التعليم العالي: غلق كيان وهمي جديد بالشرقية    وصف تصرفات إثيوبيا ب«العبث».. ماذا قال وزير الري عن الملء الأحادي ل«سد النهضة»؟    قيادات جامعة القاهرة تتفقد اليوم الأول للكشف الطبي على الطلاب الجدد    محافظ أسوان يتفقد عددا من المدارس للاطمئنان على جاهزيتها لاستقبال العام الدراسى الجديد    «تنسيق قناة السويس» يعلن إحصائيات مرحلة تسجيل الدبلومات ليوم الإثنين    "وقف بطاقة التموين" تتصدر جوجل.. ورد حكومي حاسم    اقتصادي: ضخ استثمارات في مصر ب5 مليارات أول مكاسب زيارة مدبولي للسعودية    وزير العمل: الدولة حريصة على تشجيع الاستثمار ودمج ذوى الهمم فى السوق    أسعار الفاكهة في سوق العبور اليوم الثلاثاء 17 سبتمبر    تداول 80 ألف طن بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر    «تنمية المشروعات»: تنفيذ خطة تدريبية متكاملة لكل العاملين بالجهاز    رئيس «اقتصادية قناة السويس» يبحث مع مجتمع الأعمال البريطاني فرص الاستثمار بمصر    العليا للحج تكشف عن الضوابط الجديدة لموسم العمرة الجديد.. فيديو    زلزال بقوة 5.1 درجة يضرب ولاية تكساس الأمريكية    وزيرة الصحة الفلسطينية السابقة: مصر حريصة على إدخال المساعدات لغزة    ميلان ضد ليفربول.. الريدز يتفوق فى القيمة التسويقية قبل قمة أبطال أوروبا    أوكرانيا: ارتفاع عدد قتلى الجيش الروسي إلى 635 ألفا و880 جنديًا    استمرار توتر الوضع في التشيك بسبب الفيضانات مع ارتفاع مستوى نهر إلبه في العاصمة السلوفاكية    بايرن ميونخ يفتتح مشواره في دوري أبطال أوروبا بمواجهة دينامو زغرب    صباح الكورة.. لاعب الأهلي يتمسك بالرحيل وأزمة طاحنة في الزمالك قبل السوبر الافريقي    مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 17 سبتمبر 2024 والقنوات الناقلة    سبعيني يتولى تدريب منتخب أستراليا للسيدات    محسن هنداوي: تركت كرة القدم بسبب الظلم وأعمل في تجارة الحديد    محسن صالح: انتقال محمد علي بن رمضان للأهلي لن يتم في الوقت الحالي    اتحاد الكرة يجتمع الخميس لتحديد موعد انتخابات رابطة الأندية وخليفة بيريرا    "جرس الحصة ضرب".. انطلاق العام الدراسي الجديد السبت المقبل    الأرصاد: أجواء مستقرة على كافة الأنحاء والعظمى بالقاهرة الكبرى 33 درجة    بعد قليل.. الحكم على ربة منزل أنهت حياة زوجة أخيها بمدينة 15 مايو    ضبط 38 قطعة سلاح و272 قضية مخدرات خلال 24 ساعة    جدول مواعيد قطارات الوجه البحري فى أول أيام العام الدراسي الجديد    ضبط سيدة تبث مقاطع فيديو خادشة للحياء عبر الإنترنت    حقيقة عرض لوحة "د ب س- 2222" المميزة بسعر 2 مليار جنيه    المتحدة تنعي الفنان الراحل الكاريكاتير الشاب أحمد قاعود    ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على غزة ل41 ألفا و252 شهيدا    أحمد الكحلاوي يحيي حفل المولد النبوي بالإسكندرية    وزير الإسكان ومحافظ الجيزة يستعرضان مخطط تطوير المنطقة المحيطة بالأهرامات    وزير الأوقاف ينعى الإذاعية سمية إبراهيم مقدمة برنامج طلائع الإيمان    وزير الأوقاف السابق: من يسرق الكهرباء فهو يسرق الشعب والدولة    وكيل صحة سوهاج يتفقد مستشفى ساقلتة للتأكد من الخدمات المقدمة للمواطنين.. صور    أستاذ صحة عامة: مبادرة «100 يوم صحة» قدمت ملايين الخدمات للمواطنين مجانا    خالد عبد الغفار يبحث تعزيز استخدام التكنولوجيا بالقطاع الصحي    أهمها الربو والسكري.. 6 أدوية احذر تناولها مع قهوتك الصباحية    موعد عرض الحلقة 4 من مسلسل برغم القانون بطولة إيمان العاصي.. هل تفقد طفلها؟    ضبط المتهمين بقتل موظف بالمعاش داخل شقته بحدائق أكتوبر    تريزيجيه في مهمة صعبة مع الريان ضد الهلال السعودي في دوري أبطال آسيا    الأردن يتسلم جثمان منفذ عملية أودت بحياة 3 إسرائيليين على جسر الملك حسين    طريقة عمل لانشون الدجاج، بمكونات بسيطة وغير مكلفة    اختفاء مروحية على متنها 3 أشخاص في منطقة أمور الروسية    أكرم حسني يحتفل بعيد ميلاد ابنته بطريقة كوميدية (صورة)    أهالي قنا يحتفلون بالمولد النبوي بمسجد سيدى عبد الرحيم القنائي    حزب الله يستهدف تحركات لجنود إسرائيليين في محيط موقع العباد    ختام ملتقى «ميدفست – مصر» .. «ماما» أفضل فيلم و«بتتذكرى» يحصد جائزة الجمهور    هل يجوز الحلف على المصحف كذبا للصلح بين زوجين؟ أمين الفتوى يجيب    «أدب واحترام وتواضع».. تامر أمين عن سلوك أسامة الأزهري باحتفالية الأوقاف بالمولد النبوي    تكريم 100 طالب والرواد الراحلين في حفظ القرآن الكريم بالأقصر    د. حامد بدر يكتب: في يوم مولده.. اشتقنا يا رسول الله    نشأت الديهي: سرقة الكهرباء فساد في الأرض وجريمة مخلة بالشرف    دار الإفتاء: قراءة القرآن مصحوبة بالآلات الموسيقية والتغني به محرم شرعًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السيد أوباما.. أهذه رجولة؟؟
نشر في بص وطل يوم 16 - 09 - 2010

في عام 2006 حينما أُعدم الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، وقف الملثّمون القائمون على عملية الإعدام يسخرون من الرئيس المخلوع، فما كان من الرجل إلا أن قال لهم جملته الشهيرة: "هاي.. هادي مرجلة؟!"، في سخرية واضحة ممن يستفزّونه في ذلك اليوم، بينما هو مكبّل وعلى وشك الموت، في حين أن الملثّمين يحاولون أن يظفروا من وراء استفزازه بانتصار رخيص.
وعلى ما يبدو فإن التاريخ سوف يستعير كلمة صدام حسين الأخيرة، ويتوجّه بها رأساً إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالقول: "سيد أوباما.. هادي مرجلة؟!".
الأمريكان حينما انسحبوا من العراق في اليوم الأخير من أغسطس الماضي، تركوه بلا حكومة تُدِيره، بل فشلوا في حسم الصراع على منصب رئيس الوزراء، وهو صراع لم يكن ليحدث لولا أن رئيس الوزراء المنتهية ولايته يصرّ على أن يخالف نتائج الانتخابات العراقية الأخيرة، ويستمر في منصبه، مما يجعلنا نبحث عن ماهية الديمقراطية الأمريكية التي طالما قالت واشنطن إنها تحققت في العراق؛ فاليوم الأزمة السياسية في العراق هي أزمة حاكم يريد أن يستمرّ في عرشه.. مثله مثل الحكام العرب كافة.
انسحب الأمريكان من العراق دون أن يُعدّوا جيشه بشكل جيد، فجعلوا من العراق دولة بلا جيش على الطراز الخليجي، دولة بلا جيش يحميها، وتعتمد بشكل كامل على الجيش الأمريكي المتواجد بشكل رسمي وقانوني بقواعد في طول وعرض التراب العراقي، ضمن الأمريكان تواجد 50 ألف جندي أمريكي في 94 قاعدة عسكرية بالعراق عبر مواثيق عراقية أمريكية بشكل قانوني لا يخالف بنود الأمم المتحدة، ومن ثمّ تركت شوارع العراق لبقايا تنظيم القاعدة وغيره من التنظيمات التي اتّخذت من العنف العشوائي منهجاً لها.
ضَعف الجيش العراقي يجعل العراق دولة مخترقة دائماً، فلا عجب أن يعلن رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي تخوّفه من غزو إيراني للعراق في مثل هذه الظروف، خاصة أن الميليشيات الشيعية الموالية لإيران تجوب العراق في سهولة ويسر، ويأتي تصريح السفير الأمريكي بالعراق أن 25% من خسائر الأمريكان بالعراق ما بين عامي 2003 و 2010 كانت بسبب الميليشيات الإيرانية، فإن هذا التصريح يوضّح حقيقة القوى الضاربة الموجودة الآن في العراق، والتي سوف تعمل جاهدة لتحويل العراق إلى لبنان آخر.. مجرد ولاية إيرانية تتخذها إيران خط دفاع عنها في حربها الطويلة مع المجتمع الدولي.
هكذا العراق الأمريكي الجديد.. دولة بها قواعد أمريكية.. بدون جيش.. الأمن الداخلي منهار.. ورئيس الحكومة متمسك بكرسي الحكم.
ولكن كل هذا لا يهمّ السيد أوباما كثيراً، بالنسبة للأمريكان ليس مهماً أن يكون العراق دولة قوية أو يتمتع بحكومة مستقرة، بل إنه أمر مكروه، فاستمرار الفوضى في العراق يمثل عامل استقرار لبقاء 94 قاعدة عسكرية أمريكية تؤمّن المصالح الغربية في المنطقة العربية بأسرها.
والانسحاب الأمريكي الأخير من العراق يُظهر أوباما بمظهر الساحر الأمريكي الذي أخرج الأمريكان من ورطة حرب العراق؛ الورطة التي أحدثها سلفه جورج بوش الابن، وتتأهب الولايات المتحدة الأمريكية لسيناريو مماثل في أفغانستان خلال يوليو 2011.
لقد نفضت أمريكا يديها من الدولتين، ولم تعد مهتمة إلا بالهدف الحقيقي والمنشود من هاتين الحربين، وجود عسكري ضخم، وعقود قانونية تؤمّن للغرب الحصول على النفط من تلك البلاد، والأهم أنه بعد سنوات من الحروب والفوضى في تلك البلاد، فإنه من غير الممكن أن يشكّل العراق الأمريكي الجديد خطراً على إسرائيل، أو المصالح الأمريكية بالشرق الأوسط، مثلما أصبحت أفغانستان اليوم بكل ما فيها من تمرّد ومقاومة؛ فهي غير قادرة على أن تهدد مصالح أمريكا في آسيا الوسطى والشرق الأدنى كما جرى مراراً، باستثناء باكستان التي أثبتت في السنوات العشر الماضية أنها دولة فاشلة لا تستحق إلا التقسيم!
لقد تكبّدت أمريكا خسائر عسكرية فادحة بالعراق، ولكن الهدف الرئيسي من العملية العسكرية الخاص بإخراج العراق من معادلة الصراع بالشرق الأوسط قد نجح تماماً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.