كشفت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية -على موقعها الإلكتروني الصادر باللغة العبرية- صباح الثلاثاء الموافق 15 مايو، أن إسرائيل رفضت عرضين من دولة قطر، لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وإعادة فتح مكتب التمثيل الإسرائيلي بالعاصمة الدوحة. وأضافت الصحيفة -نقلاً عن مسئول رفيع في تلّ أبيب- أن كلاً من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية أفيجدور ليبرمان قد رفضا الاستجابة لهذين المطلبين القطريين. وكانت قطر قد أعلنت إبّان العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، والمعروف بعملية "الرصاص المسكوب"، الذي وقع في ديسمبر 2008، عن تجميد علاقاتها مع إسرائيل، كما طلبت في يناير 2009 من رئيس مكتب التمثيل الإسرائيلي بالدوحة "روعي روزنليت" بالعودة إلى بلاده. وهو الأمر الذي أثار غضب تل أبيب التي اتهمت قطر بالتقرّب من المحور المتشدد الذي تتزعمه إيران في المنطقة؛ إلا أن الصحيفة الإسرائيلية تشير إلى أن قطر قامت منذ نحو ستة أشهر بإرسال عدد من الرسائل إلى إسرائيل عبر قنوات سرية؛ سواءً عبر الولايات المتّحدة وفرنسا أو خلال اللقاءات المباشرة التي جمعت بين دبلوماسيين قطريين وإسرائيليين. وتضيف هاآرتس أن فحوى هذه الرسائل تضمن عرضاً قطرياً بإعادة العلاقات الدبلوماسية وإعادة افتتاح مكتب التمثيل الإسرائيلي بالدوحة، مقابل سماح إسرائيل بأن تتولى قطر مسئولية إعادة إعمار قطاع غزة، وأن تقوم إسرائيل بإصدار بيان رسميّ وعلني تتحدث فيه عن قطر بشكل إيجابي، وتشير فيه إلى وضعها ومكانتها الهامة في منطقة الشرق الأوسط. وعقب وصول تلك الرسائل القطرية، تم التشاور بين وزراة الخارجية الإسرائيلية ومكتب رئيس الوزراء؛ حيث شهدت تلك المشاورات جدالاً كبيراً بين معسكرين؛ الأول يؤيد استئناف العلاقات حتى لو اضطرت إسرائيل إلى تقديم تنازلات لقطر، والآخر يرفض هذا الأمر تماماً بزعم أن قطر اختارت الانحياز إلى إيران و"حماس"، وهو الفريق الذي تمكّن في فرض كلمته في النهاية. ولكن تزعم الصحيفة أنه على الرغم من ذلك واصلت قطر اتصالاتها السرّية مع إسرائيل، وقامت مرة أخرى منذ شهرين بنقل رسالة مشابهة إلى تل أبيب، والتي قوبلت أيضاً بالرفض بعد تشاورات بين ليبرمان ونتنياهو. ويزعم مصدر إسرائيلي مُطلّع أن سبب رفض المطالب القطرية نابع من أن الدوحة تربط بين إعادة العلاقات وبين السماح لها بإدخال كمّيّات ضخمة من الأسمنت ومواد البناء إلى قطاع غزة؛ حيث تخشى إسرائيل أن تستخدمها "حماس" في بناء مواقع محصّنة ونقاط لإطلاق الصواريخ.