في كل مرة سوف أقدّم لك ترجمة وكلمات أغنية أجنبية من أيام شبابي (أي عندما كانت الديناصورات تجوب المستنقعات المغطاة بالسراخس). أغنية دفنت وغطّاها الصدأ فالتراب لكن يكفي أن تحملها بين أناملك لتدرك أي بريق وسحر فيها.. سمّه ما شئت.. سمّه نوعاً من ثرثرة العجائز على غرار (الغنا ده كان أيامنا إحنا).. أو سمّها رغبة في أن تشاركني هذه النشوات القديمة.. المهم أني أضمن لك الاستمتاع.. التقينا مع فريق "البيتلز" البريطاني عدة مرات في هذا الباب، والسبب طبعاً أنهم فريق هامّ جداً وأغانيهم رائعة جداً؛ فلا بد أن تقابل أغنية تشعر بضرورة تقديمها هنا. فريق "البيتلز" بأعضائه (جون لينون - جورج هاريسون - بول مكارتني – رينجو ستار) فريق غيّر طابع الغناء الغربي والروك للأبد، ومهما ظهر من فِرَق فإنه من المستحيل أن تأتي مجموعة لها هذا التأثير. وفي الستينيات قام الفريق بزيارة الولاياتالمتحدة، فانقلبت البلاد رأساً على عقب؛ حتى أن الأمريكيين أطلقوا على تلك الفترة "الغزو البريطاني". كل من كان مراهقاً في الستينيات في أمريكا لم ينسَ تلك الأيام، ل"البيتلز" كذلك دور كبير في بداية فترة السبعينات وثورة الشباب، وهي الأعوام التي تلت عودتهم من التبت مع راهب هندوسي واعتناقهم البوذية، وعندما ارتكب "مانسون" (زعيم الهيبز) جريمته الشهيرة؛ فإنه أطلق على العملية اسم "هلتر سكلتر"، وهو اسم أغنية "البيتلز" الشهيرة التي تعبّر عن فوضى العصر، وكانت النتيجة أن "البيتلز" كتبوا له أغنية أهدوها له في السجن! أغنية اليوم كتبها كالعادة "جون لينون" و"بول مكارتني"، وقدماها عام 1967 ضمن ألبوم الفريق الشهير "السرجنت ببر ونادي القلوب الوحيدة".. والصوت الرئيس في المقدمة هو صوت "بول مكارتني" نفسه.. كانا قد قرآ في "الديلي ميرور" قصة فتاة اسمها "ميلاني كو" فرّت من بيت أبويها لتعيش مع حبيبها، وقال الأبوان إن ابنتهما كانت تملك كل شيء وليس هناك مبرر لفرارها. كانا مشغولين بالعمل؛ بحيث لم يصغيا لها لحظة ولم يعطياها أي اهتمام. راقت الفكرة للفنانين الشابين فكتبا هذه الأغنية، وقام "جون لينون" بتلحين مقطع كلام الأبوين؛ حيث تتداخل عبارة (إنها ستترك البيت) مع دفاع الأبوين عن نفسيهما.. والنتيجة يمكنك سماعها ولا تحتاج إلى تعليق. يمكنك سماع أغنية اليوم مع ألبوم صور نادرة لفريق "البيتلز" على هذه الوصلة: إضغط لمشاهدة الفيديو: صباح الأربعاء.. في الخامسة مع بداية اليوم.. في صمت تغلق باب غرفة نومها.. تاركة مذكّرة تأمل أن تفسّر أكثر.. تهبط في الدرج إلى المطبخ قابضة على منديلها وفي هدوء تدير مفتاح الباب الخلفي تخطو للخارج فتصير حرة.. ******************* Wednesday morning at five o'clock as the day begins Silently closing her bedroom door Leaving the note that she hoped would say more She goes downstairs to the kitchen clutching her handkerchief Quietly turning the backdoor key Stepping outside she is free. ******************* إنها (لقد وهبناها جُل حياتنا) تغادر (ضحينا بجل حياتنا) البيت (منحناها كل ما يستطيع المال شراؤه) إنها تغادر البيت بعدما عاشت وحيدة لأعوام عديدة.. وداعاً.. ****************** She (We gave her most of our lives) is leaving (Sacrificed most of our lives) home (We gave her everything money could buy) She's leaving home after living alone For so many years. Bye, bye ****************** يغطّ الأب في نومه بينما زوجته تلبس الروب.. تلتقط الرسالة التي تنتظر هناك وحيدة عند أعلى الدرج.. تسقط منهارة وتصيح في زوجها: - "بابا.. ابنتنا قد رحلت.. لماذا تُعاملنا بهذه اللامبالاة؟ كيف استطاعت أن تفعل هذا بي؟" ****************** Father snores as his wife gets into her dressing gown Picks up the letter that's lying there Standing alone at the top of the stairs She breaks down and cries to her husband Daddy our baby's gone Why would she treat us so thoughtlessly How could she do this to me. ****************** إنها (لم نفكر قطّ في نفسينا) تغادر (ولا فكرة من أجلنا) البيت (كافحنا طيلة حياتنا لننهض) إنها تغادر البيت بعد ما عاشت وحيدة لأعوام عديدة.. وداعاً.. ****************** She (We never thought of ourselves) is leaving (Never a thought for ourselves) home (We struggled hard all our lives to get by) She's leaving home after living alone For so many years. Bye, bye ****************** صباح الجمعة في التاسعة صارت بعيدة جداً.. تنتظر موعدها الذي قطعته للقاء رجل يعمل في تجارة السيارات. ****************** Friday morning at nine o'clock she is far away Waiting to keep the appointment she made Meeting a man from the motor trade. ****************** إنها (ما فعلناه كان خطأ) تنعم (لم نعرف أنه خطأ) بوقتها (السعادة هي الشيء الوحيد الذي لا يشتريه المال) شيء في أعماقها ظللنا ننكره لأعوام عديدة.. وداعاً.. وداعاً.. إنها تغادر البيت وداعاً.. وداعاً.. ******************* She (What did we do that was wrong) is having (We didn't know it was wrong) fun (Fun is the one thing that money can't buy) Something inside that was always denied For so many years. Bye, bye She's leaving home. Bye, bye *******************