تضامناً مع ضحايا حادث تفجيرات كنيسة "القديسين" بالإسكندرية، أقيم "بيت عزاء" فى محافظة بيت لحم الفلسطينية، والذى شارك فيه مئات من المواطنين ، من أجل تلقى العزاء فى ضحايا التفجيرات، وذلك تعبيرًا عن رفضهم واستنكارهم لهذه الجريمة. وحضر العزاء من الجانب المصرى السفير ياسر عثمان، والذى تقبل العزاء لضحايا الحادث من المواطنين، كما شهد العزاء حضورالأب انطونيوس راعي كنيسة الأقباط في فلسطين، والمحافظ عبد الفتاح حمايل، ووزيرة السياحة د. خلود دعيبس، ومستشار الرئيس لشئون العلاقات المسيحية زياد البندك، ومدير عام الشرطة اللواء حازم عطا الله، وقائد منطقة بيت لحم العميد سليمان عمران، ورئيس البلدية د. فكتور بطارسة، والنائب محمد خليل اللحام، وأمين سر فتح ببيت لحم يوسف العارف، والأب عطا الله حنا، والشيخ عبد المجيد عطا مفتي بيت لحم. ومن جانبه، أكد السفير ياسر عثمان إن هذه اللفتة الكريمة من الشعب الفلسطيني عمومًا وأهالي بيت لحم خصوصًا تعكس وحدة الحال الفلسطينية المصرية في وجه كل التحديات. وعبر عثمان عن عميق امتنانه وامتنان الأشقاء في مصر على هذا الموقف الرائع والحضور الأروع الذي يؤكد وحدة الشعب الفلسطيني وصموده وتحديه رغم كافة الصعاب، مشيرًا إلى أنه سينقل هذه الوقفة إلى الشعب المصري. ووصف محافظ بيت لحم عبد الفتاح حمايل الحادث ب الجريمة البشعة، ومستنكرة على المستوى الوطني الفلسطيني باعتبارها جريمة تستهدف العرب والفلسطينيين من خلال استهداف أمن ونظام وشعب مصر. وأشار إلى أن إقامة بيت للعزاء هو جزء صغير للجميل المصري، لأن مصر كانت وما زالت قلب العروبة النابض وبالتالي فان استهدافها يمثل استهدافًا لكل العرب والمسلمين والفلسطينيين على وجه التحديد. وأكد حمايل على وقوف السعب الفلسطينى إلى جانب الأشقاء في مصر، مشيرًا إلى أن بيت لحم مثلت وتمثل نموذجًا للتآخي (الإسلامي المسيحي) ليس في فلسطين بل في العالم أجمع وبالتالي فان رسالة هذا البيت هي رسالة بأن العرب المسلمين والمسيحيين متآخين متعاضدين في وجه التطرف والفتن. وعبر محافظ بيت لحم عن ثقته بقدرة مصر وقيادتها وشعبها على تجاوز مثل هذه الأعمال البشعة، مشددًا على ثقة الفلسطينيين بقدرات الأمن المصري في الكشف عن خيوط هذه الجريمة النكراء تمامًا كما استطاع تفكيك شبكات التجسس الإسرائيلية. وفى السياق ذاته، أكد الأب عطا الله حنا على أهمية وعراقة الوجود المسيحي في الشرق عمومًا وفلسطين خاصة، مشيرًا إلى أن هذا الوجود الفلسطيني الكبير من مسلمين ومسيحيين في قلب مدينة مهد السيد المسيح يبرق رسالة لمصر وأبنائها بالتعازي والتضامن ورفض هذه الجريمة. وأضاف أن المسيحيين يرتبطون بالأرض ارتباطًا وثيقًا من خلال التاريخ واللغة والثقافة والحضارة لأن المسيحية في كافة أنحاء الأرض انطلقت من هذه الأرض. لافتاً أن الشعب الفلسطيني يقف إلى جانب مصر لأنها عنوان الوحدة والدعم الفعلي للشعب الفلسطيني في أصعب مراحل القضية الفلسطينية، مشددًا على أهمية العمل المشترك في فلسطين وباقي الدول العربية لوأد الفتن. وعلى صعيد متصل، لفت الشيخ عبد المجيد عطا مفتي بيت لحم إلى أن مئات المواطنين لم يترددوا للحظة من تأدية واجب العزاء، تعبيرًا عن رفضهم واستنكارهم لهذه الجريمة البشعة البعيدة كل البعد عن تعاليم الأديان المختلفة وعلى رأسها الدين الإسلامي. وأكد يوسف العارف أمين سر فتح في بيت لحم أن جماهير شعبنا في كافة المحافظات تقف اليوم لنقل رسالة واحدة مفادها أن فلسطين ومصر في سفينة واحدة نتيجة مواقفها المشرفة الرافضة للاستعمار الذي يستهدف الوطن العربي. ومن جهة أخرى، عبر الشاعر جمال سلسع على مدى عمق العلاقات الفلسطينية المصرية على مدار العصور، ووقوفها إلى جانب قضيتنا، مؤكدًا أن مصر كانت وما زالت رمزًا لنهوض وصمود الأمة العربية.