أنا فتاة وعندي 26 سنة، وباشتغل؛ بس عندي مشكلة إن والدتي عايزة تجوّزني بأي طريقة، وعاملة لي إحباط في البيت إني كده كبرت وهاعنّس، أنا كنت مخطوبة مرتين وما حصلش نصيب، ودلوقتي كل ما حد يتقدم لي تحصل حاجة ويبعد بيها. أنا عارفة إن ممكن ما يكونش فيه نصيب؛ بس أنا بجد بدأت أقلق، وده مؤثر على نفسيتي أكتر لأن كمان كل أصحابي اللي في سني اتجوزوا ومعاهم أطفال، وقرايبي أصغر مني وبرضه اتجوزوا.. القلق ده مع ضغط أمي تاعبني أوي.. مش عارفة أعمل لها إيه عشان تعرف إن لسه النصيب.. أول ما يحدث بيننا أي انفعال تقول لي كلام جارح أوي نفسي أريّحها وأريّح نفسي. هي دلوقتي عايزاني أروح مكتب من مكاتب الجواز وأقدّم فيه بصورتي علشان يلاقوا لي عريس، أنا باقول لها إني ما اعرفش اتجوز كده؛ بس هي مصممة، ولما باقول لها لا بتحسسني بتأنيب الضمير إني مش باسمع كلامها وكده، دي مشكلة يا رب تحلوها معايا. فيه حاجة تانية كمان إني كان ليّ زميل في الشغل، أو بمعنى أصحّ في شركة بتتعامل مع شركتنا، أخد رقمي وبدأ يكلمني؛ بس هو من القاهرة وأنا من إسكندرية، وكمان جاء إلى الإسكندرية ليراني وأنا كده كنت فاكرة إن الموضوع خلاص هيتقدم لي بقى، فتحت معاه الموضوع قال لي اصبري عليّ.. عدى وقت وفتحته معاه تاني قال لي قريب، وبعدين قلت له إن اتقدم لي عريس عشان أعرف نيّته إيه.. زعل شوية؛ لكن ما قالش ولا كلمة يطمّني بيها، وبعثت له رسالة باقول له (لما تعرف عايز مني إيه كلمني)، عدى أسبوع وما كلمنيش واتصلت بيه أنا واتكلمنا؛ لكن من ساعتها وهو متغير. فأرسلت له رسائل ولكنها قاسية شوية إنه بيكذب وإن أخلاقه مش حلوة عشان كده بيعمل كده في بنات الناس؛ فزعل أكتر وقال لي إن الرسائل دي غيّرته من ناحيتي وإني أهنته أوي وما احترمتهوش. أنا كده غلطانة ولا إيه؟ ولو عايزة أرجّعه هارجّعه إزاي؟ أنا كنت بافكّر ابعت له ورد أو أروح له.. يا ريت تردوا عليّ.. هو يستاهل أعمل كده؟ مع العلم إني أرسلت هذه الرسائل له من كتر تجاهله ليّ وصمته، وكل كلامه هزار وبس؛ بس أنا كنت حاسة إني هاكون سعيدة معاه؛ بس هو اللي استفزني بسلبيته دي. أتمنى إنكم تفيدوني في المشكلتين بسرعة وشكراً ليكم جداً وآسفة لو طوّلت عليكم. kooke صديقتي العزيزة، مشكلتك الأولى هي انعكاس مباشر وواضح جداً وسبب رئيسي لمشكلتك الثانية؛ فأنت تقولين إن والدتك تريد أن تُزوّجك بأية طريقة وتسبب لك إحباطاً في البيت، وهذا لأنك قد قمتِ بفسخ خطوبتين من قبل، وسنك الآن وصل للسادسة والعشرين وتخشى عليك من شبح العنوسة؛ مما أدى إلى إصابتك بعدوى القلق أنت الأخرى، ودفعك للوقوع في المشكلة الثانية والتي أدى فيها اندفاعك ولهفتك في الارتباط إلى هروب ونفور زميلك منك. لنبدأ بمشكلتك منذ البداية.. فأنت تقولين إن سنك قد وصل إلى السادسة والعشرين، وهو السن الذي يدعو إلى قلق معظم الأمهات ويجعلهم يتسائلون حول موعد زواج بناتهن ويخافون عليهن كل الخوف من ألا يتزوّجن ويرتبطن برجل يصونهن ويحميهن من شبح العنوسة. وأنا لا أخفيكِ سراً أن هذا حق كل أم، ومن حق والدتك أن تخاف عليك؛ ولكن ليس لهذه الدرجة التي تطلب فيها منك أن تذهبي لمكتب من مكاتب التزويج وتتركي هناك صورتك وبياناتك، ويقومون هم باختيار شريك الحياة!! فيجب أن تعلمي أن معظم هذه المكاتب يا صديقتي ما هي إلا ستار يداري خلفه أنشطة كثيرة غير شريفة أهمها الدعارة؛ لذلك قبل أن تُوافقي أمك على هذه الفكرة يجب أن تُبلغيها بهذه المعلومة حتى تضعها في اعتبارها، كما يجب أن تُصبّريها بكل ما يطمئن قلبها من آيات الله، وقولي لها إن أوان زواجك لم يحن بعد، وعندما يحين ستتزوجين فوراً. ويجب أن تستعينا بالصلاة والدعاء واللجوء لله لتطلبا منه الرزق الحلال وأن يرزقك بالشخص المناسب الذي يتقي الله فيكِ ويحافظ عليك، لا لأن تتزوجي "وخلاص" وتكتشفي بعد ذلك أن أكبر خطأ ارتكبتيه هو زواجك هذا. أما مشكلتك الأخرى المتعلقة بهذا الزميل؛ فكما قلت لك سابقاً أن لهفتك وسرعتك وقلقك من احتمالية عدم زواجك هي السبب في ابتعاد هذا الشخص عنك؛ هذا في حالة إن لم يكن من الأساس شخصاً لعبياً وهوائياً تعرّف عليك بغرض التسلية وتقضية وقت الفراغ. لذلك كل ما أستطيع أن أقوله لك يا صديقتي -وحاولي جاهدة أن تنفّذيه- هو أن تتأني قبل أن تدخلي في أية علاقة، ويجب أن تحسبيها جيداً بعقلك وقلبك، ولا تتسرعي ولا تسمحي لقلقك وقلق أمك بالسيطرة عليك؛ فأنت لم تكبري بعد ولا يزال أمامك الوقت الذي سيرزقك فيه الله بالزوج الصالح إن شاء الله؛ لذلك أعطِ نفسك ومن أمامك الفرصة لتتعرفا على بعض وتتعرفا على عيوب بعضكما، وبإذن الله تيسير الزواج هذا من عند الله فادعيه برحمته وكرمه أن ييسر لك الزواج ويعفّك به.