السلام عليكم.. أنا عندي 22 سنة.. مشكلتي إني مابقيتش حاسة إني طبيعية، أولا أختي الصغيرة وقعت من البلكونة وماتت وكنت معاها لحد ما دفناها، وحاسة من ساعتها إني تعبانة، باحاول مابيّنش قدام أهلي بس الموضوع وصل لحالات إغماء كتير، وسبت شغلي بسبب تعبي. كل حاجة أهلي بيختاروها.. كلية.. شغل.. حتى لما حبيبت رفضوه.. أنا بقيت تعبانة نفسيا، حاسة إني محتاجة حد يكون جنبي، والدتي كل ما باحكي لها على حاجة خاصة، مع أول مشكلة بتعايرني بيها وقدام إخواتي الصغيرين، جايز مش قصدها بس فعلا أنا تعبت. بقيت أدوّر بره على حد يسمعني، لاقيت واحد زميلي في الشغل قريب مني أوي، لحد ما ارتبطنا، باحب كل حاجة هو بيعملها، غيرة.. خوف.. يتكلم.. يناقش.. يقنعني.. بس حصلت مشاكل وسبنا بعض، وبعدها بفترة لقيت حد من أصحابي معجب بيّ وبيتقرب لي، وارتبطنا. بعد شوية لقيت اللي كنت مرتبطة بيه الأول بدأ يكلمني تاني ويحاول يصالحني، وعايزني أصبر عليه، فبقيت مرتبطة بالاتنين.. أنا تعبانة من الوضع ده، أنا مابحبش الاتنين، بس بحب خوف وغيرة الأول، والثاني بيكلمني وبيسألني أنا عايزة إيه ونفسي في إيه. أنا عارفة إن ده غلط، وعمري ما عملتها قبل كده، وحاليا سبت الاتنين لأني مش مستحملة أكون كده، أو كل واحد فاكر إني بحبه ومخلصة له وأنا للأسف مش مخلصة. أنا عارفة مافيش أي مبرر يخليني أعمل كده، بس كان غصب عني، محتاجة حد أكلمه، محتاجة حد مايعايرنيش بكلمة قلتها له في يوم من الأيام. أنا رجعت لوحدي تاني، كده أحسن من إني أظلم حد، بس مخنوقة أوي، وبافتكر كل حاجة بتوجعني أو أي حاجة غلط عملتها وحسيت بالذنب. مابقتش عارفة أنا عايزة إيه؟!
soso
صديقتي..أعلم جيدا ما تمرين به وخصوصا بعد وفاة أختك ومرورك بكل شيء وقتها، وفراقها الذي بالتأكيد أثّر على كل فرد من أفراد أسرتك، وخصوصا والدتك، ألهمك الله الصبر وأهل بيتك، وأرغب أن تعلمي أن الأموات يعرفون عنا كل شيء، فهم أسمع منّا وأبصر ولكنهم لا يجيبون، ولذلك أرغب في أن تتذكري قضاء الله وتدعي لأختك بالرحمة الواسعة. ولكن صديقتي أرغب وقبل أن أتحدث في موضوع الحبيبين الذين كانوا في حياتك أن أتحدث عن حالتك النفسية التي أدت بشكل مباشر إلى الإغماء والتعب وتخبطك بين الأحداث داخل بيتك وخارجها، وأرجو أن تبحثي عن المساعدة من أحد المختصين بمجال علم النفس دون حاجة لأحد أن يعرف، وإن رغبتي في أن ندلك على أحدهم فلتراسلينا على الموقع. وبالنسبة لعدم اهتمام أهلك بما يدور في عالمك، وهو أمر مزعج وأعلم هذا جيدا وأعلم أيضا أن هذا ما جعلك تبحثين عنه خارج دائرة الأهل لعدم ثقتك في أقرب الناس إليك وهي والدتك، ولكن صدقيني يا عزيزتي هناك الآلاف من الفتيات يعانين مثلك، وما يحدث معك ليس بجديد وليس بدافع أن نفعل ما نشاء، ما دام البيت لا يهتم ولكن أرغب منكِ أنتِ أن تهتمي وتساعدي نفسك بنفسك دون أن تنتظري غيرك. صديقتي.. تقربتِ إلى ذلك الزميل الذي كرّس وقته للاستماع لمشكلاتك وربما كان هذا سبب حبك له وتعلقك به في المقام الأول، لأنه عوّضك عن كل ما فقدتِه سابقا ولم يكن لديكِ وملكك هو ما رغبتِ يوما في امتلاكه، الحب والاهتمام، ولكن ما الذي قدمتِه له في المقابل؟ هل تغاضيتي عن عيوبه احتراما لما قدمه لكِ يوما ما؟ هل حاولتِ إصلاحها ومساعدته كما ساعدك يوما ما؟ لا أعتقد أنكِ قمتِ بهذا، وهذا تفسير بسيط لما حدث فيما بعد، فبمجرد انتهاء علاقتك به تعرفتِ على حب جديد تملئين به فراغك العاطفي واحتياجك النفسي ولكنه لم يستطع تعويضك ذلك الآخر، وعندما رغب ذلك الثاني في العودة لم تتراجعي عن ملء الفراغ بشكل كامل، فأصبح قلبك كقلب الرجال يمكن أن يمتلئ بأكثر من واحدة في وقت واحد، ولكن ليس هذا الحب، ولا أعتقد أن هذا هو ما تحتاجين إليه. أرغب سيدتي أن تتوقفي أيضا عن لوم نفسك ولا داعٍ للتفكير في الماضي، وكذلك أنا لا أعرف إن كان ذلك الشاب الأول يرغب في العودة أو هناك فرصة لمحادثته مرة أخرى، لأنني أشعر أنه يعرفك ويحبك بحق بغض النظر عن شعورك بعدم الإخلاص، فأنا لا أعتقد أنك من هذا النوع، ولكن تخبطك هو ما أدى إلى كل هذا، وإن كانت هناك فرصة استغليها وتحدثي معه واصبري عليه، لأنه هو أيضا صبر عليكِ كثيرا. نصيحتي لكِ هي أن تتركي الماضي لحاله، فلا مجال لعودته، وانظري للغد، اشغلي وقتك بشيء ما إن كان لديك وقت فراغ، تقربي إلى الله لأنكِ في أشد الحاجة إليه الآن أكثر من أي وقت مضى، فهو لن يضيرك أبدا، واهتمي بعملك ولا تتركي للوساوس مكانا في قلبك ويكفيكي ما حدث.. تحيتي وتابعيني بأخبارك متى تشائين.