تراجع الفرنك السويسري على نحو حاد اليوم الثلاثاء بعد أن تدخل البنك المركزي السويسري بربطه باليورو، في الوقت الذي تعافت فيه أسواق الأسهم الأوروبية لتحافظ على رباطة جأشها عقب هبوط انتابها خلال الجلسة السابقة، وسط قلق المستثمرين حيال تعرض البنوك لأزمة ديون في دول مثل اليونان وإيطاليا. كانت أكثر تحركات السوق دراماتيكية مرتكزة في سويسرا بعد أن أعلن البنك الوطني السويسري أنه قد ربط عملته المحلية باليورو عند 1.20 فرنك لكل يورو في محاولة منه لكبح ارتفاع العملة المؤثر سلبًا على صادرات البلاد. وأفاد البنك الوطني السويسري أنه كان على استعداد لشراء العملة الأجنبية بكميات غير محدودة للإبقاء على الفرنك ضعيفًا. كان لهذا الإعلان المفاجيء تداعيات فورية، خاصة في سوق العملات-بحلول أواخر التعاملات الصباحية بالفترة الأوروبية، كان اليورو قد ارتفع بنسبة 8.9% عند 1.2036فرنك. كما أسهم هذا الربط أيضًا في ارتفاع الأسهم السويسرية لتفوق نظيرتها أداءًا. وارتفع مؤشر SIM الرئيس بسويسرا بنسبة 4.8% عند 5,399 حيث أمل المستثمرون أن تسهم تلك الخطوة في ارتفاع نسبة الصادرات للأسواق الدولية. وساعد ضعف العملة في جعل الخدمات والسلع بالبلاد أكثر تنافسية ليكون كل شيء متكافئًا. كان الفرنك السويسري قد ارتفع بحدة على مدار الأسابيع الماضية بفعل وضعية غير مسبوقة للطلب عليه كملاذ آمن أثناء حاللات التذبذب بالأسواق. كما سجل الذهب، وهو ملاذ آمن أيضًا، مستويات ارتفاع قياسية لم يشهدها على الإطلاق. وكانت الأسواق متشككة حيال ما إذا كانت تلك الخطوة ستؤتي ثمارها في المدى الطويل، خاصةً إذا ما تسبب أزمة الديون الأوروبية في هبوط اليورو. وقالت جاين فولي، المحلل لدى رابوبانك إنترناشونال، " في الواقع، وضع البنك الوطني السويسري نفسه في صراع مباشر مقابل الرغبة القوية لأسواق لشراء أصول الملاذ الآمن". " وفي أكثر الأحداث احتمالية بتفاقم أزمة منطقة اليورو على مدار الأشهر المقبلة، فمن الممكن أن يكون التدخل مكلفًا للغاية للبنك الوطني السويسري." وبحلول أواخر التعاملات الصباحية بالفترة الأوروبية، ارتفع اليورو بنسبة 0.9% عند 1.4188 مقابل الدولار وبنسبة 1.3% مقابل الين، عند 109.58 ين. أما الدولار فقد ارتفع بنسبة 8% عند 0.8485 فرنك. في أثناء ذلك، ارتفعت أسواق الأسهم الأوروبية عقب تكبدها خسائر فادحة يوم الاثنين. فقد ارتفع مؤشر FTSE 100 بنسبة 1.4% إلى 5,174 في حين ارتفع مؤشر DAX الألماني بنسبة 0.8% إلى 5,289. أما مؤشر CAC 40 الفرنسي، فقد ارتفع بنسبة 0.9% عند 3,026. وقال جيل وات، رئيس أبحاث الأسهم لدى City Index بلندن. ويوم الاثنين، انتاب المستمرون بأوروبا حالة قلق بالغة ممتزجة بمخاوف حيال وضعية الاقتصاد العالمي وأزمة الديون الأوروبية. أما أسواق الأسهم الأمريكية، فقد أغلقت يوم الاثنين لعطلة عيد العمال ، فمن المتوقع هبوطها أثناء الافتتاحية على الرغم من استقرار نظيرتها الأوروبية. فقد تراجعت العقود الآجلة لمؤشر داوجونز بنسبة 1.2% عند 11,070 في الوقت الذي تراجعت فيه أيضًا العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأوسع نطاقًا بنسبة 1.4% عند 1,153. وأفاد الخبراء أنه من المرجح أن تواجه أسواق الأسهم أيام قليلة من التقلبات حيث لا يزال المستثمرون خائفون فيما يتعلق بأزمة الديون باليونان وإيطاليا وسط إشارات متزايدة بحدوث شقاقات سياسية في منطقة اليورو. وتراقب الأسواق من كثب قرار الفائدة الشهري يوم الخميس للبنك المركزي الأوروبي وما يليه وهو المؤتمر الصحفي لرئيس البنك، جان كلود تريشيه، والذي تنتظره الأسواق للوقوف على تلميحات بشأن أزمة الديون الأوروبية. وفي وقت سابق بالفترة الأسيوية، تعرضت أسواق الأسهم لضغوط عقب الهبوط الكبير لنظيرتها الأوروبية يوم الاثنين. فقد تراجع مؤشر نيكاي القياسي الياباني 225 بنسبة 2.2% ليغلق عند 8,590.57 مع انزلاق أسهم قطاع الصادرات فائق القوة بالبلاد وسط المخاوف بدخول الاقتصاد الأمريكي في ركود. وهبطت أسهم شركة توشيبا بنسبة 5.1%كما تراجعت أسهم شركة باناسونيك بنسبة 3.4%. وفي أستراليا، تراجع مؤشر S&P/ASX 200 بنسبة 1.6% إلى 4,075.50 وهبط مؤشر Kospiبنسبة 1.1% عند 1,766.71. كما تراجعت مؤشرات الأسهم الصينية الرئيسة حيث هبط مؤشر شنغهاي المركب إلى أدنى مستوى له في 14 شهر تقريبًا، متراجعًا بنسبة 0.3% عند 2,470.52. كما تراجع مؤشر شينزين المركب بنسبة 1.1%إلى 1,085.35. وخالف مؤشر هانج سينج في هونج كونج المؤشرات المذكورة، حيث سجل مكاسب طفيفة بنسبة 0.5% إلى 19,710.50. وفي أسواق النفط، لا تزال أسعار النفط تحت وطأة الضغوط بفعل المخاوف حيال الطلب العالمي. فقد تراجع عقد تسليم النفط الآجل لشهر أكتوبر بمقدار 1.71 دولار إلى 84.74 دولار للبرميل خلال التداولالات الإلكترونية في سوق نيويورك. واستقر الخام عند مستوى 86.45 دولار يوم الجمعة بفعل إغلاق الأسواق الأمريكية يوم الاثنين بسبب عطلة عيد العمال.