تقدمت أرتال من القوات الباكستانية قوامها 30 جندي مدعومة بالدبابات والمدفعية من ثلاثة محاور تجاه معاقل حركة طالبان باكستان وعناصر من القاعدة جنوبي وزيرستان بالقرب من الحدود الأفغانية. وتخوض القوات الباكستانية معارك شرسة ومواجهات ضارية مع مسلحي طالبان فيما قال مسؤولون بالاستخبارات الباكستانية إن طائرات حربية تشارك في العملية البرية. وتفيد آخر التقارير فرار عشرات الآلاف من المدنيين من مناطق القتال رغم أن الجيش الباكستاني أغلق كل الطرق. وقال مراسل بي بي سي في المنطقة الحدودية المحاذية لجنوب وزيرستان إن الطبيعة الجبلية الوعرة تعمل في صالح حروب العصابات. وقال مسؤولون محليون إن الطرفين استخدما أسلحة ثقيلة مما أدى إلى وقوع عشرات الإصابات. وتحدثت أنباء أولية عن مقتل أربعة جنود باكستانيين وجرح 12 في المعارك. وقد عبر مسؤولون حكوميون وزعماء أحزاب يوم الجمعة عن دعمهم الكامل للجيش في العملية العسكرية. وفي مقابلة مع وكالة أسوشييتد برس للأنباء قال الميجور جنرال أطهر عباس المتحدث باسم الجيش الباكستاني إن العملية العسكرية ستقتصر على المنطقة التي كان يقيم فيها زعيم حركة طالبان باكستان الذي قتل مؤخرا بيت الله محسود. ويعتقد بعض المراقبين أن العملية العسكرية قد تستهدف أيضا اغتيال الزعيم الجديد لطالبان باكستان حكيم الله محسود. وقال مسؤول عسكري في بيشاور كبرى مدن شمال غرب باكستان إن "القوات تواجه مقاومة"، مضيفا أن مقاتلي طالبان "يستخدمون أسلحة ثقيلة". وأكد مسؤول في الإدارة المحلية أن القوات تواجه مقاومة في محيط شارونجي، أولى المناطق على طريق تقدمها في منطقة قبائل محسود التي يتحدر منها القسم الأكبر من مقاتلي حركة طالبان. وكانت الحكومة قد أعلنت منذ منتصف يونيو الماضي عن عزمها شن هجوم بري كبير على إقليم وزيرستان الجنوبي. وتعتبر حركة طالبان الباكستانية مسؤولة عن معظم الاعتداءات التي نفذ أغلبها انتحاريون وأسفرت عن سقوط 2250 قتيلا خلال اأثر من سنتين في مختلف انحاء البلاد. وقد كثفت الحركة هجماتها خلال الأيام العشرة الاخيرة لردع العسكر عن شن هجوم بري، حسب رأي المحللين. وقال مراسل بي بي سي إن طالبان كانت تهدف من الهجمات الأخيرة إلى إحداث انقسام في الرأي العام، ولكن ذلك أدى إلى قرار حكومي حاسم للتحرك بهدف القضاء على طالبان. ومن الجدير بالذكر أن باكستان شنت ثلاث حملات عسكرية غير ناجحة على المنطقة منذ عام 2001. عن بي بي سي العربية