استنكر الكاتب الصحفي "حمدي رزق" الهجمة الشرسة التي يتعرض لها الأزهر الشريف وشيخه الدكتور "أحمد الطيب"، محذرًا من خطورة ذلك. وقال "رزق" في مقاله المنشور بصحيفة "المصري اليوم" بعنوان "استباحة الأزهر": "إن الإمام الطيب قد ضاق صدره، وحدّثته نفسه باعتزال الإمامة والعودة إلى مسقط رأسه".
وفيما يلي نص المقال كاملًا:
استباحة الأزهر..
صَمْت الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب -شيخ الأزهر- ليس ضعفًا، وتجاهله لتهجمات البعض على المشيخة ترفُّعٌ، وأعلم أن الإمام قد ضاق صدره، وحدّثته نفسه باعتزال الإمامة والعودة إلى مسقط رأسه «القرنة»، حيث خلوته الصوفية، مخلفًا وراء ظهره ما ظنه البعض سلطانًا، وما هو بسلطان، ولكنها أمانة سيحاسبه الله عليها يوم العرض عليه.
لا أغادر موقفًا ناقدًا للأزهر، وأنا من الناقدين لبعض ما يصدر عن شيوخه من أتباع مدرسة النقل، ومن الرافضين لبعض الوجوه الإخوانية الملتفة ثعبانيًا من حول عمامة الإمام، وهذا مثبت ومنشور، وهذه السطور ليست دفاعًا عن الأزهر، فشيوخ الأزهر أجدر بالدفاع عنه، وليست تبرئة للأزهر ومناهجه مما استبطنته من إرث فقهي يخاصم عصره، المراجعات الأزهرية المنهجية قائمة، ولكن الحملة تجاوزت قضية التجديد الديني إلى المؤسسة والشخص، الشخصنة مرض، آفة حارتنا الشخصنة، الإمام الأكبر صار شاخصًا يصوبون عليه سهامهم، ليس هكذا تورد الإبل.
الأصوات الزاعقة تطلب من الإمام الأكبر ما لا يستطيعه فقهًا، ما استبطن الأزهر تكفيرًا، الأزهر ليس محلًا للتكفير، ولن يغير قبلته وفقًا للأحوال. خلاصته، لن يكفّر داعش حتى يرضى عنه من لا يرضى أبدًا، هناك من يتمنى أن يصحو من نومه فلا يجد للأزهر ديارًا!.
خلاصته.. ما جُبِل الأزهر على تكفير، ولو صدر عن المشيخة ما يُشتمّ منه تكفير لشاع التكفير في مشارق الأرض ومغاربها، لكفّروا الطيور في أعشاشها تسبّح ربها، صحيح الأزهر لم يكفّر داعش، ولكنه لم يقصّر في الحكم عليه بالإفساد في الأرض، وطلب لمنتسبيها «حد الحرابة»، يتحسب الإمام الأكبر دومًا من السقوط في دائرة التكفير، أو يكون الأزهر على عهده قبلة التكفير.
استباحة الأزهر على صدى تفجير كنيستي طنطا والإسكندرية، والحطّ على الإمام لغرض في نفس قائله لا يستقيم مطلقًا مع خُلق الإمام تجاه إخوتنا في الوطن، طوال سنوات إمامته للمشيخة لم يصدر عن الإمام ما يشتمّ منه جرحٌ بإخوة الوطن، وما بين الإمام الأكبر والبابا تواضروس وقبله الراحل البابا شنودة، وقبل قبله على إمامة الإمام الراحل الدكتور طنطاوي، الأزهر والكنيسة في رباط متين.
ما بال المتطوعين؟ لا يكيد لهذه العلاقة المتينة إلا الإخوان والسلفيون والتابعون، ولا تُسيء أخوية الإمام والبابا إلا هؤلاء الذين لا يريدون خيرًا لهذا الوطن، خطير أن تُترك الحية تسعى بيننا تحمل فكرها التكفيري متشحة بمذهبها الصحراوي الذي نبت في أرض بعيدة مكفرة، ونمسك (نحن) بتلابيب الأزهر المصري، ونخمش وجه الإمام الطيب، أعينوا الإمام على ما تصبون إليه، أزهرَ هو قبلة للوسطية والاعتدال.
لا ألوم ناقدًا أو رافضًا لبعض ما جاء في مناهج الأزهر في أزمنة سبقت من اجتهاد بشر، ويحق عليها الجرح، حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام يجرح بعلم هو فرع من علوم الحديث، ولكن استباحة الأزهر وسلق الشيخ بألسنة حداد وتحميله وزر الإرهاب وجرم الإرهابيين يخاصم المنطق والحكم السليم.
استباحة الأزهر ورميه بكل جريمة إرهابية يحرف البوصلة، معلوم لكل دارس وباحث منصف أين ترعرعت هذه النباتات الشيطانية، ومن سقاها، ومواردها، وينابيعها، فإذا ما خرج من الصف الأزهري شارد تربى في جحور الإخوان، وانتمى للأزهر اسمًا، واستبطن فكر الدواعش، فالكثرة الغالبة في الصف الأزهري بخير، واستصحابها في الطريق الواعر الذي تقطعه زعران داعش مسلحين بمعالم في الطريق يقصر الطريق إلى النصر المبين. التبعيض منجى كما اتفق النحاة تحسبًا. استنكر الكاتب الصحفي "حمدي رزق" الهجمة الشرسة التي يتعرض لها الأزهر الشريف وشيخه الدكتور "أحمد الطيب"، محذرًا من خطورة ذلك. وقال "رزق" في مقاله المنشور بصحيفة "المصري اليوم" بعنوان "استباحة الأزهر": "إن الإمام الطيب قد ضاق صدره، وحدّثته نفسه باعتزال الإمامة والعودة إلى مسقط رأسه". وفيما يلي نص المقال كاملًا: استباحة الأزهر.. صَمْت الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب -شيخ الأزهر- ليس ضعفًا، وتجاهله لتهجمات البعض على المشيخة ترفُّعٌ، وأعلم أن الإمام قد ضاق صدره، وحدّثته نفسه باعتزال الإمامة والعودة إلى مسقط رأسه «القرنة»، حيث خلوته الصوفية، مخلفًا وراء ظهره ما ظنه البعض سلطانًا، وما هو بسلطان، ولكنها أمانة سيحاسبه الله عليها يوم العرض عليه. لا أغادر موقفًا ناقدًا للأزهر، وأنا من الناقدين لبعض ما يصدر عن شيوخه من أتباع مدرسة النقل، ومن الرافضين لبعض الوجوه الإخوانية الملتفة ثعبانيًا من حول عمامة الإمام، وهذا مثبت ومنشور، وهذه السطور ليست دفاعًا عن الأزهر، فشيوخ الأزهر أجدر بالدفاع عنه، وليست تبرئة للأزهر ومناهجه مما استبطنته من إرث فقهي يخاصم عصره، المراجعات الأزهرية المنهجية قائمة، ولكن الحملة تجاوزت قضية التجديد الديني إلى المؤسسة والشخص، الشخصنة مرض، آفة حارتنا الشخصنة، الإمام الأكبر صار شاخصًا يصوبون عليه سهامهم، ليس هكذا تورد الإبل. الأصوات الزاعقة تطلب من الإمام الأكبر ما لا يستطيعه فقهًا، ما استبطن الأزهر تكفيرًا، الأزهر ليس محلًا للتكفير، ولن يغير قبلته وفقًا للأحوال. خلاصته، لن يكفّر داعش حتى يرضى عنه من لا يرضى أبدًا، هناك من يتمنى أن يصحو من نومه فلا يجد للأزهر ديارًا!. خلاصته.. ما جُبِل الأزهر على تكفير، ولو صدر عن المشيخة ما يُشتمّ منه تكفير لشاع التكفير في مشارق الأرض ومغاربها، لكفّروا الطيور في أعشاشها تسبّح ربها، صحيح الأزهر لم يكفّر داعش، ولكنه لم يقصّر في الحكم عليه بالإفساد في الأرض، وطلب لمنتسبيها «حد الحرابة»، يتحسب الإمام الأكبر دومًا من السقوط في دائرة التكفير، أو يكون الأزهر على عهده قبلة التكفير. استباحة الأزهر على صدى تفجير كنيستي طنطا والإسكندرية، والحطّ على الإمام لغرض في نفس قائله لا يستقيم مطلقًا مع خُلق الإمام تجاه إخوتنا في الوطن، طوال سنوات إمامته للمشيخة لم يصدر عن الإمام ما يشتمّ منه جرحٌ بإخوة الوطن، وما بين الإمام الأكبر والبابا تواضروس وقبله الراحل البابا شنودة، وقبل قبله على إمامة الإمام الراحل الدكتور طنطاوي، الأزهر والكنيسة في رباط متين. ما بال المتطوعين؟ لا يكيد لهذه العلاقة المتينة إلا الإخوان والسلفيون والتابعون، ولا تُسيء أخوية الإمام والبابا إلا هؤلاء الذين لا يريدون خيرًا لهذا الوطن، خطير أن تُترك الحية تسعى بيننا تحمل فكرها التكفيري متشحة بمذهبها الصحراوي الذي نبت في أرض بعيدة مكفرة، ونمسك (نحن) بتلابيب الأزهر المصري، ونخمش وجه الإمام الطيب، أعينوا الإمام على ما تصبون إليه، أزهرَ هو قبلة للوسطية والاعتدال. لا ألوم ناقدًا أو رافضًا لبعض ما جاء في مناهج الأزهر في أزمنة سبقت من اجتهاد بشر، ويحق عليها الجرح، حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام يجرح بعلم هو فرع من علوم الحديث، ولكن استباحة الأزهر وسلق الشيخ بألسنة حداد وتحميله وزر الإرهاب وجرم الإرهابيين يخاصم المنطق والحكم السليم. استباحة الأزهر ورميه بكل جريمة إرهابية يحرف البوصلة، معلوم لكل دارس وباحث منصف أين ترعرعت هذه النباتات الشيطانية، ومن سقاها، ومواردها، وينابيعها، فإذا ما خرج من الصف الأزهري شارد تربى في جحور الإخوان، وانتمى للأزهر اسمًا، واستبطن فكر الدواعش، فالكثرة الغالبة في الصف الأزهري بخير، واستصحابها في الطريق الواعر الذي تقطعه زعران داعش مسلحين بمعالم في الطريق يقصر الطريق إلى النصر المبين. التبعيض منجى كما اتفق النحاة تحسبًا.