حققت ثقة المصنعين في كوريا الجنوبية ارتفاعا لأعلى مستوى لها في ستة أشهر في مؤشرات على بداية تعافي الاقتصادي العالمي و التفاؤل بشأن النظرة المستقبلية له خلال الفترة القادمة، ذلك على خلفية تحسن الاقتصاد الأمريكي بشكل مطمئن نسبيا مؤخرا. حيث حقق مؤشر التوقعات لأعمال المصنعين ارتفاعا بمستوى 85 خلال نيسان مقارنة بالقراءة السابقة التي سجلت ارتفاعا بمستوى 84، هذا إلى جانب ارتفاع الأعمال الغير صناعية أيضا خلال نيسان بمستوى 82، مقارنة بالقراءة السابقة التي سجلت ارتفاعا بمستوى 80 في هذا الإطار نشير أن من أهم العوامل التي أدت إلى تحسن بعض البيانات الاقتصادية في آسيا بشكل عام، هي بداية ظهور تحسن في أزمة الديون الأوروبية و تحقيق معدلات إيجابية في ألمانيا باعتبارها أكبر الاقتصاديات الأوروبية. هذا إلى جانب تصريحات البنك الفدرالي بالحفاظ على أسعار الفائدة منخفضة لمساندة النمو و مؤشرات إيجابية على استمرار تحسن الاقتصاد الأمريكي الأمر الذي دفع بالأسهم الآسيوية للارتفاع بشكل عام و منها مؤشر كوسبي لكوريا الجنوبية على سبيل المثال. من ناحية أخرى كانت مؤشرات تعافي اقتصاد كوريا الجنوبية كان له بوادر انطلاقا من تعافي ثقة المستهلكين في كوريا الجنوبية خلال شباط لأعلى مستوى لها في ثلاثة أشهر بارتفاع بمستوى 100، مقارنة بالقراءة السابقة التي سجلت ارتفاعا بمستوى 98 بالمقابل و على الرغم من هذه المعدلات و التحسن النسبي إلا أن هناك معوقات من أهمها تعرقل مسيرة نمو الاقتصاد الصيني في آسيا باعتبارها ثاني أكبر الاقتصاديات العالمية آخذين في الاعتبار أن الاقتصاديات الآسيوية الكبرى هي عادة القائدة للتحرك نحو النمو و لا بد أن هذا قد يتعرقل في حالة هبوط اقتصادي مؤلم نحو النمو بالنسبة للصين. أخيرا نشير أن كوريا الجنوبية حققت على سبيل المثال نموا خلال الربع الرابع في نطاق ضيق بنسبة 0.4%، بأقل من النمو السابق الذي سجل نسبة 0.8% نظرا لتراجع الطلب و معاناة كوريا الجنوبية أيضا من مشاكل تضخمية، و لكن قد تتغير هذه النظرة و المعدلات في المرحلة القادمة في حالة استمرار تعافي الاقتصاد الأمريكي.