ظهرت إلى العلن سجى حميد الدليمي زوجة الخليفة الجديد للدولة الإسلامية، أبي بكر البغدادي، التي انتشرت صورتها في الإنترنت، وبدأ الحديث عن زوجة الخليفة بعدما حصلت على حريتها في إطار صفقة الإفراج عن راهبات معلولا مقابل مجموعة أسماء قدمتها جبهة النصرة للسلطات السورية. كشف أحد قادة جبهة النصرة المدعو أبا معن السوري، هوية سجى الدليمي زوجة أبي بكر البغدادي خليفة الدولة الإسلامية في العراق، وقال إنها كانت أسيرة في سجون النظام السوري. واعتمد أبو معن على تغريدة سبق أن نشرها القيادي الآخر في الجبهة المدعو أبا عزام المهاجر الذي كان المسؤول عن صفقة تبادل راهبات معلولا. وجاءت في تغريدة أبي عزام رسالة إلى عناصر “داعش” يقول فيها: “لو كنت تعلم يا أخي بالدولة الإسلامية من خرج في صفقة التبادل لبكيت قليلا وضحكت كثيرا” ولم يصرّح آنذاك أبو عزام عن مقصده بالتغريدة، لكن أبا معن أعاد نشرها موضّحا أن "أبا عزام كان يلمح إلى قيام جبهة النصرة بفك أسر زوجة البغدادي". واكتسبت سجى الدليمي، منذ اللحظة الأولى لاعتقالها، أهمية كبرى في نظر النصرة و”داعش” والكتيبة الخضراء، ليس لموقعها الجهادي، وإنما لتقاطع علاقات أفراد عائلتها بين المجموعات الجهادية الثلاث، في العراقوسوريا، فسجى الدليمي هي الابنة الكبرى لحميد إبراهيم الدليمي، ووالدها هو أحد أمراء “داعش” في سوريا وأحد الممولين المؤسسين للتنظيم، ويقود شقيق سجى، عمر الدليمي وحدة عسكرية تابعة ل”داعش”، وقاتل شقيقها الصغير خالد في صفوف الكتيبة الخضراء. وتنخرط عائلة الدليمي بأسرها في الجهاد، فشقيقتها دعاء الدليمي تعد من أبرز المجاهدات المتشددات في العراق، باعتبارها الانتحارية الأولى التي أرادت تفجير نفسها سنة 2008 في تجمع كردي في أربيل، بعد أن لفّت جسدها بحزام ناسف، ثأرا لزوجها حارث أمير الدولة الإسلامية في منطقة العامرية في بغداد، والذي قتله الجيش الإسلامي، لكنها أخفقت بسبب عطل فنيّ. وأفادت تقارير إعلامية، بأن صفقة تمت بين جبهة النصرة والاستخبارات القطرية، بعد مفاوضات دامت أشهرا، لم يفارقها أبدا اسم سجى حميد الدليمي، التي كانت دافعا رئيسيا لاختطاف الراهبات المعلوليات، ومحور المفاوضات التي دارت على جميع المسارات، قبل أن تصل إلى القناة القطرية، وتنجح. واتضح أن إطلاق سراحها من سجنها السوري، هو مفتاح الحل، وأن اللوائح التي كان يرفعها الأمن العام اللبناني، والتي اقتربت من ألف اسم نسائي، لم تكن أكثر من تغطية للهدف الحقيقي، سجى الدليمي، التي احتفلت النصرة بها وحدها، بينما كانت المطالب والأسماء تصل إلى ما يقارب ال 150 اسما، وكادت العملية كلها تتعطل، في انتظار أن تعبر الدليمي الحاجز الأخير نحو عرسال فيبرود، بينما لم يعبأ المفاوضون بمصير من تبقى من المعتقلات. وخلال المفاوضات الأولى في ديسمبر الماضي، طرح أبو عزام الكويتي شرط إطلاق سراحها مع ابنيها وشقيقتها هاجر، كمقدمة لأي مفاوضات وبادرة حسن نية من الحكومة السورية تجاه المفاوضين وهو ما رفضه السوريون آنذاك. وأكدت تقارير إخبارية أن سجى الدليمي قبل أن تتزوج بأبي بكر البغدادي كانت تشتغل حلاقة نسائية، وكانت امرأة بسيطة محبة للحياة، وقد حدث انحراف كبير في حياتها، حيث أصبحت تتبنى فكرة الجهاد بعد أن تزوجت من أحد قادة جيش الراشدين واسمه فلاح إسماعيل جاسم، قتله الجيش العراقي خلال معارك الأنبار سنة 2010. وفي سياق متصل بتنظيم الدولة الإسلامية، كشفت صحيفة “صنداي تايمز″ البريطانية عن سفر خمس بريطانيات إلى سوريا لكي ينضممن إلى “داعش” مقابل سكن ومرتب شهري بشرط زواجهن من المقاتلين. وأشارت الصحيفة إلى صورة طفل بريطاني صغير يدعى عيسى، عمره لا يتجاوز 3 سنوات، يقف أمام الكاميرا مبتسما ويحمل بيده رشاشا من طراز “ايه كيه -47″، ولدى عيسى أخ صغير عمره 12 شهرا تسميه أمه بالمجاهد الصغير. وأم الطفلين درست في بريطانيا، وهي من النساء اللواتي سافرن إلى سوريا تلبية لدعوات “داعش”، وهي زوجة لمقاتل سويدي يدعى أبو بكر، وتضع صورة ابنها على حسابها الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، وهو يحمل الرشاش. وأشارت الصحيفة إلى عشرات الأوروبيات اللائي سافرن للالتحاق ب”داعش” تلبية لدعوات الجهاد وبعضهن أنجبن أطفالا من المقاتلين. ومن بين هذه النساء امرأة من اسكتلندا تكتب يوميات باسم “عروس في كنف ‘داعش'” عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتبرز كتابتها مدى حماسها للتنظيم. وأضافت أن دعوات “داعش” عبر مواقع التواصل الاجتماعي لا تخص فقط تنفيذ أعمال إرهابية مثلما كان في السابق، وإنما دعوات للنساء للانضمام إلى المجاهدين مثلما فعلت سلمى وزهرة الفتاتان البريطانيتان من أصل صومالي، وقد تركتا كلية الطب للالتحاق ب”داعش” الشهر الماضي.