جرت في مدينة غزة يوم الخميس 15 أكتوبر مراسم زفاف لمائة عريس وعروس في حفل زفاف جماعي، غالبيتهم من أبناء القتلى والأرامل جراء الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة قبل تسعة شهور. وجرى الاحتفال في قاعة أفراح بمدينة غزة وسط أجواء احتفالية ذات طابع إسلامي محافظ عبر الفصل بين العرسان. وارتدت كل عروس من العرائس عباءة سوداء وخمار ا يغطي الوجه فيما ارتدى الرجال أيضا الزي الأسود.
وأحضرت عدد من الزوجات من أرامل القتلى أطفالهن الأيتام وسط أناشيد زفاف إسلامية وارتدى بعض الأطفال بدلة العريس وفستان العروس. وقد أقيم حفل الزفاف برعاية الهيئة الخيرية لإغاثة الشعب الفلسطيني بالتعاون مع حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وبدعم من عدة دول خليجية، ووزعت خلال الحفل هدايا على العرسان منها أثاث لمنازلهم الجديدة. وقال إبراهيم النجار مسئول الهيئة الإسلامية في غزة لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن العرس الجماعي "يأتي للتخفيف عن أبناء الشهداء وإدخال البسمة على عوائلهم المكلومة بفقدان آبائهم خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة". وذكر النجار أن حفل الزفاف الجماعي تضمن مائة عريس وعروس غالبيتهم فقدوا آباءهم أو أشقاءهم أو أزواجهم أو دمرت منازلهم في الحرب الإسرائيلية الأخيرة. وقال أحمد (عريس) إنه قرر الزواج للمرة الأولى من أرملة ناشط، قتل في الحرب الإسرائيلية وعبر حفل الزفاف الجماعي "تأكيدا على رغبة شعبنا في الصمود والبقاء". وأعرب أحمد، بينما كان يتوسط أقرانه العرسان، عن سعادته في المشاركة في هذا الاحتفال "الذي يؤكد تمسك الشعب الفلسطيني بالفرحة والعيش بكرامة وفي الوقت ذاته الصمود في وجه الاحتلال". من جهته قال عريس آخر هو عبد الله حنون إنه كان يتمني لو أن والده الذي قضى في القصف الإسرائيلي إبان الحرب حاضر في حفل زفافه "الذي هو فرحة العمر". وأضاف أنه يشعر وعائلته رغم ذلك بروح والده تشاركهم الفرحة بينما يزف مع "مقاومين وجرحى من الحرب". وكانت جمعيات وفصائل فلسطينية في قطاع غزة قد دأبت على رعاية احتفالات زفاف جماعي منذ انتهاء الحرب الإسرائيلية للتخفيف من حدة أثارها لدى عائلات الضحايا وتحديا للحصار الإسرائيلي المشدد على القطاع منذ أكثر من عامين. عن وكالة الأنباء الألمانية