قالت تقارير إعلامية غربية مستقلة إن السلطات الباكستانية نجحت أخيراً في القبض على زعيم حركة طالبان "الملا محمد عمر" المختفي منذ إسقاط حكمه في أفغانستان عام 2001 إثر الغزو الأمريكي. ويأتي "الملا عمر" على قمة المطلوبين للولايات المتحدة مع زعيم القاعدة أسامة بن لادن ونائبه أيمن الظواهري. وكان "أوليفر نورث" العقيد السابق في سلاح البحرية الأمريكية والعضو السابق في مجلس الأمن القومي الأمريكي، قال إن زعيم حركة طالبان الأفغانية "الملا محمد عمر" وقع في قبضة الاستخبارات الباكستانية التي اعتقلته ووضعته تحت الإقامة الجبرية في "بيت آمن". ونسب موقع "milblogging" العالمي الشهير إلى مصادر بارزة في الجانبين الأفغاني والباكستاني قولهم إنه تم اعتقال "الملا عمر"، ووضعه قيد الإقامة الجبرية من قبل الاستخبارات الباكستانية (ISI) في مكان غير معروف. وأضاف الموقع أن مصادر عُليا في قوات "الناتو" بأفغانستان أكدت الاعتقال، في الوقت الذي يزور باكستان مسئولان أمريكيان كبيران هما مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي "جيمس جونز" ومدير الاستخبارات المركزية الأمريكية "ليون بانيتا"؛ للضغط عليها لبذل المزيد من التعاون في استراتيجية مشتركة لمواجهة تزايد الإرهاب في مناطق القبائل. في الوقت ذاته قلل خبراء ومراقبون للحرب في أفغانستان من نبأ اعتقال "الملا عمر"، معتبرين أنه يفتقد إلى أدلة. وأضافوا أن مثل هذه التسريبات عبر دوائر غير رسمية تتكرر من وقت لآخر؛ لممارسة نوع من الضغط على باكستان بهدف اتخاذ إجراءات إضافية ضد طالبان الباكستانية، ولتبرئة القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة في أفغانستان من ذنب إشعال حرب فاشلة ومكلفة. وقال الخبير في الشئون الأفغانية "رحيم الله يوسف زاي": "إن هذه ليست المرة الأولى لمثل تلك التسريبات، فأخيراً اتهمت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كيلنتون السلطات الباكستانية بأن لديها معلومات كاملة عن أماكن اختباء "الملا عمر" وأسامة بن لادن". وأضاف: "يبدو أن بعض دوائر الإعلام الأمريكية تعمل بالتنسيق مع وزارة الخارجية والبنتاجون لممارسة ضغوط محسوبة على إسلام آباد، لا سيما عندما تكون الولاياتالمتحدة مشغولة بمباحثات مع نظرائها الباكستانيين". وأكد "سيف الله خالد" المحلل في الشئون الأفغانية والصحفي في إسلام آباد أن "جميع وكالات الاستخبارات في الدول الغربية تؤكد حقيقة أن "الملا عمر" لم يخرج من أفغانستان منذ تسلّمه السلطة فيها عام 1995، موضحاً أن الولاياتالمتحدة تواجه هزيمة أخلاقية في كل من أفغانستان والعراق، وتناور الآن لتقليل أثرها بالضغط على باكستان عبر وسائل غير رسمية تدار من لوبيات إسرائيلية وهندية". واستطرد أن تقارير الإعلام الغربي تزعم من وقت لآخر أنها تملك أشرطة فيديو أو صوتية أرسلت من قيادة طالبان أو أسامة بن لادن، لكن هذه الأشرطة لم يجرِ توثيقها من مصادر محايدة، كما أن المخابرات الأمريكية لا توضح الوقت الذي أعدت فيه ولا مكان تجهيزها. عن العربية (بتصرّف)