شهد حفل افتتاح الدورة السادسة والعشرين لمهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي لسينما دول حوض البحر المتوسّط, أحداثاً ساخنة، بحضور: وزير الثقافة فاروق حسني، والأستاذ ممدوح الليثي رئيس جمعية كتّاب ونقّاد السينما المصريين، وذلك مساء أمس الأول (الثلاثاء)، على مسرح سيد درويش بالإسكندرية. فقد حضر الحفل عدد كبير من الجمهور والإعلاميين في ظلّ غياب تام من نجوم اعتادوا حضور حفل افتتاح المهرجان في سنوات سابقة، من بينهم: محمود عبد العزيز، ومحمود حميدة، وإلهام شاهين، ونرمين الفقي، كما غاب أبطال فيلم الافتتاح؛ (المسافر) الفنان خالد النبوي وعمرو واكد، في حين حضرت الممثلة بسمة، لكنها غادرت سريعاً. ورغم احتفال المهرجان في دورته الحالية باختيار الإسكندرية عاصمة للثقافة العربية، فإن الاستعراضات التي تم تقديمها جاءت "تقليدية، وضعيفة المستوى، وخالية من الإبهار". وشهد الحفل تكريم عدد من النجوم العرب والأجانب في المهرجان؛ منهم: الفنان جميل راتب، والفنانة سميرة أحمد، والكاتب مصطفى محرم، والمخرج محمد خان، والكاتبة حسن شاه. كما منح الأستاذ ممدوح الليثي -رئيس المهرجان- درع تكريم خاصا للفنانة ليلى علوي والتي ستكون رئيس برنامج سينما المرأة في الندوة التي تُعقد في اليوم الثالث من المهرجان ضمن بانوراما سينما المرأة, التي تقام تحت عنوان "المرأة والسينما قضايا لم يعد مسكوتاً عنها". وقد تم هذا العام اختيار خمسة وثلاثين فيلماً من ست عشرة دولة من بينها مصر التي شاركت هذا العام بفيلم "المسافر" الذي يشهد عرضه الأول في مصر من خلال مشاركته في هذا المهرجان, كما تم تكريم أبطال الفيلم ليكون فيلم الافتتاح, وقد أُقيم صباح أمس (الأربعاء) ندوة خاصة حضرها أبطال الفيلم: سيرين عبد النور، وعمر الشريف، وشريف رمزي، ومخرج الفيلم أحمد ماهر، والناقد طارق الشناوي الذي أدار الحوار، كما أُعيد عرض الفيلم عقب الندوة. شهدت الندوة حضوراً صحفياً وتليفزيونياً كبيراً، وخصوصاً أنه العرض الأوّل للفيلم في مصر بعد سحبه من مهرجان القاهرة العام الماضي والمهرجان القومي لهذا العام، وعرضه في مسابقة مهرجان فينيسيا العام الماضي ومهرجان أبو ظبي. بدأت الندوة بهجوم مكثّف من جانب بعض الصحفيين على المخرج أحمد ماهر والفنانة سيرين عبد النور؛ حيث ثار أحد النقّاد على أدائها في الفيلم، ووصفها ب"البرود والافتعال وعدم إجادة التمثيل", وقد أشاد الناقد "طارق الشناوي" بفكرة الفيلم، لكنه استاء من الطريقة التي قدَّمها المخرج أحمد ماهر، والتي تحمل ملامح غامضة يصعب على المُشاهِد العادي أن يستقبلها بسهولة. وأشار "طارق" إلى أن الفيلم مِن نوعية أفلام المهرجانات التي لا تصلح للعرض التجاري, وأن وزارة الثقافة -وهي الجهة المنتجة للفيلم- أنتجت عملاً سينمائياً لتطوف به في المهرجانات السينمائية الدولية, حتى وإن رجعت منها دون أن تحمل أي جائزة أو شهادة تقدير. وجاء رد المخرج أحمد ماهر على هذا الاتهام قائلاً: "إن مستويات التلقّي تختلف من شخص إلى آخر, المخرج حر في اختيار أبطاله وما يُقدّمه وبالشكل الذي يريده, والناقد السينمائي عليه أن يفكّ شفرات هذا العمل، ويُحلّلها ويُقدّم رأيه فيها للجمهور الذي يُمثّل في النهاية الحكم بين الناقد وصانع الفيلم". كما أشار المخرج أحمد ماهر إلى اختياره سيرين عبد النور لأنها مُشابهة للدور الذي رسمه الكاتب على الورق, وهذا يُعدّ من حرية المخرج في انتقائه طاقم عمله الفني, أما مسألة أنها ممثلة غير مصرية شاركت في فيلم مصري من إنتاج وزارة الثقافة، فهي قضية سخيفة تضع حدوداً للإبداع الفني, وأشار "ماهر" إلى أنه لا يوجد فنان لبناني وفنان مصري، ولكن يوجد فنان موهوب وآخر غير موهوب, والمخرج حر في اختياره، وبعد تقديمه للفيلم عليك أن تحاسبه هل نجح في هذا الاختيار أم لا. كما اتهم أحد الصحفيين الفنان خالد النبوي بتقليد أداء الفنان عمر الشريف من خلال الجزء الأول من الفيلم من خلال شخصية "حسن"، والتي يقتسمها "خالد" مع عمر الشريف في مرحلته العمرية الأولى. وجاء رد المخرج "ماهر" أن الشخصية يجب أن يكون أداؤها متصلاً في مراحلها العمرية المختلفة، و"خالد" لم يُقلّد أداء عمر الشريف، لكنه قلّد أداء الشخصية الرئيسية للفيلم في مرحلة الشباب وبداية الشيخوخة, ولكنه حاول التمسّك بأدائه الخاص الذي ظهر في أولى لقطات الفيلم. أما سيرين عبد النور فصرّحت أنها تعتز جداً بمشاركتها في هذا الفيلم بجانب نجوم كبار مثل الفنان عمر الشريف, كما أنها تعتبر أن فيلم "المسافر" هو ابنها البكري، وتجربتها الأولى الحقيقية في السينما. وقد علّق النجم عمر الشريف -ضيف شرف المهرجان هذا العام- أنه يهوَى تقديم أدوار تنفع المجتمع وتُثير جدلاً بشكل إيجابي, كما علّق على جملة أحد النقاد حول الفيلم بأنه سيُعادي الجمهور ولن يتقبّله بسهولة، بأن: "الجمهور المصري جاهل، والدليل على ذلك أنه يُحبّ أفلام إسماعيل ياسين وكانت تحقق إيرادات مرتفعة، رغم أن إسماعيل ياسين لا يصلح ككوميديان في أي مكان في العالم، فهو ليس له علاقة بالتمثيل"؛ حسب قوله. وأضاف "الشريف": "الأفلام المتميّزة في السينما المصرية قليلة جداً، وأعتقد أن مصر تضمّ ثلاثة مخرجين متميّزين". عن مصادر متعددة