وقفت خلف زجاج نافذتي أتطلع إلي السماء الممطرة.. أراقب قطرات المطر تتساقط علي الطرقات وتنقر في هدوء رتيب بعض الاحجار. وتسآلت فجاة عما عساه أن تفعل قطرة من المطر في قطعة من الحجر. تعجبت من السؤال وكأنني لست السائلة.. لم أفهم للسؤال معني ولكنه قفز داخل عقلي كما تتقافز قطرات المطر في سرعة علي زجاج نافذتي. تطلعت إلي قطرات المطر العالقة بالزجاج ورحت أرسم اشكالاً صغيرة، ولدهشتي وجدت نفسي أرسم سؤالاً، سؤالي الذي لم أفهمه.. رسمت قطرة مطر وقطعة حجر.. تسللت في بطء من خلف النافذة وكأنني أخشي أن يلحظ المطر أنني توقفت عن مراقبته، تاركة ورائي المطر يتساقط في هدوء وسؤالاً محته قطرات جديدة تظهر علي الزجاج. لا أعرف لما شعرت بالضيق.. نظرت في المرآة، تطلعت إليها لأري ما وصلت إليه، فرأيت وجهاً شاحباً، كئيباً، مكفهراً، وذلك لم أعهده في نفسي بعد رؤية الأمطار. نظرت داخل عيني حاولت الغوص داخل أعماقي لعلي أصل لسبب ما انا فيه من ضيق، ووجدت نفسي لا أعرف نفسي، أنظر إليها في ذهول.. أساءلها عما يحزنها لعلي أجيبها علي سؤالاً لا أعرف له أجابة. ووجدتني محاصرة بين سؤالين، أحدهما لا أفهمه والآخر لا أعرف له أجابة. وجدت رأسي يدور، ويدور، ويدور وكأنني قطرة مطر في يوم عاصف.. ونظرت مجددا ًإلي المرآة فوجدت قطرات علي زجاجها، ليست قطرات مطر.. بل هي قطرات دموعي تتساقط علي زجاج مرآتي. أحسست بعض الضيق ينحسر، وكلما زادت دموعي ازدادت راحة قلبي الذي نسيته كما نسيت الكثير.. ازدادت دموعي وازداد احساسي بقلبي يعود لي من جديد وكأنه ارتوي بدموع عيني.. الأن فقط عرفت الإجابة علي سؤالي، وفهمت.. دموع عيني التي أفاقت قلبي افهمتني ماذا تفعل قطرة المطر... في قطعة الحجر. منى س التعليق: قصة ممتازة.. برافو يا منى.. دقة وإحكام وكثافة ولحظة إنسانية رائعة متعددة الدلالات. لديك ثلاثة أخطاء لغوية (تساءلت، لم، سؤالٍ).. د. سيد البحراوي أستاذ الأدب العربي الحديث بكلية الآداب، جامعة القاهرة