تحظي عتبات آل البيت وأولياء الله الصالحين بحفاوة بالغة من المصريين يستوي في ذلك أغنياؤهم وفقراؤهم مشاهيرهم ومجاهيلهم كلهم جمعهم حب هؤلاء الأطهار الأخيار مشاهير ورموز كثيرة أولوا إهتماما خاصا بالتعمق في القراءات الصوفية ومنهم من اقتصر علي زيادة هذه العتبات وحضور الموالد فالتواجد في هذه الأماكن يبعث علي الراحة النفسية والسعادة ومن هؤلاء المشاهير الذين يرتادون العتبات وزراء حاليين وسابقون وقضاة وفنانون وأساتذة جامعة ومن هؤلاء: د. أحمد عمر هاشم والراحل د.عبد الحليم محمود شيخ الأزهر والمستشار حسن منصور نائب محكمة النقض في مصر، ود. محمود أبو زيد وزير الري السابق ود. حسن عباس زكي وزير الاقتصاد الأسبق والمهندس حسب الله الكفراوي وزير الإسكان والتعمير الأسبق والفنان محمد ثروت ورسام الكاريكاتير سعد فرماوي فماذا يقول هؤلاء عن آل البيت وأولياء الله ؟ يقول د. محمود أبو زيد وزير الري السابق : إن اهتمامي بالصوفية يجمع بين الاهتمام بحضور الندوات الدينية والقراءة وزيارة آل البيت، خاصة زيارة السيدة نفيسة والسيدة زينب والإمام الحسين رضي الله عنهم جميعا كما لا أجد حرجا في ارتياد الموالد لكنه يعيب علي تصرفات بعض الأفراد ويصفهم بالجهلاء ، لأنهم يقومون بسلوكيات تظهر في الموالد وليست لها علاقة بالدين الإسلامي أو الصوفية في شيء. ويضيف : إن الصوفيين لهم دور تعليمي معتدل جداً ، ولا يوجد فيه أي تطرف ، الصوفيون يؤمنون بالسنة ولهم نشاطهم المعتدل الذي لا يتعارض مع الدولة. ويميل أبو زيد إلي طرق بعينها ويحرص علي حضور ندوات العلماء وهم الشيخ القوصي والشيخ الجازولي. ليس عيبا ً أما المستشار حسن منصور نائب رئيس محكمة النقض فيقول: كانت البداية عندما كنت أحضر مولد سيدي جلال السيوطي بمحافظة أسيوط وكنت أسمع عن رموز من آل البيت وأولياء الله الصالحين، ثم بدأ الاتجاه الفكري بعد التخرج، وفضلت الاطلاع علي كل الطرق وأفكار الفلاسفة دون أن أحصر نفسي في طريقة بعينها، خاصة أن كل الطرق تنتهي إلي هدف واحد، فهي منهج إسلامي راق ، و الفكر الصوفي أقرب إلي القضاء، فمن مواصفات الصوفي الإخلاص في العمل، وأنا بحكم عملي في السلك القضائي فإن الرقيب علي هو ضميري والله عز وجل ، والتصوف ينمي هذا الإحساس ويقوي القدرات الذاتية في العمل. ويقول إنه يحرص علي زيارة آل البيت وأولياء الله الصالحين، وهذا نوع من القرب للرسول صلي الله عليه وسلم، أي أنه من باب المحبة، ولكنه لا يفضل الذهاب في وقت الاحتفال بالمولد لما يحدث فيها من تزاحم وتكدس غير مقبول، كما أن ما نشاهده في الموالد بعيد كل البعد عن مفهوم التصوف، فالتطبيق قد يكون شيئاً وهذا لا يعد عيباً في الفكر وإنما في المطبقين أنفسهم. انتعاش للنفس ويقول د. إبراهيم بدران وزير الصحة الأسبق: إن زيارة الأولياء تحدث انتعاشاً للنفس وراحة، والأساس فيها ليس عبادة لهم وإنما الاتجاه إلي الله في أماكن مقدسة ومباركة ويضيف أنه يحرص علي زيارة السيدة نفيسة والسيدة زينب والإمام الحسين وقد بدأ هذا الاتجاه عن طريق الأصدقاء وارتبطت الزيارة في كثير من الأحيان بالأزمات والحياة، وقد رزقني الله بثلاثة أصدقاء هم عامر السيد عثمان شيخ المقارئ المصرية، والشيخ الشعراوي والشيخ الغزالي. وأضاف إنه يرتاد الموالد وإن كانت تعد بمثابة فترات سعادة يعيشها الأفراد بعيداً عن مشكلات الحياة، كما أن ذهاب الأطفال يترك لديهم علي الأقل بصمة إيمانية ، وعموماً يمكن القول إن نسبة كبيرة من تأثير هذه الزيارات نفسية يشعر بها الفرد في مكان هادئ فيها فرصة للخشوع والراحة وليس شرطاً أن ترتبط بالصوفية. أيضا المهندس حسب الله الكفراوي وزير الإسكان والتعمير الأسبق وهو من محاسيب السيدة نفيسة يقول: إن زيارة هذه الأماكن تجعل الإنسان يشعر بنوع من الراحة والصبر علي المشكلات والمتاعب، وقد بدأ هذا الاحساس معي منذ الشباب المبكر، حيث يشعر الفرد بسمو روحي لا يشعر به إلا من يمارسه ، ومن حسن الحظ أن الله عز وجل أنعم علينا بوجود آل بيت رسول الله بين ظهرانينا. ويضيف إنه عمل رئيسا لمجلس إدارة سيدنا الحسين لسنوات طويلة ومع ذلك لم يحضر مولدا واحدا له ، لما يحدث فيه من تجاوزات ليست من الإسلام في شيء، كما أن الشفيع الوحيد هو سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام. أيضا يحرص الفنانون والمطربون علي زيارة الأولياء فالسيدة نفسية كان يقصدها الفنان علاء ولي الدين حتي قبيل وفاته، ويقصدها الفنان سمير الإسكندراني وأحمد بدير والفنان أحمد ماهر، والمنشد أحمد الكحلاوي الذي اهتم بالإنشاد للصوفية ويقدمها بشكل يتفق مع روح العصر. كذلك الفنان محمد ثروت يقول إنه قرأ كثيراً في الصوفية والتصوف وكانت له تجارب في حضور لقاءات وحلقات للمتصوفين والمهم أن ندرس الآثار المترتبة علي التصوف ، وهل الصوفية أدت إلي تغيير المجتمع أم لا؟.. وأن يظهر تأثير التصوف علي سلوك الفرد وإلا أصبح بلا قيمة، واهتمامي بالتصوف يقتصر علي الغناء فقط، والمعروف أن الإنشاد الديني جزء من الشخصية المصرية كما أن النشأة في طنطا بالقرب من السيد أحمد البدوي قربته من الأغاني الدينية. ويقول سعيد فرماوي رسام الكاريكاتير إنه حاول التعمق في القراءة الصوفية ، ولكنها ليست اهتمامه الوحيد، كما أن الموضوع لديه عام دون التخصص في طريقة بعينها، وزيارته للموالد وآل البيت بدأت بهدف معرفي بحكم تخصص الدراسة في التاريخ، ثم بدأ يشعر بالراحة النفسية في هذه الأماكن وخصوصا مساجد آل البيت لأن لهم مكانة خاصة. ويحرص فرماوي علي حضور الموالد، بل إنه يحضر مولد السيدة العذراء في سمالوط، كما يحرص علي زيارة المشاهير من الأولياء مثل السيد أحمد البدوي والشيخ إبراهيم الدسوقي وغيرهم. ويضيف: إن ذلك لاهتمامي بالتصوير فأنا لدي أرشيف ضخم يجمع صورا للموالد المختلفة.