في الحلقات السابقة تكلّمنا عن خطوتين: الخطوة الأولى: هي كسر دائرة الروتين المتكرر التي قد نكتشف أن حياتنا تنقضي في داخلها دون تحقيق أية نتائج جديدة. الخطوة الثانية: هي الإجابة على سؤال: لماذا أنا في هذا العمل؟ هل هي مجرد مرحلة؟ ما هي الخطوة التالية؟ هذه الخطوات كفيلة كي تجعلنا مهيّئين للتغيير, وتجعلنا نضع خطة مناسبة للتغيير الذي نريده لحياتنا. في هذه الحلقة سنتكلم عن هذا التطوير. دورة النجاح من أجل تحقيق النجاح, لا بد أن نفهم أن النجاح ليس هدفاً نصل إليه كي نستريح في النهاية؛ فالنجاح هو طريقة تفكير.. هو دورة مستمرة.. تتكرر وتتكرر طالما نحن على قيد الحياة. أ- الهدف لا يوجد شخص منا لا يريد شيئاً..! طالما نحن أحياء فلا بد أن يكون لنا هدف.. مَن لا هدف له يشعر أن لا هدف لحياته ذاتها.. إذن فالخطوة الأولى هي تحديد هدف كبير. مثال: فليكن هدفاً مهنياً.. هل تريد أن تكون مدير الشركة؟ أن تمتلك شركة؟ ما هو هدفك؟ فكّر جيداً.. راقب حياتك واعرف ما هي المهارات التي تتميز بها.. ما الذي تحبه وتكرهه.. ما الذي تريد تحقيقه في هذه الحياة كي يفخر بك أبناؤك؟
لا يمكن لأحد في هذه الحياة أن يجيب عن هذا السؤال: ما هو هدفك؟ لأنك أنت الوحيد الذي يمكنه الإجابة عليه. فكّر على الورق.. وليكن هدفك: محدداً - كبيراً - واقعياً - قابلاً للقياس - محدداً بمدة زمنية. ب- الطريق تأمّل حياتك الآن.. وأجب عن هذه الأسئلة: أين أنت من هذا الهدف؟ هل تبقى بضع خطوات من أجل تحقيقه؟ أم ما زال الطريق طويلاً؟ فكّر قليلاً.. ثم أجب عن هذا السؤال الأهم: ما الفرق بين (أنت) الآن, و(أنت) الذي تريد أن تكونه؟ من أجل تحقيق المستقبل الذي تريده, لا بد أن (تقوم بشيء ما) كي تحققه.. فالدنيا لن تتغير حولك من أجل أن يصلك هذا الهدف.. لن تُمطر السماء عليك ذهباً أو تفوز باليانصيب كي تصبح مليونيراً.. هذه الأشياء لن تحدث لك؛ فهل من الصواب انتظارها؟ ما الذي يجب أن تقوم به أنت, كي يجعلك مؤهلاً لتحقيق هذا الهدف؟ الإجابة على هذا السؤال ليست سهلة.. وغالباً ستكون هناك العديد من الإجابات.. هذا جيد؛ لأن الإجابة على هذا السؤال تعني: أنك قد وضعت خطة لتحقيق أحلامك. فلنقل مثلاً أن هدفك الكبير هو أن تكون مليونيراً. كيف؟ ما هي الخطوات التي يمكنك أن تقوم بها كي تكون مؤهلاً للوصول لهذا الهدف؟ هناك العديد من الخطوات, وليس خطوة واحدة. ربما تكون البداية هي: البحث عن عمل آخر - اكتساب خبرة عملية معينة - استكمال الدراسات العليا - فتح مشروع خاص - اكتساب معرفة أكبر عن الهدف وطريقة تحقيقه.. إلخ. وبعد ذلك تأتي خطوة أخرى.. وخطوة أخرى.. وخطوة أخرى.. وحدّد لنفسك الفترة الزمنية التي تريد فيها تحقيق كل خطوة. موبايلك! كلنا عندنا موبايلات صح؟ لماذا لا تضبط المفكرة"reminder" على وقت محدد لكل هدف؟ في خلال هذه الفترة: سأتقدّم للعمل في 9 شركات أفضل - سأتم دورة اللغة الإنجليزية - سأدّخر المبلغ الفلاني.. إلخ. ذكّر نفسك: هل قمت بما اتفقت عليه مع نفسك في الوقت المحدد؟ لا تجعل أهدافك (عايمة) غير محددة المعالم أو التفاصيل؛ لأن هكذا تضيع حياة الفاشلين. ج- النتيجة: بعد أن حددت لنفسك هدفاً, وسعيت وطوّرت نفسك لتحقيقه.. ماذا كانت النتيجة؟ لو تحقق النجاح: فمن الطبيعي أن تجد لنفسك هدفاً جديداً.. وتكرر هذه الدورة معه.. فالحياة لا تنتهي والناجح يسعى دوماً لنجاح أكبر. فقط تذكّر: لا تنسَ الاستمتاع بهذا النجاح ومكافأة نفسك؛ لأن الحياة ليست جرياً متواصلاً بلا انقطاع؛ بل من حقك أن تستمتع بما حققته وتكافئ نفسك بالسعادة التي تستحقها. لو لم يتحقق النجاح: فإن هذه معلومة إضافية أُضيفت لك في المرة القادمة.. لماذا فشلت؟ أين الخطأ؟ كيف يمكن تلافيه في المرة القادمة؟ هذه المعرفة هي التي تجعلنا أقوى.. كل فِرَق الكرة خسرت في بعض المباريات.. كل رجال الأعمال خسروا في بعض الصفقات.. المهم أن نتعلّم بعد كل مرة؛ كي نكون أقوى في المرة القادمة. لو قررت أن تتوقف بعد أول فشل؛ فهو قرارك أنت.. وأنت حر في عدم تحقيق النجاح. لأن النجاح -كما عرفنا- لا يأتي إلا لمن يستحق. في انتظار تجاربكم وخواطركم حول هذا الموضوع.. ما الذي تعتقد أنه مهم في هذا الموضوع؟ وتذكّروا دائماً: أننا نعيش في هذه الدنيا مرة واحدة.. فلماذا لا تكون أروع حياة ممكنة؟
اقرأ أيضاً الجزء الأول : كيف تطوّر من نفسك؟ الجزء الثاني: اعرف لماذا تعمل هنا!