السلام عليكم.. أنا عندي 20 سنة، ومرتبطة بقالي 3 سنين بشاب أكبر منّي بسنتين, الموضوع تتمثّل غرابته في البداية إني آخر شيء كان ممكن أتوقّعه إني أحب أو أرتبط؛ لأن الحب كان ضد مبادئي وأهدافي، وكنت شايفة إن كل حاجة لازم تكون في إطارها السليم، ومحور حياتي كان تديّن وجمعيات خيرية وصيام وقرآن، والحب والارتباط في نظري شيء محرّم، لا يصح إلا في إطاره السليم. ومن ساعة ما ظهر في حياتي الشاب ده، وأنا حاسّة إن بقى عندي انفصام في الشخصية، هو فضل في البداية فترة كبيرة لحد ما أقنعني إننا نرتبط لحد ما آخد رأيهم في البيت إنه يتقدّم، ولمّا قلت لوالدي رفض واعترض عليه، وفي الفترة دي إحنا كنّا بنتكلّم وهو علّقني به جدا. وزاد كلامنا فترات أكتر في حين إننا كنّا متفقين مانتكلّمش إلا على فترات بعيدة، ولو اتكلّمنا يبقى في إطار علشان حرام وعلشان مافيش حاجة رسمي. وبعد مرور سنة، بدأ الكلام بينا يتطوّر، والإطار يقل شوية شوية، شدّني له حبه الرهيب ليّ، ماكنتش أعرف إن الدنيا فيها حب كده، بدأت أبعد عن حياتي اللي أنا عايشاها، وأعيش في عالمه الخاص، ولكن فوقت مِن كل ده على خبر وفاة والدي، أغلى شخص في حياتي. بعدت عنه 7 شهور، وكنت متأثّرة جدا بوفاة والدي، حاولت أرجع لحياتي الطبيعية، بس ماكنتش بالاقي نفسي زي الأول، حسيت بضياع كل المعاني، كنت بادور في كل مكان على حد منّي يكون واقف جنبي، بس هو ما ادانيش أي فرصة أدوّر على أي حد، وكان معايا في كل مكان حتى وإحنا بعيد عن بعض، ماسابش أي فرصة ممكن يشوفني فيها أو أي حاجة يعملها علشاني إلا وعلمها. وقف جنبي في كل حاجة في حياتي، ورجعنا نتكلّم تاني، ولكن بإزالة كل الحواجز ومن غير أي مبادئ ولا قيم، وتعدّينا كل الخطوط الحمراء بالرغم إننا مش بنتقابل، يمكن ده المبدأ اللي لسه موجود فيّ، هو طلب منّي إنه يتقدّم تاني لكن أهلي رفضوا، وهو قال لي ماتيأسيش وهانفضل نحاول، وإنه لا يستطيع الاستغناء عنّي. قدامي عائقين.. أول حاجة أهلي، ودي إحنا بنحاول فيها، تاني عائق إني بقيت شايفة إن العلاقة دي ربنا عمره ما هيبارك فيها؛ لأنها بنيت على أساس غلط. أنا تعبت أوي ومش عارفة أعمل إيه؟ أعيش معاه بالحب؟ ولا أرضي ضميري وأهلي وأفكّر بالعقل؟
lovelyatt
في البداية يا صديقتي.. دعيني أواسيكي على وفاة والدكِ العزيز، وأدعو الله أن يُدخله جناته بإذنه تعالى، أمّا بعد.. حينما قرأت رسالتك اتضح لي شيئا قد يحمل في طيّاته الخطأ والصواب؛ فأنا لا أعلم، ولكنني شعرت أن بداخلك أنثى تشعر وتحب وترغب في أن تكون كسائر الفتيات، تشعر أن هناك مَن يُبادلها الحياة، ويُشاركها أسعد لحظاتها، وترغب في أن يكون زوجها بحلال الله سبحانه وتعالى. ومن ناحية أخرى؛ فعقلك وضميرك دائما ما يلومانكِ على تلك "الخطيئة"، وهي أنك أحببتي، وكيف لكِ أن تتخلّي عن كل مبادئك، وتتخطّي كل هذه الخطوط الحمراء! ما كل هذه الرسائل التي حملتها رسالتك يا عزيزتي! ومَن القائل بأن الحب والحياة هما ضد مبادئ الإنسان؟ أتوقع بأن يكون الخطأ في أنكِ تعرفين هذا الشاب دون علم أهلك، أو لا قدّر الله تقومين بما يغضب الله تعالى، أو تزوّجتي دون رضا أهلك، ووقتها أقول لكِ إنكِ خاطئة، ولكن لا أرى هنا أي شيء من ذلك. كل ما أستطيع قراءته من بين سطور رسالتك، هو أن ذلك الشاب يحبّك ويحترمكِ ويقدّرك، ويكافح من أجلك، ولا يعلم معنى ذلك إلا مَن يقدّره، وعليكِ أن تقدّريه أنتِ أيضا يا عزيزتي؛ لأنه مِن النادر أن نجد مَن يحبّنا بإخلاص واحترام وأدب، ولا أعلم لماذا توقفتي عن ممارستك لأعمال الخير وما كنتِ تقومين به من قبل؟ لا يمكن أن تكون علاقتك بهذا الشاب هي السبب، وإلا ما الهدف من وجود الطرف الآخر في تلك العلاقة إن لم يساعد من يحبّه على الأعمال الجيدة والسلوكيات الراقية، وتشجيعه على أن يكون من أفضل الناس من أجله ومن أجل من يحبّ. لا أعلم ما سبب رفض أهلك لهذا الشاب، فأنتِ لم تتحدّثي عن ذلك؛ لأنه ربما كان لديهم وجهة نظر يمكن مناقشتها والعمل على تحسينها والكفاح من أجلها، لا أطلب منكِ أن تقومي بثورة على أهلك، وإنما أطلب منكِ التفكير في الأمر، ومحاولة إثبات أن هذا الشاب يستحقك وتستحقينه. وصدّقينى وقتها لن تجدي رفضا له، ولتعلمي أن الطاعة واجبة، ولكن هذه حياتك أنتِ وأنتِ مَن يقرّر مجراها، ولا تتركي أي شخص يحدّد لكِ ما ترغبين به. وبخصوص علاقتك مع هذا الشاب؛ فأنصحكِ أن تتوقّفي عمّا ترينه خارج النطاق المسموح، وتطلبي من الله المغفرة والعفو فهو غفور رحيم، ويكرمك الله تعالى بالتفكير الخير والحياة السعيدة، فلتعودي ليد الله يا عزيزتي، واجعلي ذلك الشاب في حياتك ما دام أنه سيحافظ عليكِ وسيكافح من أجل أن تكونا معا في بيت واحد عن قريب بإذن الله. تحياتي.. وتابعيني بأخبارك،،،