حققت الدراما الرمضانية للموسم المنقضي في عرضها الثاني متابعة اعمق من قبل المشاهدين لتكتسب الاعمال الجيدة منها الوقت الكافي لتأخذ حقها من العرض وذلك بعد أن استطاع التليفزيون المصري أن يمدها بالجاذبية نفسها التي أمتعنا بها علي مدار شهر متواصل، رغم أن الفضائيات أعلنت اعتزامها إذاعة معظم هذه الأعمال المكررة مرة أخري. إلا أن ذلك أمكننا من الملاحظة أننا أمام جيل من الأبطال الجدد، أظهروا للجميع قدرتهم علي القيام ببطولة أعمال قوية، وقفوا فيها جنبًا إلي جنب مع كبار النجوم، ممن ارتبطت اسماؤهم بهذا الموسم الفني. ويبقي العرض الدرامي لهذا الموسم المنقضي مختلفا خاصة بمشاركة بعض نجوم السينما ممن اتجهوا إلي الدراما التليفزيونية لأول مرة وكان علي رأسهم الفنان عمرو سعد بطل "مملكة الجبل"، بتلك التلقائية البسيطة، والسلاسة في الأداء والتعبير المدروس، الذي أشعرنا بصدق الشخصية ووجودها الحي.. وعن ذلك يقول عمرو سعد إنها بالرغم من كونها أولي تجاربه علي الشاشة الصغيرة لكنه لم يجد الامر يختلف الكثير عن السينما والتي استطاع مخرجها أن ينوع من صوره الفنية في مساحة أكبر؛ حيث إن الثلاثين حلقة جسدها في شخصية الصعيدي، شديد الذكاء، وواسع الحكمة، والذي يسخر هذه المعطيات في خدمة تجارته. كما اعتبر هذا الموسم وما حققه من أعلي نسبة للمشاهدة حتي بعد انتهائه فرصة حقيقة للنجوم الشباب ممن تمكنوا من اختراق هالة النجومية مثل محمد إمام ليجذب انتباه الجماهير بحضوره العالي، والذي استطاع أن يحققه من خلال الشاشة الصغيرة في ظهوره الأول في مسلسل "كناريا و شركاه"، إلا أنه غاب من بعدها عن الدراما التليفزيونية ليعود من خلال "بالشمع الاحمر" أمام يسرا، التي تقمصت دور أمه أو د. فاطمة كأنها تمثل حياتها. ولولا بعض الملل الذي طال بعض حلقات المسلسل، رغم أن أحداثه تدور حول جريمة قتل، لكان من أفضل ما قدم هذا العام. ويتألق النجم شريف سلامة في دور رياض غالي بمسلسل "ملكة في المنفي"، والذي كان في حاجة لأن يعطي عمقًا أكبر لشخصية الأفّاق، الذي استولي علي قلب الأميرة فتحية والملكة نازلي. تمهيدًا للاستيلاء علي أموالهما. وعن مشاركته في عملين هذا العام، يقول إنه استطاع أن يجد من خلال التناقض الذي جمع بين الشخصيتين تأكيد تقديمه لعملين مختلفين كلية عن بعضهما حيث استطاع في العمل الاول ان يظهر جوانب المكر والخداع والرياء.. أما في "العار" فقد منحه دور الضابط الشريف، الذي يتعرض لضغوط تدفع به نحو الفساد نتيجة لمرض ابنه، إلا أن بعض النقاد وجدوا في ادائه افتقاده الي الواقعية، خاصة بعد دوره في مسلسل "حرب الجواسيس" العام الماضي، والذي لعب فيه دور الشاب الخائن ببراعة ودون مبالغات. وفي دراما رمضان هذا العام، برز صف من النجوم القادرين علي حمل عبء البطولة، بعد أن كانت مقتصرة علي أسماء بعينها، كيحيي الفخراني ونور الشريف وليلي علوي وغيرهم، لكن هذا العام تقدمت غادة عبد الرازق، وهند صبري، وخالد الصاوي وسولاف فواخرجي، كطليعة جيش من الشباب، أثبتوا كفاءتهم، وتركوا بصمتهم، مستفيدين من هذا الالتفاف الكبير حول شاشة التليفزيون. ومن بين النجوم البارزين للجيل الجديد، لعبت الوجه الجديد "فدوي" دور أخت مناع في مملكة الجبل. إلا أنها استطاعت أن تسرق الكاميرا، في كل مرة تظهر فيها بأحد المشاهد رغم أن دورها كان ثانويا.