لا يزال الدولار الأمريكي يشهد ارتفاعًا على حساب نظرائه من العملات العالمية في تعاملات اليوم الأربعاء، حيث دعمت المخاوف بشأن مستقبل مستقبل الاقتصاد العالمي وأزمة الدين القائمة بمنطقة اليورو إقبال المستثمرين على التداول على عملات الملاذ الآمن ومنها الدولار. شهدت صبيحة تداولات الفترة الأمريكية ارتفاع الدولار على حساب اليورو؛ حيث سجل الزوج (يورو/دولار) تراجعًا بلغت نسبته 0.02 بالمئة ليشهد تداولا عند 1.3230. ولا يزال المستثمرون يتساءلون عما إذا كانت دفعة الإنقاذ الثانية لليونان، والتي بلغت قيمتها 130 مليار يورو، ستكون كافية لحل مشكلة الدولية المالية مع استمرار الموقف الاقتصادي في التدهور. وفي وقت سابق من اليوم الأربعاء، كانت وكالة فيتش للتصنيفات الائتمانية قد خفضت التصنيف الائتماني لليونان إلى المستوى (C) من المستوى (CCC) كما خفضت اتفاق عملية مقايضة السندات مع دائني القطاع الخاص إلى تعثر مقيد. وصرحت وكالة فيتش بأنها سوف تعيد النظر حيال موقفها تجاه اليونان حال إتمام صفقة مقايضة سندات الدين. في غضون ذلك، أظهرت بيانات أولية تحسن النشاط التصنيعي بدول منطقة اليورو دون التوقعات خلال شهر فبراير، بالاستمرار في نطاق ضيق للشهر السابع على التوالي، في حين تراجع النشاط في القطاع الخدمي على نحو غير متوقع. أظهرت بيانات وردت من ألمانيا وفرنسا نموًا طفيفًا في نشاط الأعمال، ولو بوتيرة متباطئة في يناير، في حين أظهر النشاط في باقي دول منطقة اليورو انحدارًا حادًا هذا الشهر. أظهر تقرير منفصل أن طلبات المصانع الجديدة بمنطقة اليورو قد ارتفعت بنسبة بلغت 1.8 بالمئة خلال شهر ديمسبر، مبتعدة عن انخفاض الشهر السابق الذي سجل نسبة 1.1 بالمئة. غير أن الدولار كان قد شهد ارتفاعًا على حساب الاسترليني؛ حيث سجل الزوج (استرليني/دولار) انخفاضًا بلغت نسبته 0.68 بالمئة بالتداول عند 1.5670. انخفض الاسترليني بوجه عام عقب صدور بيانات اجتماع فبراير ببنك انجلترا والتي أظهرت دعم صانعي السياسات برنامج شراء سندات مصرفية بزيادة 75 مليار استرليني هذا الشهر، في حين صوت باقي لجنة صانعي السياسات النقدية لصالح زيادة بمقدار 50 مليار استرليني إلى 325 استرليني. وكان الدولار الأمريكي قد شهد ارتفاعًا على حساب الين غير أنه تراجع أمام الفرنك السويسري؛ حيث انخفض الزوج (دولار/ين) بارتفاع بلغت نسبته 0.66 بالمئة بالتداول عند 80.27 كما انخفض الزوج (دولار/فرنك) بنسبة 0.05 بالمئة بالتداول 0.9120. وكان الين لا يزال يتعرض لضغوط منذ قرار بنك اليابان الأسبوع الماضي لتنفيذ تدابير تسهيل نقدية جديدة في محاولة لدعم النمو وحماية الاقتصاد من آثار قوة الين. على صعيد آخر، كان الدولار الأمريكي قد شهد ارتفاعًا على حساب نظرائه الكندي والاسترالي والنيوزيلادندي؛ حيث ارتفع الزوج (دولار/كندي) بنسبة بلغت 0.38 بالمئة بالتداول عند 1.0006 في حين انخفض الزوج (استرالي/دولار) بنسبة بلغت 0.37 بالمئة بالتداول عند 1.0621 كما هبط الزوج (نيوزيلاندي/دولار) بنسبة بلغت 0.71 بالمئة بالتداول عند 0.8276 . هذا، وقد تراجعت العملات المرتبطة بالسلع في وقت سابق، في أعقاب صدور قراءات أولية أظهرت انكماش النشاط التصنيعي الصيني للشهر الرابع على التوالي في فبراير، ما زاد المخاوف بشأن تباطؤ نمو ثاني أكبر اقتصاد عالمي. شهد مؤشر الدولار، والذي يتتبع آداء الدولار الأمريكي مقابل سلة من ست عملات رئيسة أخرى، ارتفاعًا بنسبة بلغت 0.29 بالمئة بالتداول عند 79.48.
