونجحوا في الاتفاق مع بعض السياسيين على أن المسلمين نازيون، وبالتالي ليس لهم الحق في أن تتم معاملتهم مثل باقي البشر، فهم ينفّذون مشروع الفتنة والاضطهاد للإسلام والمسلمين. كيف نشارك كمصريين؟! أما الشيخ محمد صالح شديد -أحد علماء وزارة الأوقاف- فقد حدّد ما يجب علينا فعله تجاه هذا الأمر بينما نحن هنا في مصر؛ حيث يقوم شيخ الأزهر بطباعة كتب ومطوّيات للتعريف بالإسلام، وكذلك إنشاء لجنة لتعريف الغرب بماهية بالإسلام. ضابط مخابرات أمريكي يستقيل بسبب أحداث سبتمبر وفي عودة لأحداث 11 سبتمبر يقرّ ضابط كبير بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية يُدعى "مايكل شوير" وهو رئيس وحدة أسامة بن لادن، وكانت مهمّته هي إيجاد أسامة بن لادن، ولكنه استقال من الوكالة عام 2004 ليس لكرهه لها –كما قال- بل لأن لجنة 11 سبتمبر دفنت كل التفاصيل التي قادت لسقوط البرجين، مضيفاً أن كل الفرص التي قدّموها للحكومة والتحذيرات التي جمعوها من بن لادن نفسه، لم يُنظر إليها. أما الاستاذ عمرو الشوبكي -خبير الجماعات الإسلامية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية- والأستاذ عبد الرحيم علي -الخبير في شئون الجماعات الإسلامية- فقد ناقشا فكرة هل ما حدث في الولاياتالمتحدة في 11 سبتمبر يجعلنا نعذرهم على ما يفعلونه الآن من دعاوى لإحراق القرآن الكريم، فأكد "عمرو الشوبكي" بأن مشهد سبتمبر كان فارقاً، وانعكس على طريقة إدارة الكثير من الملفات في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي، فيمكننا أن نتفهم ردود أفعالهم، ولكن لا يمكننا أن نتفهم أو نقبل كل الاستراتيجية الأمريكية التي وُضِعت بعد 11 سبتمبر. شاهد فيديو منزلي لانهيار برجي مركز التجارة العالمي يذاع لأول مرة إضغط لمشاهدة الفيديو: 3% فقط يعرفون الإسلام في أوروبا كما أوضح الأستاذ عبد الرحيم علي أن كل النسب التي تتحدث عن معرفة الإسلام في أوروبا لا ترقى إلى 3%، وعندما وصلتهم رسالة الإسلام وصلت بهذا المنظر الذي شاهدناه، فنحن ملومون بدرجة كافية؛ لأننا والمؤسسات المعنية لم نقُم بالتعريف بالإسلام بالشكل الكافي. ويؤكد د. عمرو الشوبكي أنه ربما لم يكن للحادث نفس القوة والتأثير لو كانت أمريكا قد تتبّعت القاعدة وخلاياها قبل أحداث 11 سبتمبر، ولكنه يضيف أن استهداف المصالح الأمريكية لم يكن سيتوقف إلا إذا كانت الولاياتالمتحدة قامت وقتها بمواجهات عسكرية مع طالبان، ولكن هذا لم يكن مطروحاً وقتها. 11 سبتمبر والتعذيب والقتل والاغتصاب في السجون السرية روبرت فيسك -الكاتب الكبير بجريدة الإندبندنت البريطانية، والمراسل بمنطقة الشرق الأوسط والذي عاش ببيروت لمدة 34 سنة- كان في طريقه إلى الولايات امتحدة صباح يوم الحادي عشر من سبتمبر، ولكن أُجبرت طائرته على العودة، ويقول "فيسك": "اللحظة الحاسمة بالنسبة لي عندما قال بوش ومن بعده بلير إن ذلك غيّر وجه العالم إلى الأبد، فكنت على طائرة متوجها إلى الولاياتالمتحدة يوم 11 سبتمبر، وأجبرت على العودة ثانية، فاتصلت بلندن وقلت لهم إنه ما دام بوش وبلير قالا هذا فسيستغلون ذلك في تمزيق كل قواعد حقوق الإنسان التي استحدثناها في الغرب منذ الحرب العالمية الثانية، بما في ذلك الأممالمتحدة ومجلس الأمن والصليب الأحمر ومعاهدة جينيف عام 1949 التي تأسست على أساس معاهدة لاهاي لعام 1909، وهذا ما فعله بوش وبلير، وانتهى بنا الحال إلى التعذيب والسجون السرية والقتل والاغتصاب، هذه المرة ارتكبناها نحن ولم يرتكبها صدام". "شوير": كان المطلوب الزجّ باسم صدام في أحداث سبتمبر.. واستقبال العالم الإسلامي لأوباما أدهشني في تقرير مصور لمايكل شوير يقول: "نعم لقد أرادوا ربط العراق بأحداث سبتمبر؛ لأن مستشاري بوش كانوا من مؤيدي إسرائيل، مثلما هو الأمر الآن مع مستشاري أوباما، وقد أرادوا التخلص من مشكلة صدّام بالنيابة عن إسرائيل، لذا فقد منحهم 11 سبتمبر فرصة لربط المشكلتين أسامة بن لادن وصدام حسين، ولتبرير غزو العراق، هذا أمر واضح ولا أعتقد أن ثمة شك في ذلك. وفي فيديو آخر قال: "أحد الأشياء التي فاجأتني هي الطريقة التي استقبل بها العالم الإسلامي أوباما، وأن أحداً لم يأبه بأن كبير موظفي البيت الأبيض "رام إيمانويل" هو مواطن أمريكي يؤيد إسرائيل بشدة، بل إنه أثناء حرب العراق الأولى طلب أن ينضم للجيش الإسرائيلي، ومن ثم فافتراض أن إدارة أوباما بشكل أو بآخر مختلفة عن إدارة بوش أو إدارة كلينتون هو مجرد أمنيات فارغة من جانب المسلمين.. لا يوجد فيها أي فارق على الإطلاق". وفي مداخلة هاتفية يؤكد أ.عبد الباري عطوان -رئيس تحرير جريدة القدس العربي- اقتناعه بأن تنظيم القاعدة هو من قام بأحداث سبتمبر، ويشير إلى وصايا ال19 الذين نفّذوا الهجوم، وكذلك اعتراف رئيس التنظيم أنه هو من يقف وراء هذا العمل. هل تآمرت أمريكا على نفسها كي تبرر التدخل في العراق؟ وقد علّق د. عمرو الشوبكي على نظرية كون الولاياتالمتحدة هي من تآمرت على نفسها في 11 سبتمبر كي تجد لها مبررا لدخول العراق، بأن هناك جماعات ضغط ولوبي وشبكات مصالح، وبالتالي هناك فارق كبير بين أن نتحدث عن وجود لوبي له مصالح وانتهز فرصة 11 سبتمبر لتنفيذ هذه الاستراتيجية، أو أن نقول إن الولاياتالمتحدة قتلت 3 آلاف مواطن من أبنائها حتى تغزو العراق وقبلها أفغانستان، وقد فشلت في كلا البلدين على أي حال. وقد أوضح أستاذ عبد الرحيم علي وجود من يتلاعب ببوش ويلقّنه ما يقول خلال أزمة 11 سبتمبر، مؤكداً أن بوش من أغبى رؤساء الولاياتالمتحدة منذ إنشائها حتى الآن؛ فتقسيمه للعالم بين خير وشر أو مع أمريكا أو مع الإرهابيين، أضاع عمق المواجهة وصوّبها في اتجاهات خطأ، أدت فيما بعد إلى انتقام شخصي لخطط يمينية أمريكية صهيونية في أشياء بعيدة تماماً عن الإرهاب، وهناك دليل على ذلك أن مايكل شوير نفسه قال إن بن لادن كان ملك يديه في أفغانستان، ورفضوا أن يسمحوا له بالقبض عليه. اقرأ أيضاً: نقطة التحوّل في فِكر أسامة بن لادن قالوا عن أسامة بن لادن إضغط لمشاهدة الفيديو: