أصبحت حرمة الموتي مهددة في كثير من المدن والقري بعد التعدي الواضح علي حرمة الأضرحة واعتبارها امتدادًا طبيعيًا للمدن والتوسع السكاني وتحولت إلي نموذج صارخ من الفوضي والعشوائية نتيجة انتشار الأسواق في كل مكان والسير فوق المدافن دون اعتبار لحرمة المدافن وهذا ما يحدث بالضبط في جيانة بلده إسكر بمركز الصف حلوان. فقد فوجئ الأهالي أثناء زيارتهم لذويهم في الأعياد بوجود أسواق وعمارات وبدأت شواهد القبور التي تدل مواقع ذويهم تندثر أمام أعينهم وقد تقدموا بالعديد من الشكاوي والطلبات التي لم يجدوا ردا عليها حتي الآن. ويقول ماهر رمضان: منذ عام 1995 كان السوق وقتها علي الطريق العمومي للقرية ثم انتقل إلي داخل القرية في ظاهرة غريبة إلي الجبانة التي يدفن بها موتي أهالي القرية وأوشكت حدود الجبانة علي الضياع ببناء منازل وصيدليات والأكشاك وأمام ذلك تقدمنا بالعديد من الشكاوي إلي الجهات المسئولية منددين بانتهاك حرمة موتي المسلمين فجاء قرار الإزالة استنادًا إلي الشكاوي المرسلة عام 2001 حيث كان القرار بإزالة كل التعديات التي طالت القبور الممثلة في الأكشاك والصيدليات لكن المسئولين أبلغونا بضرورة إحاطة الجبانة بسلك شائك يحول دون استخدام الجبانات في البيع والشراء فأخبرناهم بأن السلك يمكن قطعه ويعود الأمر إلي سابقه ويستمر السوق فوق القبور لكن لوحظ أن هناك مجموعة من أهل البلدة قد عارضو قرار إزالة الأكشاك رغم وجود أقارب لهم في هذه الجبانات لأنها تتعارض مع مصالح خاصة بهم.. ويقول سعيد حسين الديمي مالك الصيدلية الوحيدة فوق المقابر: قد تم إيقاف الدفن بها لأنها ممتلئة بالرفات.. وتساءل: لماذا لم يتم إحاطتها بسور خاص خاصة أننا قد تعودنا علي إقامة تلك الأسواق العشوائية منذ أعوام كثيرة مضت. وأضاف سعيد عبد التواب التلاوي أحد أبناء القرية: يرقد في هذه المقابر أجدادنا وآباؤنا وقمنا بتجديد هذه المقابر من حوالي عشر سنوات تحديدًا عام 1998 ورغم ذلك لم تتمكن من الحفاظ عل حرمة موتانا بسبب انتهاك ممن يريدون تحويل القبور إلي سوق نموذجي يقام علي رفات الموتي، وأشار التلاوي إلي وجود مصالح خاصة تمنع الوحدة المحلية من تنفيذ قرار الإزالة ووقف الانتهاكات. ومن جانبه أشار عبد العزيز لبيب إلي قيامه بتخصيص قطعة أرض تبلغ مساحتها فدان ونصف كسوق خاص بدلاً من السوق المقام فوق روس الموتي.. وذكر: شرعت في عمل هذا السوق منذ عام 2000، حصلت علي جميع الموافقات من المحافظ ومن لجنة الأسواق والطرق والكباري وحصلت علي ترخيص من وزارة الزراعة وطرقت كل الأبواب حتي وصلت إلي محطة المياه التي طالبتني بمالغ فوق طاقتي. والمثير للدهشة أن الوحدة المحلية التي قامت بإعطائي الموافقة هي ذاتها التي حررت ضدي محضر تبوير أرض زراعية رغم حصولي علي ترخيص بعمل هذا السوق من وزارة الزراعة. وأكد أهالي البلدة أن محاولاتهم في المحافظة علي حرمة موتاهم قد باءت بالفشل منذ أكثر من عشرين عامًا وكل ساعة تمر علي ذلك الوضع تندثر فيها معالم الأضرحة رغم أنها جبانة مثبتة علي الخريطة الموضحة للبلد. ويقول عبد الرحمن سويلم لقد أصبحت ألقي السلام علي والدي وأجدادي من علي الطريق ولا استطيع الدخول وسط الكم الهائل من الحيوانات والباعة المتجولين وقد قمنا بتقديم العديد من الطلبات علي رئيس المجلس الشعبي والمحافظ ولم ينته إلي إجابة شافيه. ويضيف عبد الرحمن عبد الفتاح مهندس كميائي لقد قمت بإحاطة مقبرة والدي ولكن تم هدمها وإزالة ملامحها من خلالالمترددين علي السوق وأصبح من الصعب علي أولادي زيارة جدهم ولا توجد فرصة أمامي سوي نقل الرفات إلي المقابر الجديدة، حيث إن الصورة الحالية لا تنذر بغير السوء المتعمد بحق الحبانات من علي الخريطة وإقامة مشروعات استثمارية دون مراعاة حرمة الموتي. وتوضح سلوي محمد سالم: إنني امتنعت عن زيارة مقبرة والدتي وجدتي وأصبحت حينما أراها وسط المخلفات والبشر والحيوانات تدهسها بأقدامها أجههش بالبكاء والضيق الشديد من المصير الذي يمكن أن تتعرض لها حرمة موتانا في المستقبل القريب.