قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إنه مع اقتراب نهاية حكم الرئيس حسين مبارك والذي استمر 29 عاماً، يبدو أن جماعة "الإخوان المسلمين" تشير إلي استعدادها لعقد صفقة مع الخلفاء المحتملين من خلال عدم التحدي الصريح لاحتكار الحزب "الوطني" الحاكم للسلطة. وأضافت أنه علي الرغم من كل الجهود الرامية إلي تهميش جماعة "الإخوان" من قبل الولاياتالمتحدة وحليفها الوثيق، الحكومة المصرية، إلا أنها تبقي جماعة المعارضة الأكثر مصداقية، مشيرة إلي أنه علي الرغم من أن بعض أعضائها يطالبون بمحاربة الحكومة وجهًا لوجه، إلا أن القيادة الإسلامية لها أهداف أخري، منها: حرية الدعوة والتنظيم في الأحياء، وعلي المدي الطويل، ورفع الحظر الرسمي علي أنشطتها. وحذر د. عصام العريان المتحدث الإعلامي باسم الجماعة من أن مصر تعيش الآن أجواء ما قبل الفوضي، قائلاً: إن مرض الرئيس مبارك واضح، إلا أنه من غير الواضح إلي أين يتجه هذا البلد، وتابع: مبارك قام بحل أحزاب المعارضة العلمانية ذات المصداقية تاركًا حفنة من الأحزاب السياسية القانونية في حالة فوضي، مضيفاً: "لا يوجد الآن سوي احتمالين: النظام أو الإخوان المسلمين"، بحسب ما نقلته الصحيفة. وتقول الصحيفة إن جماعة "الإخوان" تحرص دائمًا علي عدم انتقاد الرئيس مبارك بشكل مباشر، كما أنها تصر علي أنها لن تقوم أبدًا بتسمية مرشحها الخاص للرئاسة، وأضافت إن هذا التحفظ وضبط النفس منح الجماعة حرية التنظيم، وترشح أعضائها للمناصب باعتبارهم مستقلين، وممارسة الخدمات الاجتماعية، علي الرغم من الحظر الرسمي الذي تفرضه الحكومة علي الجماعة وحقيقة أن المئات من نشطائها في السجون. لكنها أشارت إلي أن موقف الجماعة المعتدل يصرف عنها الكثير من أعضائها الشباب الأكثر نشاطًا، حيث استقال العديد منهم احتجاجًا علي تكتيكات الجماعة "الانتهازية"، كما أن الجماعات العلمانية التي تدعم حملة د. محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية للإصلاح السياسي يستاءون من السياج الذي تفرضه الجماعة حول مقاطعة الانتخابات ورفضها حتي الآن تنظيم الاحتجاجات بالشوارع. وأضافت أنه في الوقت الذي خاض فيه د. أيمن نور زعيم حزب "الغد" الانتخابات الرئاسية في عام 2005 أمام الرئيس مبارك، قامت جماعة "الإخوان" بإرسال الآلاف من أنصارها للتظاهر ضد الحكومة، إلا أنها تجنبت بشكل مبالغ دعم ترشيح نور أو حركة الاحتجاجات في الشوارع التي أطلقتها حركة "كفاية" آنذاك. وختمت الصحيفة قائلة: إن الكثير من قيادات الجماعة لا تزال تتذكر ذروة الجماعة بعد تأسيسها في عام 1928 وقيام الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر بقمعها في حقبة الخمسينيات مما جعلها تغيب عن الحياة السياسية المصرية لعقود. وأشارت إلي أن الحكومة المصرية من جانبها تحذر من أنها لا تزال تعتبر جماعة "الإخوان" مصدرًا للعنف والتطرف، وقامت بسجن المئات من نشطاء الجماعة هذا العام، كما قامت القنوات التليفزيونية التي تديرها الدولة ببث مسلسل خلال شهر رمضان يصور أصول الجماعة علي أنها مليشيات دينية قامت بترويع المواطنين المصريين والسياسيين علي حد سواء.