في واحدة من المفاجآت الكبيرة التي فجّرتها صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، تبيّن أن الجاسوس الإسرائيلي لدى سوريا "إيلي كوهين" والذي لا تزال تل أبيب تُطالِب بعودة رفاته إليها قد أجرى حواراً مهماً مع إذاعة دمشق قبل إعدامه. كتبت الصحيفة الإسرائيلية يوم الأحد الماضي أن الجاسوس الإسرائيلي لدى سوريا والمعروف ب"إيلي كوهين" وكان اسمه في العاصمة السورية دمشق "كمال أمين ثابت"، قد سبق وأن أجرى حواراً مهماً مع إذاعة دمشق بمناسبة عودته إلى سوريا؛ حيث كتبت قائلة على لسان "كوهين": "عدت إلى بلدي، قلت لنفسي لا بد وأن أرى بلدي وموطني"، حيث ذكرت الصحيفة الإسرائيلية أنه قبل 45 عاماً وقبل النطق بالحُكم على "كوهين" بالإعدام لتجسسه لصالح إسرائيل قد أجرى مقابلة مهمة مع إذاعة دمشق، يحكي فيها عن أسباب عودته إلى الوطن "سوريا" -كما يزعم- وعما يُحبّ من الموسيقى العربية، وهي اللقطات النادرة التي أذاعتها إذاعة الجيش الإسرائيلي يوم الأحد الماضي للمرة الأولى منذ وفاة "كوهين"، في مايو من عام 1965، حيث قصّت حياته المزعومة بالقطع من خلال عودته من الولاياتالمتحدةالأمريكية كرجل أعمال بارز ومعروف. قالت الإذاعة السورية في حوارها مع "كامل أمين ثابت": "إنه يوجد بيننا الآن الأخ "ثابت" الذي وصل إلى أرض الوطن عائداً إلى بلاده بعد أن هاجر إلى أمريكا طفلاً صغيراً، ها هو يعود إلى أرضه ليعيش بين كنفها، في دمشق بلد العزة والكرامة، بارك الله فيك أخ كمال".
وأجاب "كمال ثابت": "رغبت في العودة إلى وطني الذي لم أعرفه بعد، حينما سألت عنه لم أعرف كيف أرد، فآثرت المجيء إلى سوريا بنفسي، لكي أعيش في كنفها لأعرفها أكثر". فيما أذاعت الصحيفة وكتبت تلك اللقطات أو الكلمات المهمة من حوار "أمين ثابت" مع إذاعة دمشق قبيل موته؛ حيث ردّ على سؤال المذيع السوري بمن يُحبّ من المغنين والمطربين العرب، فأجاب ب"وديع الصافي" و"فيروز" و"عبد الوهاب". وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن "كوهين" دخل سوريا في عام 1961، وبدأ عمله المخابراتي السري؛ حيث تقدّم في موقفه الاجتماعي والسياسي، وتحوّل إلى إحدى الشخصيات السورية المقرّبين من سدة الحكم في دمشق. من المعروف أن الجاسوس الإسرائيلي "إيلي كوهين" كان يعمل في سوريا تحت اسم "كامل أمين ثابت"، وتعمّقت علاقاته بالحكم في دمشق، وتوغّلت نشاطاته حتى كشفته المخابرات المصرية في سوريا، وأُعدِم في عام 1965، ولا تزال إسرائيل تُطالِب بعودة رفاته حتى الآن، حتى أنه أحد المطالب الأساسية لأي مفاوضات إسرائيلية - سورية، وسبق وأن نشرت أكثر من صحيفة إسرائيلية أنه ليس معروفاً حتى الآن أين يوجد قبر "إيلي كوهين".