لاشك أن الساحة النقدية بدأت تستشعر أهمية استقراء ماحدث في مصر في أعقاب الثورة وتداعياتها علي عالمنا الذى نعيشه الآن ومستقبل العرب الذي أصبح على المحك أو هو يتحول ليصل لمرحلة التواطؤ والشيوع، نتاج التخريب، الحرب في العراق، تحطيم سوريا، تقسيم اليمن وليبيا، جر الوطن العربي كله لمرحلة التمهيد بإعادة استعماره من جديد، انتهاء الدولة القومية، بعث العرب كقوة في عالم يقتات عليها، من أين يبدأ فهم ما حدث انطلاقاً من الأصل. وإيمانا بعملية الفكر المنطقي واستبيان أمر اللاحق من السابق، جاء كتاب "المثقفون والثورة" للكاتب الصحفي المصري عبدالسلام فاروق الصادر عن سنابل للكتاب هذا العام 2016 من قبيل رسوخ التصور المحمول علي التأريخ لبعث وإحياء المشهد بعدما استقرت بعض معطياته الآنية واتضحت على أرضية الواقع حجم الأضرار وتوزيعات الأدوار. هنا يأتي دور المثقف كما يراه الكاتب حيث تتفرع العديد من التيارات العلنية والاتجاهات متأثرة بالثراء التجريبي لتراكم الخبرات الذي لا بد أن يكون قد حدث خلال السنوات القليلة السابقة، وعبر نظريات (المحاكاة)، (الانعكاس)، (ربط النتائج بالمقدمات) يأتي هذا الكتاب "المثقفون والثورة" في مزاوجة الحقل المعرفي المتخصص، بمناهج التطبيق العملية. يبدأ الكتاب بمقدمه قصد المؤلف أن تؤصل لفكرة حرية الرأي التي لاحظ دون مواربة أنها تآكلت بتأثير الأحداث السابقة والحروب الخفية والعلنية التي تنتهج ضدنا، فيضع في فصله الأول كلماته التي أنزلت على ثلاثة فصول، (الاستثمار في الجهل، نحن والمستقبل، والمثقفون والتغيير الاجتماعي). لاحظ الكاتب عبدالسلام فاروق أن ضربة البداية هي بناء نظام تعليمي لا يطاوله العبث وُيحمي جيدا من الفساد وهو الأداة الفعالة في "ضخ القيم الايجابية في المجتمع" ولأن المثقفين هم طليعة تعليم الأمم ومحور مستقبلها فالتوازي هنا يقيم خط الحماية ضد التطرف وإمداد الحياة بأمصال الوجود الحيوية للأمة ككل، وكسد منيع وجاهز للعمل ضد تدخل الخارج في شئوننا أو الانقسامات المريعة التي أضرت بالشعوب وإعادتها للوراء قروناً من الزمن. ثم يأتي الفصل الثاني محددا محاور وقضايا الإرهاب ومواجهة وحركة داعش الأميركية الصنع وكيف أن الشباب الناشئ يواجه معاناة قيمة، ويعيش في الفوضى الفكرية المدمرة التي أوجدتها شبكة العولمة لصالح الاستهلاك والتناقض والتي تبغي كمرحلة انتصار سريع التخلص من الثقافة العربية الصلبة ومحوها تمهيداً لفقد الهوية الوطنية ودفنها بحالتها نهائياً، وتركيب هجين من ثقافتين أو أكثر يوجد الخلل العميق الذي لا يمكن علاجه في العقل العربي والى الأبد. ويصل الكاتب إلى أن هناك خيارا آخر يسير بالتوازي مع علاج الاقتصاد وإفشال المخططات الاستعمارية للغرب لتخريب منطقتنا العربية وتبعيتها لهم. يأتي الفصل الثالث كمخطط بناء مصر حيث الداء والدواء وحيث تحتاج الأمة لإرادة بنائين عظماء، أشخاص تنفيذيين في المقام الأول ولديهم الرغبة قبل الإمكانيات في توصيف كل مشكلة وقضية نعاني منها توصيفا سليما. وهذا الفصل بالذات يأخذ ثلث حجم الكتاب وهو غني ومشبع بالأفكار التي يمكن البناء عليها بسهوله واتخاذ الملائم منها للبداية الجادة، يصل المؤلف عبدالسلام إلى عدد من المحاور الإستراتيجية من الصناعة حتى السياحة لتكون في متناول فهم وإدارك القارئ أو أنه يجتذبه لتبني هذه الأفكار واستخدامها والدفاع عنها، ثم يعرج في الفصلين الأخيرين من الكتاب على عدد من القضايا التي تهمه شخصياً على ما أظن مثل الصحافة الثقافية في مصر، مشاركة الشباب في السياسة ومهرجو الفضائيات.... الخ. علي هذا الأساس احتوى كتاب "المثقفون والثورة" على عدد من الرؤي النظرية والنمط المثالي الذي غذى أطروحات الكتاب، قصد منه وضوح الفكر وموضوعية نقاشها مع التزام بالقواعد ومشابهه الشخصية المصرية التي تنحي مع العاطفة القوية منحي العقل أو التعقل في الأقدام والقرارات. ووجه المؤلف كتابه في الأساس للمواطن العادي فلم يستدع النخب والصفوة إلي كتابة وأفكاره إلا في نطاق ضيق ومحدود، ربما لأن إيمانه بالمواطن والشباب القادم أكثر ولأنهم محور العمل ومنشأ التصور والتطور وبالضرورة تتحكم فيهم تابعيات أو سلطويات كلاسيكية، كما أن الروح التي لازمت الفصول ومادتها، روح خفيفة الظل رغم جدية الموضوعات، وتقيم بشكل مهذب وحضاري مقاربات ومفارقات وعلي ثوريتها، جمال في حضور عقلي تثير الدهشة، ولا تخرج عن المألوف وتتأكد مصداقية التوجه حين نلاحظ أنه بلغه هادئة انفعالياً يشخص متاعب ومثالب الصحافة الثقافة في مصر والتي تنسحب على تلك التي في البلاد العربية المجاورة كذلك. ويبقي إذن التصور والانطباع الأخير عن الكاتب والكتاب وان العمل والنص والحدث التاريخي والأفراد المتلقين وتحقيق الوظيفة التواصلية ومعيار الانحراف عن الهدف كفيلة بأن تأخذ كتاب "المثقفون والثورة" من خانة الكتب التي تؤكد على الهوية الثقافية إلي خانة العمل السياسي بامتياز. لاشك أن الساحة النقدية بدأت تستشعر أهمية استقراء ماحدث في مصر في أعقاب الثورة وتداعياتها علي عالمنا الذى نعيشه الآن ومستقبل العرب الذي أصبح على المحك أو هو يتحول ليصل لمرحلة التواطؤ والشيوع، نتاج التخريب، الحرب في العراق، تحطيم سوريا، تقسيم اليمن وليبيا، جر الوطن العربي كله لمرحلة التمهيد بإعادة استعماره من جديد، انتهاء الدولة القومية، بعث العرب كقوة في عالم يقتات عليها، من أين يبدأ فهم ما حدث انطلاقاً من الأصل. وإيمانا بعملية الفكر المنطقي واستبيان أمر اللاحق من السابق، جاء كتاب "المثقفون والثورة" للكاتب الصحفي المصري عبدالسلام فاروق الصادر عن سنابل للكتاب هذا العام 2016 من قبيل رسوخ التصور المحمول علي التأريخ لبعث وإحياء المشهد بعدما استقرت بعض معطياته الآنية واتضحت على أرضية الواقع حجم الأضرار وتوزيعات الأدوار. هنا يأتي دور المثقف كما يراه الكاتب حيث تتفرع العديد من التيارات العلنية والاتجاهات متأثرة بالثراء التجريبي لتراكم الخبرات الذي لا بد أن يكون قد حدث خلال السنوات القليلة السابقة، وعبر نظريات (المحاكاة)، (الانعكاس)، (ربط النتائج بالمقدمات) يأتي هذا الكتاب "المثقفون والثورة" في مزاوجة الحقل المعرفي المتخصص، بمناهج التطبيق العملية. يبدأ الكتاب بمقدمه قصد المؤلف أن تؤصل لفكرة حرية الرأي التي لاحظ دون مواربة أنها تآكلت بتأثير الأحداث السابقة والحروب الخفية والعلنية التي تنتهج ضدنا، فيضع في فصله الأول كلماته التي أنزلت على ثلاثة فصول، (الاستثمار في الجهل، نحن والمستقبل، والمثقفون والتغيير الاجتماعي). لاحظ الكاتب عبدالسلام فاروق أن ضربة البداية هي بناء نظام تعليمي لا يطاوله العبث وُيحمي جيدا من الفساد وهو الأداة الفعالة في "ضخ القيم الايجابية في المجتمع" ولأن المثقفين هم طليعة تعليم الأمم ومحور مستقبلها فالتوازي هنا يقيم خط الحماية ضد التطرف وإمداد الحياة بأمصال الوجود الحيوية للأمة ككل، وكسد منيع وجاهز للعمل ضد تدخل الخارج في شئوننا أو الانقسامات المريعة التي أضرت بالشعوب وإعادتها للوراء قروناً من الزمن. ثم يأتي الفصل الثاني محددا محاور وقضايا الإرهاب ومواجهة وحركة داعش الأميركية الصنع وكيف أن الشباب الناشئ يواجه معاناة قيمة، ويعيش في الفوضى الفكرية المدمرة التي أوجدتها شبكة العولمة لصالح الاستهلاك والتناقض والتي تبغي كمرحلة انتصار سريع التخلص من الثقافة العربية الصلبة ومحوها تمهيداً لفقد الهوية الوطنية ودفنها بحالتها نهائياً، وتركيب هجين من ثقافتين أو أكثر يوجد الخلل العميق الذي لا يمكن علاجه في العقل العربي والى الأبد. ويصل الكاتب إلى أن هناك خيارا آخر يسير بالتوازي مع علاج الاقتصاد وإفشال المخططات الاستعمارية للغرب لتخريب منطقتنا العربية وتبعيتها لهم. يأتي الفصل الثالث كمخطط بناء مصر حيث الداء والدواء وحيث تحتاج الأمة لإرادة بنائين عظماء، أشخاص تنفيذيين في المقام الأول ولديهم الرغبة قبل الإمكانيات في توصيف كل مشكلة وقضية نعاني منها توصيفا سليما. وهذا الفصل بالذات يأخذ ثلث حجم الكتاب وهو غني ومشبع بالأفكار التي يمكن البناء عليها بسهوله واتخاذ الملائم منها للبداية الجادة، يصل المؤلف عبدالسلام إلى عدد من المحاور الإستراتيجية من الصناعة حتى السياحة لتكون في متناول فهم وإدارك القارئ أو أنه يجتذبه لتبني هذه الأفكار واستخدامها والدفاع عنها، ثم يعرج في الفصلين الأخيرين من الكتاب على عدد من القضايا التي تهمه شخصياً على ما أظن مثل الصحافة الثقافية في مصر، مشاركة الشباب في السياسة ومهرجو الفضائيات.... الخ. علي هذا الأساس احتوى كتاب "المثقفون والثورة" على عدد من الرؤي النظرية والنمط المثالي الذي غذى أطروحات الكتاب، قصد منه وضوح الفكر وموضوعية نقاشها مع التزام بالقواعد ومشابهه الشخصية المصرية التي تنحي مع العاطفة القوية منحي العقل أو التعقل في الأقدام والقرارات. ووجه المؤلف كتابه في الأساس للمواطن العادي فلم يستدع النخب والصفوة إلي كتابة وأفكاره إلا في نطاق ضيق ومحدود، ربما لأن إيمانه بالمواطن والشباب القادم أكثر ولأنهم محور العمل ومنشأ التصور والتطور وبالضرورة تتحكم فيهم تابعيات أو سلطويات كلاسيكية، كما أن الروح التي لازمت الفصول ومادتها، روح خفيفة الظل رغم جدية الموضوعات، وتقيم بشكل مهذب وحضاري مقاربات ومفارقات وعلي ثوريتها، جمال في حضور عقلي تثير الدهشة، ولا تخرج عن المألوف وتتأكد مصداقية التوجه حين نلاحظ أنه بلغه هادئة انفعالياً يشخص متاعب ومثالب الصحافة الثقافة في مصر والتي تنسحب على تلك التي في البلاد العربية المجاورة كذلك. ويبقي إذن التصور والانطباع الأخير عن الكاتب والكتاب وان العمل والنص والحدث التاريخي والأفراد المتلقين وتحقيق الوظيفة التواصلية ومعيار الانحراف عن الهدف كفيلة بأن تأخذ كتاب "المثقفون والثورة" من خانة الكتب التي تؤكد على الهوية الثقافية إلي خانة العمل السياسي بامتياز.