السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بصراحة أنا محتاجة أتكلم مع أي حد، يمكن حد يقول لي حاجة جديدة، أنا عندي 21 سنة ونص، ارتبطت من 3 سنين وشهرين بواحد، هو جارنا وكان زميلي في الجامعة. من أول ما ارتبطنا بأسبوع جه البيت وكلّم والدتي، فضلنا أول سنتين وكام شهر مع بعض على طول، كان يحصل مشاكل كتير، وكنت أشوف تمسّكه بيّ، المهم خلّص الجامعة وسافر على طول، وقبل ما يسافر كنا اتفقنا نسيب بعض عشان ما عرفش يعمل ارتباط رسمي قبل ما يسافر عشان باباه برضه كان في السعودية وما فيش حد من أهله يقدر ييجي معاه من غير باباه؛ بس هو جه البيت قبل ما يسافر بيوم، وطلب من والدتي إننا نستناه سنة، وأول أجازة ليه هنعمل فيها خطوبة. المهم وافقنا، وهو سافر، وحصلت له مشاكل وتأخر في الشغل 3 شهور، وكنا بنتكلم يومياً على النت، ودايماً كان يتصل بيّ بس، واتفقنا إنه خلاص نازل في شهر 6 الجاي وهنعمل خطوبة. من قريب ابتديت أحسّ إنه بيتغير وبيكدب؛ بس بيرجع ويتكلم كويس، ويكلمني برضه كل يوم وعادي، وبعدين فجأة اكتشفت إنه بيكلم بنت عمته اللي تقريباً ما يعرفاش أكتر مني، وتقريباً ارتبطوا ببعض.. قبلها كنت حاسة إنه متغير وقلت له إنه متغير، وإن أنا حاسة إن التغيير ده وراه حد دخل حياته، وكانت دي آخر مرة اتكلمنا فيها وزعلنا، وبعدها بأسبوع اكتشفت إنه مرتبط ببنت عمته اللي حبها على النت وإنه هيموت ويرجع لها، وهي كمان نفسها يرجع بسرعة. وهنا اتصدمت.. منين كان بيتفق معايا على الخطوبة وكل ده، وكان بيقول لي إن هو خلاص نفسه ينزل عشان يشوفني وإني وحشته، ومنين هي بيقول لها كده. المشكلة إني حسيت إنه حبها واتشد لها أوي لدرجة إنها بعدته عني.. فأنا قررت أنهي الموضوع، وكلمت والدته وبلّغتها تقول له إن كده خلاص الموضوع منتهي. بس مشكلتي إني ما بقيتش فاهمة أي حاجة.. منين كنا هنا بنعدّي مشاكل كتيرة عشان حبنا، ومنين يبيعني في لحظة كأنه نسي ال 3 سنين بذكرياتهم بكل حاجة، نسي الإنسانة اللي ياما استحملته ووقفت جنبه، وكانت جدعة معاه، وكانت أقرب له من أي حد، وعمرها ما حسسته إنه في غربة ولوحده. ما عدش عندي ثقة في أي حد، ولا عندي ثقة إن فيه حاجة اسمها حب لأني متأكدة إنه كان بيحبني بجد؛ بس إزاي وهو في لحظة نسيني كأنه فقد الذاكرة، وفيه واحدة تانية حلّت محلي لمجرد كلام على النت؟ دلوقتي أنا مش قادرة أتخيل إنها مكاني، ومش قادرة أصدّق إن ده الإنسان اللي حبيته. آسفة للإطالة؛ بس حاسة بواحدة وتعبانة جداً. dandash عزيزتي: إنه من دواعي سرورنا اختيارك لنا لكي تفضفضي عن مكنونات نفسك، وعما يدور بخلدك، وعليك أن تتأكدي أننا سنحاول التعامل مع مشكلتك بكل موضوعية، وسوف نحاول الوقوف على الأسباب الحقيقية للمشكلة إن شاء الله، ومن خلال قراءتي المتعمقة لرسالتك. يتّضح لي يا عزيزتي أنه بالتأكيد هناك حلقة مفقودة؛ فلن يتغير الإنسان في يوم وليلة، من النقيض إلى النقيض دون أن يكون هناك أسباب منطقية، وقد تكون هذه الأسباب موجودة فيك، أو في أسلوب التعامل بينك وبين هذا الشخص، وقد يكون قد شعر بنوع من الضغط الزائد عن طاقته في وقت من الأوقات أو في فترة من الفترات؛ مما جعله يشعر برغبة في الهروب من علاقتكما. لذا كان ينبغي قبل أن تتحدثي إلى والدته وتخبريها بإنهائك للموضوع، أن تتحدثي معه صراحة، وأن توجّهي له التساؤلات الخاصة بمعرفته بابنة عمته هذه. ثم إنني من خلال قراءتي لرسالتك، استغربت كثيراً أنك علمت أنه على علاقة بابنة عمته هذه؛ فمن أين عرفت هذه المعلومة؟ وأيضاً أجد أنك فيما يتعلق بموضوع ابنة عمته هذه، كررت كلمة (حاسة) أي أن هذا قد يكون مجرد شعور من جانبك فقط، وأنه ليس له أي أساس من الصحة. وقد يكون حديثه مع ابنة عمته -هذا إن افترضنا أن هناك حديثاً على النت- هو حديث عابر، وأن كل ما يدور بداخلك مجرد ظنون عارية تماماً من الجدّيّة، كما زعمت؛ لذا أجد أن المواجهة، والحديث بصراحة معه؛ كان أفضل بكثير، ومن خلال ما تعرفينه منه هو، كنت تحددين إن كنت ستستمرين معه أم أنك تريدين الانفصال، وتتخذا أنتما الاثنان القرار معاً.
وبهذا تكونين قد أدّيت واجبك تجاهه، وتجاه علاقة الحب التي كانت بينكما على أكمل وجه، وكنت مخلصة له ولحبكما حتى النهاية. ولكن كونك تتخذين هذا القرار وتبلغين به والدته، أعتقد أن هذا ليس في صالحك؛ حتى وإن كان كل ما تعرفينه صحيح؛ لأن الاحترام المتبادل مهمّ جداً، في أي علاقة حتى إن انتهت؛ فإن الاحترام يظلل هذه العلاقة. أعرف أن الموقف صعب، وأعرف أنك مجروحة، وأنك تكادين تجنين من هول ما حدث؛ ولكن بالتأكيد أيضاً هناك تقصير من جانبك في شيء ما؛ لأنه لو كان يشعر أنه مرتاح في علاقته معك، لما استطاعت أخرى دخول حياته، والتأثير على قلبه، وقلب الموازين كلها لصالحها؛ خاصة أنك -كما ذكرت- كانت تحدث بينكما مشكلات كثيرة، وكان يتمسك بك إلى أبعد حد، ويتجاوز عن هذه المشكلات ويتنازل؛ فقد يكون ضاق ذرعاً من كثرة التنازلات، وأنك دائماً تشعرينه أنك صبرت عليه وعلى ظروفه وتمنّين عليه بما تفعلين، أما الأخرى فقد أشعرته بأنها ستقف إلى جانبه لأنه تحبه، ودون أن تُشعره أن وقوفها إلى جانبه عبء يثقل كاهله. أعتقد أنه من المهم مراجعة نفسك بعقلانية ومنطقية وبشيء من العدل في الحكم، ومن ثم عليك أن تتعلمي من هذه التجربة، ومن أوجه القصور التي حدثت في هذه التجربة لتجنبها في تجاربك القادمة إن شاء الله؛ حتى لا تكون نتيجتها الفشل مجدداً، وأنا أنصحك بالتقرّب إلى الله، وبمحاولة شغل كل وقتك بالتواجد مع الصديقات المقرّبات إليك، ومع العائلة والأسرة، وبأن تقومي بتغيير جوّ في مكان تحبّين أن تقضي فيه بعض الوقت، وأن تحاولي شغل تفكيرك بشيء آخر، وأن تسلّمي أمرك إلى المولى عز وجل، وإن كان هذا الشخص هو نصيبك؛ فسوف يعود إليك نادماً على ما فعل، وسوف تعرفين ما حدث، وإن لم يكن نصيبك؛ فسوف يعوّضك الله خيراً منه إن شاء الله؛ فلا تجعلي مثل هذه التجربة تُفقدك الثقة في نفسك وفي المخالطين لك؛ فأصابعك ليست مثل بعضها.