بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أهلاً ومرحباً بكم في حلقة جديدة من حلقات هذا البرنامج على الموقع الإلكتروني "بص وطل". ذكرنا سؤالاً في آخر الحلقة الماضية ورد فيه: أنا متزوّجة منذ خمس سنوات وسمعت أحد الشيوخ يجيز الاغتسال بدون غسل الشعر، ولكن عن طريق مسح اليد وتمريرها ثلاث مرات بحيث تتخلل جذور الشعر، وأنا أفعل هذا منذ زواجي خصوصاً في الشتاء، فهل هذا جائز أم لا؟ القضية الأولى: أنه يجب على الجُنب سواء أكانت حائضاً أو كانت الجنابة التي يشترك فيها الرجال والنساء يغسل الرجل والمرأة كل البدن بما فيه الشعر، وينبغي أن يصل هذا الماء إلى فروة الرأس كما يقولون، والغسل معناه جريان الماء على الرأس، ولا نستطيع أن نفعل أقل من هذا إلا لعذر شرعي من مرض أو من برد شديد أو نحو ذلك، أما غير هذا فيجب علينا أن نلتزم بوصول الماء إلى كل الجسد. قد يكون في ذلك تكليفاً لبعض الناس أو مشقّة، التكليف هو عادته أنه فيه مشقة، لكن أيضاً له ثواب كبير جداً، ولذلك فالإنسان يجب عليه أن ينظر أيضاً أن هناك أجراً وثواباً كبيراً جداً يدّخره الله له من أجل هذا التكليف، فعلينا إذن أن نلتزم بوصول الماء إلى كل مناطق الجسم بما فيها الرأس، بما فيها فروة الرأس إن صح التعبير، ووصوله يكون على سبيل الماء الجاري إذن في هذه الحالة التي سمعناها خطأ، ويجب علينا أن نصححها. القضية الثانية: ما الأعذار التي تبيح للمرأة أو الرجل؟ هناك جرح في الرأس إذن فلنتيمم، هناك جرح في البدن يمنع من الاغتسال إذن فلنتيمّم، هناك برد شديد جداً بحيث إنني افتقدت وسيلة تسخين الماء، فإما أن أغتسل بهذا الماء البارد جداً في الجو البارد جداً أو أتيمم، وفي هذه الحالة نتيمم؛ لأن شدة البرد من الأعذار المبيحة لعدم الاغتسال. فكيف نتيمم؟!! نأتي بما يُسمّى حصاة -أو زلطة- ونضرب عليها ضربة أولى، ونمسح بها وجهنا وضربة ثانية ونمسح بها أيدينا، والمالكية يقولون يكفي الكفين، والشافعية يقولون نمسح حتى المرفقين مثل الوضوء، إذا فعلت ذلك وأنا جُنب أو أنا غير متوضّئ في الحالتين في حالة إذا كان الأصغر أو الأكبر، فإني أذهب إلى الصلاة وأتيمم لكل صلاة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،