تعويذة سحرية لحدوتة درامية مختلفة جذبتها بحماس لشخصية كيلوباترا التي تري أنها تشبهها في كثير من الصفات مما جعلها تتحدي أي انتقادات بقرائتها للتاريخ ودرايتها بالأحداث التي تضمن نجاح مسلسل كيلوباترا الذي تطل به علينا فيه سولاف فواخرجي في رمضان هذا العام. - بداية كيف جاء ترشيحك لشخصية كيلوباترا؟ الاقتراح من البداية كان لزوجي المخرج وائل رمضان والذي كان يقول لي: لابد من أداء شخصية مثل كليوباترا لأنها شخصية شهيرة ليست فقط علي مستوي العالم العربي بل في العالم كله، وحين فكرت في المسألة وجدت أن هناك حوالي سبعة أفلام ومسرحية لشخصية كليوباترا وليس هناك عمل درامي لها فتساءلت لماذا لم يكن هناك عمل درامي للشخصية؟! وأخيراً خرجت الفكرة إلي النور. وهل نرين هناك تشابها بينك وبين كيلوباترا؟ دائما عندما أجسد أي شخصية لابد أن يكون هناك تشابه بيننا حتي أستطيع أن أصل للمصداقية، فكليوباترا كانت لها تطلعات وطموح وجانب كبير من التصميم وأعتقد أن كل هذه الصفات موجودة في شخصيتي. - وكيف كان استعدادك لأداء الشخصية؟ قرأت العديد من الكتب التاريخية وشاهدت جميع الأفلام التي جسدت شخصيتها بالإضافة إلي المسرحية. - هل تعشقين قراءة التاريخ أم أن الدور أجبرك علي قراءته؟ أنا خريجة كلية الآثار وحصلت علي دراسات عليا في الآثار وعلي دارية كبيرة بتاريخ الفراعنة وتاريخ مصر القديم، كما أنني أشعر بمتعة في قراءة التاريخ والآن أصبحت شبه متخصصة في عصر البطالمة وكليوباترا وأعتقد أن دراستي ستكون ضمن أسباب نجاح العمل. - من خلال تعايشك مع الشخصية.. هل تمنيت أن تعيشي في زمن كليوباترا؟ بالرغم من أن عصر الفراعنة عالم سحري وبه الكثير من الأسرار، لكنني لم أتمن أن أكون موجودة فيه فكل وقت له بريقه، فهناك بريق الستينيات وأفلام الأبيض والأسود لكنني لا أتمني ولا أريد غير هذا الوقت الذي أعيش فيه.
ألم تخشي الانتقادات لأنك ممثلة سورية وتؤدين شخصية ملكة مصرية؟ فكرت في هذا الكلام، ولو كان هناك نقد فهو رأي الآخرين، لابد من احترامه لكن في الوقت نفسه كان التفكير في هذا الأمر يزيدني حماسا لكي أبذل قصاري جهدي في الدور كي لا أتعرض لمثل هذا النقد، بالإضافة أن كليوباترا ليست مصرية فهي إغريقية كما أنها آخر ملكة من سلالة البطالمة. - هناك أكثر من عمل فني لكليوباترا منه الفيلم الشهير لإليزابيث تيلور.. ألا تخشين المقارنة؟ إطلاقاً فالفيلم لا يعتبر وثيقة تاريخية بالإضافة إلي أن الفيلم يتناول الشخصية بنظرة أوروبية، وكان يركز علي علاقاتها الغرامية وأنها كانت تجري وراء غرائزها مع يوليوس قيصر وأنطونيو، بينما اتجاهنا في المسلسل عن علاقتها بالشعب وكان هذا هو فكر وائل رمضان المخرج مع قمر الزمان علوش المؤلف عن تفسير التعويذة السحرية للملك عندما يكون قويا فالحدوتة الدرامية مختلفة، ففي المسلسل سوف نشاهد فتاة مراهقة تقع في عشق أحد أفراد الشعب الذي يقوم بدوره فتحي عبد الوهاب وأيضاً سوف نشاهد كمية تناقضات لذا فهو يعتبر مسلسلاً اجتماعياً اسمه كليوباترا. - وألا تخشين ردود الأفعال لمسلسل تاريخي باللغة العربية الفصحي وسط مسلسلات درامية عامية.. كوميدية واجتماعية؟ نحن لا نقدم درسا في التاريخ ولا برنامجا تاريخيا، بل نقدم دراما "فمثلا في عهد الفراعنة البنت كانت تتزوج أخاها، لكننا لا نستطيع أن نبرز مثل هذه الأحداث لأنها لا تضيف شيئاً، وهذا ليس خطأ تاريخيا لأن عدم ذكره لا يقدم ولا يؤخر شيئاً في العمل، عندما تشاهد المسلسل ستشعر بأنك أمام دراما اجتماعية بالدرجة الأولي راعينا فيها كسر الحاجز بين الناس واللغة الفصحي حتي نصل إلي المشاهد العادي البسيط وليست النخبة فقط، وفي الوقت نفسه راعينا أن يكون العمل بلغة سهلة وأسلوب خفيف ومختلف وهي التوليفة الصعبة التي نصنعها الآن. - كان هناك تصريح د. زاهي حواس بأن العمل به العديد من الأخطاء التاريخية.. فما تعليقك؟ وجهة نظر د. زاهي حواس تحترم، فهناك برامج كثيرة وأفلام تسجيلية ووثائقية من الممكن أن تذكر الأحداث التاريخية بكل تفاصيلها، لكننا في النهاية أمام عمل درامي مدته ثلاثون حلقة فلابد أن تكون هناك حدوتة درامية فمثلا شخصية فتحي عبد الوهاب وهو بطل المسلسل أمامي شخص من عامة الشعب تقع في غرامه كليوباترا وبالتالي فهي شخصية غير موجودة في التاريخ وعندما يقرأ د. زاهي حواس المسلسل ويجد شخصية مثل هذه ليس لها وجود حقيقي لابد أن يكون رأيه بأن هناك تحريفا في التاريخ، فنحن من خلال حدوتة الدراما نريد أن نصل إلي علاقة الملكة بعامة الشعب. - أليس هناك مستشار تاريخي لتوثيق أحداث المسلسل؟ هناك دكتور متخصص يقدم مادة تاريخية للمؤلف ، ويوثق أحداث المسلسل وكان مطروحا في البداية أن يكون د. زاهي حواس هو المستشار التاريخي للمسلسل. - شهدت كواليس العمل الكثير من الإصابات لك ولباقي الكاست.. فهل هي لعنة الفراعنة؟ لعنة الفراعنة تقول إن اللي يروح مصر لازم يرجع لها وأنك تحب مصر رغما عنك، لكن اللي حصل معنا في التصوير قضاء وقدر ولا علاقة له بلعنة الفراعنة حيث كنا نصور في الجبل وفي أماكن صعبة للغاية وقعت إصابات للبعض. - وماذا عن المواقف الصعبة في المسلسل؟ هناك مشهد كنت أصور فيه بجانب الأسد ويومها كان الأسد عصبيا جدا لدرجة أنه أصاب مدربه ولم أستطع استكمال المشهد بسبب عصبية الأسد، وهناك مشهد آخر صورته مع "حية" ولا أدري كيف أعطاني الله القوة وقتها كي أتعامل مع هذا الثعبان وهو من المشاهد الماستر، ولم يحدث في الدراما قبل ذلك.