تعهّد المدعي العام الأمريكي "أريك هولدر" بأن تقوم السلطات القضائية في الولاياتالمتحدة بملاحقة جرائم الكراهية الموجّهة ضد العرب والمسلمين والسيخ، ودفع مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) إلى التركيز على ملاحقة تلك الأفعال غير القانونية والتصدي لها. وقال "هولدر"، في كلمة ألقاها أمام الاجتماع السنوي للهيئة العربية الأمريكية المناهضة للكراهية، والذي تزامن مع ذكرى الخطاب غير المسبوق الذي وجّهه الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى العالم الإسلامي من القاهرة: إن الشرطة تولي حالياً أهمية قصوى للتحقيق في انفجار استهدف أحد المساجد في ولاية فلوريدا.
وذكر "هولدر" -الذي تحدّث مساء الجمعة- أن الانفجار الذي لم يسفر عن سقوط خسائر بشرية بين 60 شخصاً كانوا يؤدون الصلاة داخل المسجد، بات حالياً "على رأس قائمة الاهتمامات".
ولم ينفِ "هولدر" وجود تباعد بين الجاليات الإسلامية والحكومة الأمريكية، قائلاً: إنه يسمع دائماً احتجاجات من عرب ومسلمين يستخدمون في خطاباتهم مصطلحات تميّز بينهم وبين النظام الأمريكي الرسمي؛ داعياً إلى ضرورة الانتقال إلى مرحلة ينتهي معها استخدام تعابير "نحن وهم".
وقد تجنب "هولدر" بشكل كامل استخدام كلمة "الإرهاب" في كلمته، بل تطرق إلى دور المسلمين في مواجهة المخاطر التي تتعرض لها الولاياتالمتحدة عبر الإشارة إلى أن أحد المسلمين هو من نبّه الشركة في مدينة نيويورك إلى الدخان المنبعث من سيارة، اتضح لاحقاً أنها مفخخة من قبل الباكستاني "فيصل شاهزاد"، الذي يُعتقد أنه على صلة بحركة طالبان.
يُذكر أن الرئيس الأمريكي كان قد تحدّث في الرابع من يونيو 2009 في خطاب تاريخي من القاهرة، وتضمّن خطابه سبعة محاور رئيسية هي: العنف والتطرف، والسلام بين إسرائيل والفلسطينيين والعرب، والمسئولية المشتركة حيال السلاح النووي، والديمقراطية، وحرية الأديان، وحقوق المرأة، والتطور والفرص الاقتصادية.
وحول قضية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، تحدّث أوباما عن ضرورة حلّ الدولتين لتحقيق السلام للجميع، مشيراً إلى أنه لا يمكن إنكار معاناة الشعب الفلسطيني، كما أن الوضع الفلسطيني القائم لا يمكن القبول به، مشدداً على أن بلاده تدعم حق الشعب الفلسطيني في دولته.
وشدد أوباما على أن حكومته لن ترضى باستمرار الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، معتبراً أن قرار حل الدولتين سيصبّ في مصلحة إسرائيل والفلسطينيين، بالإضافة إلى تحقيق مصالح الولاياتالمتحدةالأمريكية والعالم.
وقال أوباما إن "هجمات الحادي عشر من سبتمبر" قد فجّرت الصراع الديني مجدداً بين الغرب والعالم الإسلامي؛ مؤكداً مجدداً على أن هناك العديد من المبادئ المشتركة بين القيم الأمريكية وقيم الإسلام.
وتطرّق أول رئيس أسود البشرة للولايات المتحدة، إلى أن أسرته وأسلافه مسلمون، كما تحدّث عن نشأته في إندونيسيا، قائلاً: إن تلك النشأة قد وفّرت له الخبرة في توجهه للمسلمين.
وتعهّد أوباما بأن بلاده ستحارب الصُّوَر النمطية عن الإسلام في أي مكان من العالم؛ لكنه طالب العالم الإسلامي بالمعاملة بالمثل ومحاربة الصورة النمطية عن الولاياتالمتحدة.
واستخدم أوباما في كلمته العديد من الآيات القرآنية، وقد أثار الخطاب الكثير من ردود الفعل المؤيدة والمعارضة في الولاياتالمتحدة وحول العالم.