بالرغم من أن مئات الدراسات قد أجريت على لوحة الموناليزا -التي تعرف أيضاً بالجيوكندا- للعبقري الإيطالي ليوناردو دافنشي، والتي تعتبر أعظم لوحة رسمت في تاريخ الفن، فإن اللوحة لم تفصح بعد عن كل أسرارها. هذه المرة قام فريق من العلماء بإعادة دراسة اللوحة باستخدام نوع جديد من أشعة إكس يُسمّى X-ray fluorescence، وميزة هذه الطريقة الجديدة أنها لا تُؤثّر على اللوحة ولا تتطلب كشط عينات منها. يهتم الفريق بدراسة الطبقات فائقة النحافة من الصبغات والطلاء والتي استخدمها "دافنشي" لتحقيق الانتقال الناعم بين الأماكن المظلمة والمضيئة في اللوحة.
استخدم "دافنشي" تكنيكاً كان يستخدمه كبار الرسّامين في تلك الفترة يُسمّى Sfumato وهو يؤدي إلى تدرج ناعم جداً بين الألوان وبين الضوء والظل. في الموناليزا لا يمكن لأحد أن يرى أي آثار على وجود ضربات الفرشاة، ولا أي بصمات أصابع.
كل شيء ناعم ومتناغم بشكل شديد المثالية على سطح اللوحة، وكل هذه الدراسات التي تجرى تحاول أن تعرف ماذا فعل "دافنشي" ليخلق شيئاً مثالياً كهذا.
قام العلماء بتحليل عدة لوحات ل"دافنشي"؛ منها: "عذراء الصخور" و"يوحنا المعمدان" و"باخوس"، تغطي فترة 40 عاماً من عمله كرسام، وقد وجدوا أن "دافنشي" كان قادراً على إضافة طبقات رفيعة جداً من الطلاء لا يتجاوز سمكها 2 ميكرو متر؛ بحيث لا يتجاوز سمك طبقات الطلاء على اللوحة 40 ميكرو متر فقط! كيف كان دافنشي يقدر على هذا؟ أمر معجز ومحيّر حقاً.